"الاحتفال باليوم الوطني: علي محسن الأحمر يدعو للحفاظ على وحدة اليمن"    تسريب معلومات صادمة عن طائرة الرئيس الإيراني وسبب سقوطها والجهة التي تقف وراء مقتله    الامين العام للجامعة العربية يُدين العدوان الإسرائيلي على جنين    لاعب ريال مدريد كروس يعلن الاعتزال بعد يورو 2024    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة الامريكية على الطلب    المبعوث الامريكي يبدأ جولة خليجية لدفع مسار العملية السياسية في اليمن مميز    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    رئيس تنفيذي الإصلاح بالبيضاء: قحطان أيقونة نضال واستمرار إخفاءه تأكيد على سقوط المليشيا    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الوزير البكري يلتقي رئيس أكاديمية عدن للغوص الحر "عمرو القاسمي"    الخدمة المدنية تعلن غداً الأربعاء إجازة رسمية بمناسبة العيد الوطني 22 مايو    العولقي: الانتقالي يتعرض لضغوط داخلية وخارجية    إصابة امرأه وطفلين بانفجار لغم زرعته المليشيات غرب تعز    تناقضات الإخواني "عبدالله النفيسي" تثير سخرية المغردين في الكويت    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن حملة علاجية مجانية لمرضى القلب بمأرب    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    "وثيقة".. كيف برر مجلس النواب تجميد مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بالمبيدات..؟    موقف جريء ل ''بن عديو'': تجربة الوحدة اليمنية تعرضت لسوء الإدارة.. وهذا هو الحل الذي سيحفظ لليمني كرامته!!    المنتخب الوطني للشباب يواجه نظيره السعودي وديا منتصف يونيو استعدادا لبطولة غرب آسيا    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    أكاديمي اقتصادي: فكرة البنك المركزي للحد من تدهور الريال اليمني لن تنجح!    انهيار مرعب للريال اليمني.. ووصول أسعار صرف الدولار والريال السعودي إلى أعلى مستوى    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    المشاط يدافع عن المبيدات الإسرائيلية وينفي علاقتها بالسرطان ويشيد بموردها لليمن    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير أمريكي يكشف عن توجه لعملية حظر بحري أكثر فاعلية في اليمن لمنع تهريب الاسلحة الايرانية

نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى تقريرا عن اجراءت وتدابير اكثر فاعلية لتعزيز عمليات الحظر البحري المساعدة للتحالف بقيادة السعودية قُبالة ساحل اليمن، لمنع تهريب الاسلحة الايرانية الى اليمن.
وبحسب التقرير الامريكي فإن هذه التدابير والاجراءات تشمل زيادة عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع، وزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريب على الصعود على متن السفن/التفتيش المتعاون والمعارض والمساعدة في التنسيق.
ويشير التقرير إلى أن من شأن هذا الدعم الأمريكي أن يعيد تنشيط عمليات الحظر البحري التي يقوم بها التحالف حول اليمن، وعلى نفس القدر من الأهمية، مقارنة بالحصار التي يطالب بها البعض.
وتاليا نص التقرير :
منذ ما يقرب من عشرة أشهر، امتدّت الحرب في اليمن بانتظام إلى البحر الأحمر وأدّت بالتالي إلى تدهور الأمن البحري في حوضه. وحتى الآن، استهدفت هجمات الحوثيين بشكل رئيسي المملكة العربية السعودية والإماراتيين ومن يعتبرهم المتمردون ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، واستخدموا في هجماتهم القذائف الانسيابة المضادة للسفن والمراكب "الموجهة عن بعد". وتُسبب الأسلحة المتطورة التي تستخدمها الجهات الفاعلة من غير الدول وتزايد نشاط زرع الألغام إلى زيادة الخطر بأن يؤدي الصراع إلى تعطيل حرية الملاحة والتجارة عبر البحر الأحمر، ومضيق باب المندب الذي يشكّل ممراً مائياً هاماً لنقل الطاقة. وأشارت السعودية ودولة الإمارات إلى أن الاستيلاء على الحديدة، ميناء الشحن الأكثر أهمية في اليمن، قد يمنع المتمردين الحوثيين من الوصول إلى البحر ويخفف من حدة هذا الخطر.
