خاص بوكالة انباء فارس.. شخصيات عراقية: أميركا أضرت العراق بسبب التسليح ولابد من الاعتماد على روسيا تتصاعد في العراق الأصوات المطالبة بتغيير وجهة تسليح الجيش الوطني للبلاد إلى الجانب الروسي، حيث يرى الكثير من الشخصيات السياسية والأمنية والمختصين أن الولاياتالمتحدة أضرت بالعراق من خلال استغلالها ملف التسليح لتنفيذ سياساتها والتدخل في شؤونه الداخلية ما جعل العراق يخسر كثيرا ويتراجع أمنيا. بغداد (فارس) وأبدت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب تأييدها لتصريحات السفير العراقي في الولاياتالمتحدة حول ملف التسليح والتي أكد فيها أن واشنطن تلكأت في إرسال السلاح إلى العراق، مطالبة الحكومة بشراء الأسلحة من روسيا لضمان عدم تدخلها في الشأن العراقي من خلال التسليح كما حدث من قبل أميركا. ويقول عضو اللجنة إسكندر وتوت في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن روسيا مفتوحة لكل دول العالم وكان المطلوب من الحكومة العراقية منذ خروج العراق من تحت طائلة البند السابع أن تتخذ إجراءات تعاقدية مع روسيا والأسلحة الروسية لا تقل بكفاءتها عن الأسلحة الأميركية وروسيا مستعدة لأن تعطينا أسلحة من تلك التي يستخدمها جيشها ولذلك نحن بحاجة ماسة الآن إلى الأسلحة الروسية سواء الطائرات السمتية أو المقاتلة وأيضا الأسعار بالنسبة للروسية أرخص بكثير من الأميركية". وأضاف ان "كل دول العالم لا بد أن تسلح بنوعين من الأسلحة غربية وشرقية حتى لا تخضع لسياسات التبعية لهذه الدول التي تقوم بالتسليح فمصر مثلا لا تستطيع أن تقوم بأي عمل لأن كل أسلحتها أميركية وبالتالي فهي الآن تتوجه نحو الجانب الروسي ولذلك نحن نؤيد ما صرح به السفير العراقي بأن الأميركان أخروا تسليح الجيش العراقي وأخرت أيضا تنفيذ العقود معها ونحن كلجنة أمن ودفاع نؤيد تصريحات السفير العراقي ونطالب الحكومة بشراء أسلحة شرقية من الجانب الروسي". تنوع التسليح يجعل الجيش العراق الأقوى في المنطقة من جانبه دعا رئيس مؤتمر صحوة العراق الشيخ حميد الهايس إلى أن تعتمد الحكومة العراقية على أكثر من مصدر للتسلح، مبينا أن الأوضاع التي يمر بها العراق تجعل من الضروري أن يكون جيشه الأقوى في المنطقة. وقال الهايس في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن العراق يجب أن ينفتح على جميع دول العالم من ناحية التجهيز لأنه لم يعد هنالك أي مجال للتهاون في هذا الأمر ولا بد أن يصبح الجيش العراقي الأقوى في المنطقة ليكون قادرا على مواجهة التحديات التي يواجهها". خبير: أميركا تتدخل في شؤون الدول التي تسلحها بدوره يرى الخبير الأمني أحمد الشريف أن الاعتماد على الجانب الأميركي في التسليح كلف العراق الكثير، مبينا أن الولاياتالمتحدة الأميركية تستغل عامل التسليح للتدخل في شؤون الدول التي تقوم بتسليحها. وقال الشريف في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن التعاون مع الجانب الروسي في مجال التسليح كان أمرا مطلوبا منذ فترة وتحديدا في عام 2005 حيث كان هناك اتفاق على أن مقتضيات الحاجة ومستلزمات سيادة الدولة تتطلب أن نرتقي بالجهد القتالي والتسليحي للجيش العراقي وحينما أبطأت الولاياتالمتحدة كان الأجدر بنا عامي 2006 و2007 أن نذهب للتسليح من طرف بديل". وأضاف "هذا التأخير لا يتعلق بالولاياتالمتحدة لأن الكل يشكك في نواياها وهي تريد أن تبقي العراق ضعيفا لتملي إملاءاته السياسية عليه لكن التشكيك في الإرادة السياسية التي تأخرت في قراءة المعطيات حتى اشتبك الجيش العراقي مع الإرهابيين وهو لا يملك غطاءً جويا ما جعلنا نعطي دماءً وعدنا إلى دائرة الحاجة إلى السلاح الأميركي وهذا معناه أننا أعدنا الأميركان ولكن بطريقة أن الجيش كان بريا واليوم عاد جويا". وتابع الشريف أن "الرأي الذي كان موجودا من قبل هو تنويع مصادر السلاح لكن هذا لا يكفي لأن الإيفاء بالالتزامات الدولية لم يكن موجودا فالولاياتالمتحدة كانت تعهدت بتسليح الجيش العراقي وتلكأت متذرعة بالأزمة السياسية القائمة أو عدم وجود الرؤية الواضحة لمستقبل العملية السياسية في العراق". وأضاف ان "هذا التلكؤ تزامن مع تلكؤ الحكومة العراقية في مسألة الإسراع في قراءة النوايا الأميركية في عدم الارتقاء بالتسليح والذهاب باتجاه إيجاد بدائل في هذا الأمر". ويوضح الشريف "أن القضية لا تتعلق فقط بالجانب الأميركي بل تتعلق أيضا بالعملية السياسية التي أخفقت بشكل كبير جدا في قراءة التحديات وأبطأت واحيانا هذا الإبطاء كان متعمدا من قبل بعض الأطراف السياسية لعدم تسليح الجيش العراقي لنصل إلى هذه الحالة وبالتالي اضطررنا إلى العودة أن نستعير السلاح الأميركي وبإدارة أميركية لتأمين الغطاء الجوي للقطعات العسكرية المشتبكة واليوم نلاحظ أن الاستطلاع يجري بطائرات أميركية سكاي إيكل وصواريخ الهيل فاير هي أميركية أيضا ومعظم العمليات التي تجري هي تحت نظر الولاياتالمتحدة وحتى المعلومة الاستخبارية أيضا هي من الجانب الأميركي وهذا الإبطاء لا نلقيه على الولاياتالمتحدة فقط إنما على الخلل في إدارة الملف السياسي في العراق الذي لم يقرأ التحديات ويخرج العراق من دائرة الهيمنة الأميركية إلى المشروع الوطني". /2336/ وكالة الانباء الايرانية