في الوقت الذي معه يتدهور التعليم و تتزايد نسبة التسيب من المدارس و الجامعات و يتزايد منسوب الانحطاط الثقافي و المعرفي و الأخلاقي و ثقافة الإسفاف التي طغت على الشارع اليمني لأسباب عدة - لسنا في صدد تفنيدها - تنبري جامعة إب ممثلة بقيادتها "الحكيمة" ليس بتبني ذلك الدور المعول عليها في نشر ثقافة السلام و التسامح و ردم الهوة بين ابناء الوطن الواحد و تلمس احتياجات الطلاب، بل احتفت لمدة خمسة أيام بفعاليات أسمتها فعاليات و أنشطة ثقافية و فنية مناهضة للعدوان أو ما كتب على يافطة أخرى ب (عام من الصمود ضد العدوان). يتساءل كل ذي عقل ما هي النتيجة المرجوة من هكذا فعاليات في حرم أكاديمي في وقت ذهب فيه كل الفرقاء للتشاور في الكويت حول مصالحهم السياسية التي لا تمنح هذا الطالب حتى الهوامش من اجندتها النتنة الموبؤة بالمشاريع الصغيرة التي لا تخدم سوى الحزب أو الجماعة أو السلالة ، كل حسب الجهة التي يمثلها. ؟! أليس من الأحرى يا سيادة الرئيس -رئيس الجامعة - أن تستثمر نفقات ذلك التهريج بتوفير مسكن لطالب لم يعد يتحمل نفقات المواصلات خصوصا و معظم الطلاب من فئة الفقراء لا سيما في الأزمة التي يمر بها الوطن منذ عام؟! أليس من الجميل استقطاع مبلغ نثريات المسرحية لتصوير مجموعة ملازم و توزيعها على الطالب المعدم؟! أعرف أنكم تعرفون جيدا مستوى دخل الفرد في محافظة إب بالذات و تلمسون تدني مستوى الدخل خلال عام من الحصار المفروض على بلدنا، و مع ذلك تتجاهلون كل ذلك ضاربين عرض الحائط بكل أولويات الحياة، لتكرسون جُلّ جهودكم بما يجَملكم إعلامياً لدى من تسمونهم ( سلطة الأمر الواقع ).
سمعتُ في إحدى تلك المسرحيات مقطعا لأب يحاور طفليه سائلا الولد : (ماهو طموحك يا ولدي ؟) فأجاب بحماس : (أدخل الكلية الحربية لأحمي وطني ). و لم استمع لما قالته الطفلة الأخرى! حب الوطن يا فخامتك يتطلب الإخلاص و المساواة داخل الوطن قبل الحرب خارجه. و مع ذكر الكلية الحربية هل تناسيت يا عزيزي أن الانتساب فيها كان و مازال و قد يظل نوعا من المعجزات بالنسبة للمواطن العادي و ذوي الدخل المحدود؟ ألا تعلم أن معظم القبول فيها محدودا على أبناء الذوات و المحسوبية و لصوص الدولة؟! ماذا لو كانت المسرحية تنشر الوعي بأهمية احترام الكفاءات و تقديمها على غيرها من موظفي الدفع المسبق؟! هل يندرج ذلك التهريج المسرحي ضمن برامج ضبط الجودة التي طالما تغنيت بها خلال عام مضى يا سيادة الرئيس؟! اتمنى أن تركزوا اهتماماتكم لما هو أهم في هذا الوقت الحرج الذي يتطلب التكاتف من الجميع لبلوغ الغاية المرجوة من صرح علمي كجامعة كنا و ما زلنا نراها قِبلة و منارا. تقبلوا فائق احترامي و اعتذاري مقدما إن ساءتكم بعض حروفي دون إدراك مني .