وفي الوقت نفسه، تَظهر في اليمن بوادر مجاعة واسعة النطاق. وتُعتبر الجهود التي بذلها التحالف حتى الآن للتضييق على أنشطة الحوثيين وعلى تهريب الأسلحة الإيرانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بمثابة حصار – إذ تبطئ تدفّق الأغذية والأدوية والوقود إلى اليمن، وتردع بعض شركات الشحن عن إرسال سفنها إلى الموانئ اليمنية. وبما أن اليمن يستورد 90 في المائة من أغذيته، فإن العديد من الخبراء يحذرون من أن إعادة السيطرة على الحديدة ستؤدي في النهاية إلى قطع إمداد الغذاء الضعيف أصلاً الذي يدخل حالياً إلى الدولة المحاصرة، وانزلاق البلاد نحو مجاعة تامة.
ويمكن استخدام عملية حظر بحري معاد تنشيطها وأكثر دقة – تدعمها الولايات المتحدة وتيسّرها من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب والتنسيق – لعرقلة تهريب الأسلحة الإيرانية وزيادة تدفّق الأغذية والأدوية والوقود إلى اليمن. ونظراً لاستمرار الصراع، وخطر المجاعة، والتفشي السريع لوباء الكوليرا – أفادت التقارير أن عدد الحالات المشتبه فيها قد تجاوز 300,000 حالة مؤخراً – فإن كلاهما يشكلان هدفان عاجلان.
الهجمات الحوثية الأخيرة علي الأهداف البحرية للتحالف
منذ اندلاع الصراع في اليمن في آذار/مارس 2015، شنّ المتمردون الحوثيون أربعة هجمات على أهداف تابعة للتحالف أو أهداف بحرية تابعة للتحالف (سفينة إماراتية من طراز "إتش أس في -2 سويفت" في تشرين الأول/أكتوبر 2016، والفرقاطة السعودية "المدينة" في كانون الثاني/يناير 2017 وسفينة تابعة لقوات حرس السواحل اليمنية في آذار/مارس 2017 ومنشأة ساحلية تابعة لشركة "أرامكو" السعودية في نيسان/إبريل 2017) وهجومين على سفينة أمريكية (كلاهما في تشرين الأول/أكتوبر 2016) ومرتين إضافيتين على سفن شحن أخرى (في حزيران/يونيو 2017). وردّت الولايات المتحدة على الهجمات التي استهدفت سفنها بمزيج من الدبلوماسية والضربات العسكرية المدروسة ضد ثلاثة مرافق رادار في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. ومنذ تشرين الأول/أكتوبر لم تُستهدف السفن الأمريكية بأي هجمات.
حسنات عمليات الحظر [الاعتراض] البحري بالمقارنة مع الحصار
خلال عمليات الحظر البحري، تراقب قوة بحرية إمكانية الوصول إلى الممرات المائية ومنع سفن محددة، في حين السماح بالتدفق الحر للتجارة البحرية المشروعة أو حتى ضمانها. ولتنفيذ عمليات الحظر البحري، تبني القوات البحرية شبكة من قوات المراقبة والاستخبارات وقوات الحظر، حيث تقوم عمليات الإنفاذ الخاصة بها بتحويل المواد المهربة أو تعطيلها أو تأخيرها أو ضبطها. وغالباً ما ترغم عمليات الحظر شبكات التهريب على إجراء تغييرات والتواصل بشأنها، مما يجعلها أكثر عرضة للمزيد من التعطيل. وقد أظهرت جهود عمليات الحظر البحري في الخليج العربي (1991-2003) آثاراً ملموسة. وعلى الرغم من كثافة الموارد التي تتطلّبها هذه العمليات والخطورة التي تترافق معها في بعض الأحيان، إلّا أنّها نجحت في إبطاء محاولات الرئيس العراقي صدّام حسين لإعادة التسلح في أعقاب "حرب الخليج" عام 1991.
إن العمليات البحرية المحدودة بالفعل المتاخمة لليمن والقريبة منها والتي ترمي إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظّر نقل الأسلحة إلى اليمن (قرار مجلس الأمن 2216، الفقرات من المنطوق 14-17) عمليات نقل الأسلحة من إيران (قرار مجلس الأمن 2231، الملحق B، 6 (b)) قد أسفرت عن بعض الاعتراضات. وفي عام 2015، اعترضت السفن الأمريكية والأسترالية سفينة "ناصر" المليئة بأنظمة أسلحة مضادّة للدبابات ومصدرها إيران. وفي شباط/فبراير 2016، استولت سفينة البحرية الأسترالية "داروين" على أسلحة إيرانية على متن مركب داو شراعي – سفينة صيد صغيرة – يتّجه نحو اليمن. وبعد مرور شهر، اعترضت القوات البحرية الفرنسية والأمريكية مراكب شراعية في حوادث منفصلة ووجدت شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى اليمن. وتشير هذه الاعتراضات الانتهازية إلى أن التنفيذ الكامل لعمليات الحظر البحري لوقف نقل الأسلحة إلى اليمن قد تكون مثمرة.
