نترك الإجابة لكاتب صحفي تقدمي بارز أسهم في نضال الحركة الوطنية والحزبية وتطورها، وشارك في قيام الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" الأستاذ سعيد الجناحي: حاول أعداء الشعب اليمني التقليل من أهمية الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" بقولهم ان ما حدث في السادس والعشرين لم يكن سوى انقلاب عسكري وسيطرة العسكري على السلطة، واتفق مع هؤلاء منظرون وسياسيون ينتمون إلى الأيديولوجية العلمية، فقد أطلقوا على الثورة السبتمبرية تسمية حركة، وليست ثورة، وأطلقوا على 14 أكتوبر ثورة، وبرز اتجاه آخر يقول إن ما حدث في 14 أكتوبر 63 ما هو إلا تمرد قبلي وليس ثورة. وحين نقول عما حصل يوم 26 سبتمبر – 14 أكتوبر ثورة وليست انقلابا عسكريا كما كان يحلو للبعض القول.. إنما لأنها انطلقت وفق عدد من المعطيات أهمها: إن التراكم النضالي لمسار الحركة الوطنية عبر حوالي عقد ونصف من الزمن (1948م- 1962م) هيأ الظروف الذاتية والموضوعية لقيام حركة تغيير النظام الإمامي، وكل العسكريين الذين شاركوا بالإعداد لقيام الثورة، كانوا يؤمنون انهم جزءً من الشعب، وشارك معهم جمع كبير من المدنيين، أكانوا من المنتمين إلى تنظيمات سياسية أو أفراداً، بل إن المشاركة تمت على قاعدة التشاور والحوار وصياغة سبل القيام بحركة التغيير، وكان القاضي عبدالسلام صبره واحداً من أبرز المشاركين كما شارك في الإعداد للثورة صف واسع من المدنيين في صنعاء، وتعز، والحديدةوحجة، بل إن السيطرة على إب تولتها عناصر مدنية، حيث كان الشيخان مطيع دماج، وأمين أبو رأس في طليعتهم، وحين نتأمل لقب السبتمبريين نسبة لثورة 26 سبتمبر إن جاز التعبير، لكونه مصطلحا يرمز إلى الذين شاركوا في قيام الثورة، لا يقتصر هذا اللقب على الضباط من أعضاء تنظيم الأحرار كما يعمد البعض إلى إلصاقهم بها، ولكنه لقب يحمله كل الذين شاركوا في الثورة من المدنيين والعسكريين على حد سواء. ومن المعطيات لكون الحركة التي قضت على النظام الإمامي ثورة وليست انقلاباً عسكريا هو التفاف جماهير الشعب لتأييدها في أهم المدن اليمنيةصنعاء- تعز- الحديدة- حجة- إب- عدن- وغيرها، حسمت المعركة ضد النظام الإمامي، وبانهيارها أعلن عن النظام الجمهوري، وتحول شمال اليمن عن تسمية المملكة المتوكلية اليمنية إلى الجمهورية العربية اليمنية، وتوالى الاعتراف العربي والدولي بالنظام الجديد. من كتاب المسار النضالي وأحداث الثورة اليمنية لمؤلفه سعيد احمد الجناحي