بغداد (وكالات) - هدد رئيس إقليم كردستان شمالي العراق مسعود بارزاني أمس ضمنياً بانفصال الإقليم، قائلاً إن سبب الأزمة المستفحلة بين الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة الكردية في أربيل، ليس الخلاف بشأن ميزانية العراق العامة وعائدات نفط الإقليم واستحقاقات الشركات النفطية العاملة في الإقليم، ورواتب الميليشيا الكردية «البيشمركة» وموظفي الإقليم، وإنما «ازدراء» الأكراد ومحاولة كسر هيبتهم، وإنه سيتخذ «موقفاً حاسماً» غير مسبوق إذا استمر ذلك، فيما أيد حزب كردي معارض بارز الدعوات إلى «استقلال» الإقليم. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أوقف مؤخراً إرسال الدفعات المالية إلى كردستان بسبب رفض الحكومة الكردية تصدير نفط الإقليم بإشراف وزارة النفط العراقية، ما أدى إلى قطع رواتب نصف مليون يتقاضون رواتب هناك. وأعلن بارزاني، في كلمة ألقاها في أربيل خلال مراسم تسلم رفات 93 كردياً بارزانياً قيل إنهم قتلوا في عهد النظام العراقي السابق، وتم دفنهم في مقابر جماعية بالسماوة جنوبي العراق، أن إقليم كردستان بصدد إعادة النظر في العلاقة مع بغداد إذا استمرت الحكومة العراقية في موقفها إزاء الإقليم، لأن الأكراد «لن يستطيعوا العيش تحت التهديد ولن يتنازلوا عن حريتهم، ويجب أن يكون العراق للمكونات العراقية كافة، وأن يتمتع العراقيون كافة بمستقبل مشرق». وقال «يجب أن تتم مراجعة العلاقات بيننا وبين بغداد لأننا لا نستطيع العيش بهذا الشكل». وأضاف «المسألة ليست مسألة نفط ولا ميزانية، بل أكبر من ذلك بكثير. إنها مسألة النيل من هيبة الكرد وكردستان. يريدون أن نكون تابعين. يريدون أن يتعاملوا مع إقليم كردستان تعامل المحافظة، ويريدون مصادرة قرارنا. أبعد كل هذه التضحيات هل يقبل سكان كردستان تسليم قرارهم للآخرين؟. وتابع «لجميع سكان كردستان موقف واحد، ويستحيل أن يخطو خطوة واحدة للوراء بعد كل تضحياتهم». واستطرد قائلاً «إن وفوداً عديدة من كردستان زارت بغداد خلال الفترة السابقة، لكن وبدلاً من قيام بغداد بمعالجة المشاكل قاموا بقطع قوت الناس. هذا عمل عدائي ولا نقاش حوله». وفي تهديد غير مباشر بإعلان الانفصال عن العراق، قال بارزاني في كلمته التي بثتها وكالة «باسنيوز» الإخبارية الكردية، «إذا استمر مسؤولو بغداد في التفكير بهذه الطريقة، بأن بإمكانهم أن يضغطوا علينا بهذه الورقة (قطع الرواتب)، أقول لهم بثقة واقصد ذلك: إذا استمروا على موقفهم سيكون لنا موقف لن يتوقعوه، ولينتظروا ليعرفوا هل نستطيع ذلك أم لا». وأضاف «المشكلة الأساسية في التعامل مع بغداد هي العقلية التي ترى الكرد مواطنين من الدرجة الثانية، فيما أدى الكرد دوراً كبيراً لأن يكون للجميع في العراق حقوق في الدستور الذي لا يُعمل به الآن، إذا لم ينتهك هذا الدستور لكان بإمكان جميع المكونات العيش معاً إخوة». وشكك في صدقية المالكي، قائلاً «أي شخص يكون رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة يجب أن يكون صادقاً، العراق في خطر، والديمقراطية والفيدرالية والتعايش في تراجع وتواجه تهديدات خطرة كبيرة ولم يعد هناك أي معنى للشراكة في العراق». ... المزيد الاتحاد الاماراتية