ويوفّر تعزيز عمليات الحظر البحري وسيلة لتحسين الأمن في البحر الأحمر دون المخاطرة بنشر جنود أمريكيين على الأرض. وبالمثل، من المرجح أن تكون الدول المترددة بشأن التدخّل المباشر أكثر استعداداً لإنفاذ قرارات مجلس الأمن عن طريق عمليات الحظر البحري. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحويل ما يعتبره الكثيرون حصاراً إلى عملية حظر وتسريع تدفق الغذاء قد يؤدي إلى الحد من العوامل المحرّكة الرئيسية للصراع، وفي الوقت نفسه زيادة شرعية الجهود البحرية للتحالف. وأخيراً، قد تؤكد المعلومات الاستخباراتية المكتسبة من خلال حظر شحنات الأسلحة غير المشروعة ارتباط إيران بشحنات الأسلحة هذه، مما يوفر بالتالي قدراً أكبر من النفوذ للمجتمع الدولي عند التعامل مع الجمهورية الإسلامية.
ومع ذلك، وكما أُشير سابقاً، تتطلّب استدامة الجهود التقليدية لعملية الحظر البحري موارد كثيفة. ومن وجهة نظر خارجية، قد تبدو عملية الحظر البحري بسيطة مثل نقطة تفتيش للشرطة، ولكنها في الواقع أكثر تعقيداً بكثير. على سبيل المثال، أجرت القوات البحرية التابعة ل"عملية حرية العراق" 5000 تحقيقاً ونفّذت 2600 عملية اعتراض سفينة وحوّلت مسار 400 سفينة للتفتيش. وتتطلّب عمليات الحظر البحري الفعالة سفناً حربية، ومعلومات استخباراتية، ومراقبة، وعمليات استطلاع، وتنسيق [بين قوات] التحالف وتدريب. فالحجم الهائل للمساحة المائية يفرض على الاعتراض البحري البدء أولاً بعمليات جمع معلومات استخباراتية ومراقبة واستطلاع كثيفة لتحديد خط الأساس. ويلي ذلك رصد مهرّبي الأسلحة المحتملين، والصعود على متن سفنهم بموجب القانون الدولي وتفتيشها. أما المعلومات الاستخباراتية المكتسبة من خلال تفتيش السفن فتُدرج في النظام لجعل العمليات اللاحقة أكثر فعالية. وبالنظر إلى عدد السفن المطلوبة لاستدامة عملية الحظر البحري، والتكلفة التشغيلية لسفينة بحجم فرقاطة قد تزيد عن 1.3 مليون دولار شهرياً، قد تكون الفاتورة هائلة. فقد بلغت تكلفة "عملية أتالانتا" أو جهود الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة في خليج عدن، حوالي 450 مليون دولار في عام 2009.
ولا بدّ أيضاً من الأخذ بعين الاعتبار المخاطر الهامة لاستخدام القوة في الحماية. فعند اعتراض مهرّب محتمل، ينبغي الصعود على متن سفينته وتفتيشها باستخدام سفينة حربية على مسافة قريبة جداً. وإذا لم تتعاون السفينة المشتبه فيها، فإن الفِرَق التي تقتحمها قد تواجه أي شيء بدءً من التدابير السلبية وإلى الأسلحة الصغيرة وخراطيم المياه. وإذا تم الاستيلاء على سفينة، فإن بحّارة "طاقم الغنيمة" الذين استولوا على السفينة قد يواجهون طاقماً معادياً أو سفينة غير صالحة للإبحار هيكلياً. فقد وقعت فاجعة في عام 2001 عندما قُتل أفراد من طاقم الغنيمة من جرّاء غرق السفية البالية التي استقلوها. بالإضافة إلى ذلك، ونظراً لأن المهربين يميلون إلى الإبحار بالقرب من الساحل، فمن المرجح أن تجذب جهود عملية الحظر البحري قوات بحرية على مقربة من الشاطئ، مما يزيد من خطر الهجمات التي يقودها الحوثيون أو يوجهونها باستخدامهم القذائف الانسيابية للدفاع الساحلي، أو الألغام، أو المراكب المتفجرة غير المأهولة.
خيار السياسة
قد تعرض الولايات المتحدة دعم عملية حظر بحري أكثر فعالية في اليمن وحولها، لمنع تدفّق أسلحة إضافية إلى اليمن وتسريع تدفق الأغذية والأدوية والوقود إلى الموانئ اليمنية على البحر الأحمر.
وتوفر قرارات مجلس الأمن الدولي الحالية (قرارا مجلس الأمن 2216 و2231) نظاماً قانونياً قابلاً للتطبيق لمثل هذه الاعتراضات البحرية. ويمنح هذا الإطار القانوني آلية لتفتيش معظم السفن في المياه الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع حكومة اليمن المعترف بها دولياً برئاسة عبد ربه منصور هادي تفتيش أي سفينة في طريقها إلى ميناء يمني بمجرد دخولها المياه الإقليمية للبلاد (بحكم التعريف، يستثني ذلك المرور البريء). وفي نيسان/إبريل وأيار/مايو 2015، تصدّت البحرية الأمريكية بنجاح لمحاولات إيران تسليم شحنات إلى الحديدة في سفن ترفع الأعلام الإيرانية وترافقها قوات بحرية مسلحة. وفي أعقاب ذلك، أنشأت الأمم المتحدة "آلية التحقق والتفتيش" لاستعراض السفن التي تحمل البضائع إلى الموانئ اليمنية على البحر الأحمر وتفتيشها عند الضرورة وذلك من أجل ردع المواجهات العسكرية المستقبلية في أعالي البحار. ووُضعت هذه الآلية بناءً على طلب الحكومة اليمنية في 6 آب/أغسطس 2015. ومع ذلك، فلأسباب تتعلّق بالعمليات لا تَستعرض "آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش" أو تفتّش السفن التي لا يزيد وزنها عن 100 طن متري. ويفضّل مهرّبو السلاح في بحر العرب هذه السفن والمراكب الشراعية الصغيرة لنقل الأسلحة الإيرانية.
وتستطيع الولايات المتحدة تقديم مجموعة متنوعة من الدعم لمساعدة التحالف بقيادة السعودية على تعزيز عمليات الحظر قُبالة ساحل اليمن. وتشمل هذه التدابير المحتملة زيادة عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع، وزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريب على الصعود على متن السفن/التفتيش المتعاون والمعارض والمساعدة في التنسيق. ويمكن لهذا الدعم الأمريكي أن يعيد تنشيط عمليات الحظر البحري التي يقوم بها التحالف حول اليمن، وعلى نفس القدر من الأهمية، إعادة تحديدها من أجل التركيز على سفن الشحن والمراكب الشراعية الصغيرة.
وقد يؤدي تدويل هذه الجهود إلى تكثيف الضغوط على إيران للحدّ من تهريبها للأسلحة إلى اليمن، وعلى الحوثيين للامتناع عن القيام بمحاولات إضافية للتدخّل في حركة الملاحة البحرية حول اليمن ومضيق باب المندب. ويستطيع شركاء السعودية الدوليين الآخرين أيضاً توفير المزيد من عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع، والتدريب، ودعم التنسيق، وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وقد يوفّر إنشاء "فريق عمل مشترك" يُستخدم بالفعل لمكافحة الإرهاب (CTF-150) ومكافحة القرصنة (CTF-151) والأمن البحري في الخليج (CTF-152) هيكلية مألوفة لمشكلة الأمن في المياه المحيطة باليمن، ويضمن تكليف كل دولة بالواجبات المستعدة لتنفيذها فقط، مع الاستمرار في الاستفادة من نقاط القوة الخاصة بكل بحرية. ومن جهته، يوفّر "مركز التدريب الخاص بعمليات الحظر البحري" التابع ل "منظمة حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") في "خليج سودا" في جزيرة كريت صفوفاً متقدّمة وتعليمات عملية في مجال عمليات الحظر البحري، يشارك فيها بالفعل عدد صغير من الطلبة العسكريين من دول الخليج. إن زيادة الالتحاق ب "المركز" يمكن أن تحسّن على الفور تكتيكات عمليات الحظر البحري وقد تساعد على تطوير قدرة حظر بحري طويلة الأمد. ويستطيع الشركاء البحريون من أوروبا، فضلاً عن دول أخرى مثل أستراليا والهند وباكستان وكوريا الجنوبية على أساس طوعي ودوري، مشاركة عبء عمليات الحظر البحري وتوجيه رسالة قوية إلى إيران في الوقت نفسه.
الفوائد – والمخاطر – من تعزيز المشاركة الأمريكية
يمكن أي تؤدي زيادة الدعم الأمريكي إلى تعزيز المصالح الوطنية بعدة طرق. أولاً، قد تحدد المشاركة الأمريكية الجهود الإيرانية الإضافية لتسليم الأسلحة وغيرها من المساعدات العسكرية للحوثيين. ثانياً، قد يساعد الوجود الأمريكي – حتى لو لم يكن على خط الحراسة لعمليات الحظر البحري – على ردع سفن التهريب من دخول المنطقة. ثالثاً، يمكن أن تمنح المشاركة الأمريكية لشركات الشحن الشرعية الطمأنينة والثقة بأنه لن تتم عرقلة تسليم الأغذية والأدوية لهذه الموانئ. رابعاً، من خلال تركيز جهود التحالف على مجموعة أهداف أضيق نطاقاً، فإن ذلك قد يساعد على دعم التنسيق الأمريكي على تسريع تسليم الشحنات إلى الموانئ اليمنية.
وبطبيعة الحال، إن تقديم مثل هذا الدعم يحمل مخاطر للولايات المتحدة. فبذل جهد أكبر في مجال حظر الملاحة البحرية دون بذل جهد مواز لمعالجة تقارير التهريب البرّي قد يؤدي إلى إنفاق استثمار كبير في الموارد البحرية دون تحقيق انخفاض بالتدفق الإجمالي للأسلحة. ثانياً، إذا نجحت المراكب الشراعية الصغيرة في جذب السفن الحربية لعمليات الاعتراض البحري إلى نطاق منظومات الأسلحة الساحلية، فبإمكانها مواصلة الهجمات المتزايدة كما ذُكر سابقاً. ويكمن الخطر الأكبر في انجرار الولايات المتحدة أكثر فأكثر بصورة عارضة أو متعمدة إلى الصراع اليمني الأوسع نطاقاً. وبالفعل، قد يسعى الحوثيون أو الإيرانيون إلى إشراك الولايات المتحددة بصورة مباشرة بدرجة أكبر في الحرب لزيادة استقطاب الصراع، وبالتالي توسيع دعم معسكرهم داخل اليمن وخارجها. وقد يؤدي الهجوم البحري المحدود على سفينة حربية أمريكية إلى تسريع المشاركة العسكرية الأمريكية المباشرة. وأخيراً، إذا حصل التحالف على دعم دولي موسع، فإن الفجوات في القدرات بين بحرية التحالف والبحرية الغربية قد تؤدّي إلى طلب لا ينتهي على السفن والعناصر الأمريكيين، مما يشكّل خطراً حقيقياً يتمثّل بانزلاق المهمة. ومن دون بذل جهود واعية للحفاظ على مستويات مشاركة العبء المحددة مسبقاً، فإن القوى الأكثر فعالية ستتحمل في نهاية الأمر المزيد من عبء عمليات الحظر البحري.
وباختصار، يبدو أن عملية الاعتراض البحري المعاد تنشيطها والأكثر دقة – التي تدعمها وتيسّرها الولايات المتحدة – جديرة بالاهتمام. فقد تساعد على الحدّ من التهديدات البحرية في البحر الأحمر وعلى تخفيض عرقلة عمليات الشحن بين البحر الأحمر ومضيق هرمز، وهما من المصالح الجوهرية للولايات المتحدة. ويمكن تصميم الدعم الأمريكي بحيث يتدفق في البداية من أجل تمكين عمليات حظر أكثر دقة وفعالية يقوم بها التحالف ثم يتم سحبه حالما تصبح قوات التحالف أكثر قدرة على تنفيذ عمليات الحظر البحري المحسّنة. ويساعد صقل جهود التحالف وتعزيزها على ردع تدفق الأسلحة الإيرانية التي تساعد على تغذية الصراع، والسعي في الوقت نفسه إلى زيادة تدفق الأغذية والأدوية والوقود بدرجة كبيرة إلى الشعب اليمني اليائس.
* إريك بيلوفسكي هو زميل زائر في معهد واشنطن. وقد شغل منصب مساعد خاص للرئيس الأمريكي والمدير الأقدم لشؤون شمال أفريقيا واليمن في "مجلس الأمن القومي" في الفترة 2014-2017.
* كوماندر جيرمي فوغان هو ضابط في البحرية الأمريكية وزميل "الجهاز التنفيذي الاتحادي" في معهد واشنطن، وقد أكمل عمليات نشر متعددة في الخليج. الآراء الواردة هنا هي آراء المؤلفيْن ولا تعكس السياسة الرسمية أو الموقف الرسمي للبحرية الأمريكية أو وزارة الدفاع الأمريكية أو الحكومة الأمريكية.
│المصدر - معهد واشنطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.