منذ اعلنت الجماعة الحوثية في المرة الاخيرة استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات ، وقبولها تنفيذ القرار الاممي رقم 2216 ، لم نجد اي مؤشرات على الواقع تدل على حسن نية تلك الجماعة وصدق توجهها نحو الصلح والسلام ، وانما مايحدث هو عكس ذلك تماماً من خلال وجود مؤشرات ناتجة عن ممارسات الجماعة الحوثية على ارض الواقع ، وكأن الحوثي يعتبر الطريق نحو جنيف من خلال التقدم إلى عدن ويعتبر ايضاً العودة إلى اي مفاوضات هو العودة إلى عدن . عندما تكون انت المعتدي وتعلن قبولك للصلح ، فيجب عليك ان تكف عن الاعتداء منذ اعلانك ، ولكن مايحدث في اليمن هو عكس ذلك، فالحوثي الذي اعتدى على الدولة وعلى الشعب وعلى المحافظاتاليمنية ، يعلن قبوله بالمفاوضات ورغبته في السلام في الوقت الذي لازال يستمر فيه بالاعتداء والانتهاك ، وبدل ان يقف في مكانه على الارض، استمر في الزحف والتقدم ومواصلة المشي في اتجاه عدن التي تتناقض كل التناقض مع التوجهات نحو جنيف ، وتعطي مؤشرات مبدأية نحو التوجه لعرقلة المفاوضات في وقت انعقادها وافشالها كما افشل سابقاتها. تعريف المفاوضات عند الحوثي هي المغالطات ، واستمرار التقدم في الجبهات ، وتنفيذ القرار هو القصف والدمار والحرب والحصار ، والقبول في الاعلان هو مجرد كلام في اللسان يناقضه الفعل في الميدان ، ولوكان الحوثي صادقاً في توجهه نحو جنيف لتوقف في مكانه على الارض وذهب إليها من مطار صنعاء ولم يستمر في توجهه والقتال والزحف نحو عدن والجنوب ، فالحوثي يحاورك ويفاوضك بلسانه وفي نفس الوقت يلكمك بيده ، ويركلك بقدمه ، ويطعنك بسكينه ، ويضربك بعصاه ، ويطلق عليك الرصاص من سلاحه . جميع العالم ينظر نحو جنيف والجماعة الحوثية تنظر نحو عدن ، وكما حقق الحوثي تقدم على الارض نحوها منذ اعلانه للعودة للمفاوضات واستعداده لتنفيذ القرار ، سيسعى لتحقيق التقدم اثناء المفاوضات وبعدها ، وسيستمر في السعي نحو هذا الاتجاه مهما ظن الناس انه يتجه نحو جنيف او مسقط او اي مكان آخر للحوار ووضع الحلول والتخلي عن الانقلاب ورفع السيطرة على الارض ، فالحوثي يتخذ السلام مجرد كلام في كلام ، واضغاث احلام ، وتخيلات واوهام ، يجيد من خلاله اسلوب المراوغه ، ويستخدم لعبة الخداع وينفذ طريقة المباغتة. من لم يقدم اي ادلة تثبت صدق التوجه نحو الصلح والجنوح للسلم منذ ان يعلن توجهه نحو الحوار والمفاوضات مباشرة ، لن يقدم اي دور لانجاح تلك المفاوضات، ولن يعطي القبول لأي حلول، ولن يقوم بالالتزام لأي قرارات واحكام ، وانما سيكون عائق امام النجاح ، وعقبة امام الحل ، ومعرقل امام التنفيذ ، وهذا مايتعامل به الحوثي دوماً مع اي مفاوضات وحوار ، وليس الحوثي عندكم بغريب . تنفيذ القرار الاممي رقم 2216 يقتضي انسحاب الجماعة الحوثية الانقلابية من المحافظاتاليمنية التي تسيطر عليها وتسليم كل مالديها من اسلحة ! والحوثي قد اعطى دلائل واقعية على الارض منذ اعلانه الاستعداد لتنفيذ ذلك القرار في المرة الاخيرة ، فالانسحاب من المحافظاتاليمنية معناه التقدم نحو عدن والسيطرة على بقية المحافظات ، وتسليم السلاح معناه التمسك بكل مالديه من اسلحة والاستمرار في استخدامها في الجبهات والحروب ، وهكذا سيطبق الحوثي القرار الاممي وهكذا سيتعامل مع اي مفاوضات وحلول . الحوثي يسير بقدم نحو عدن وقدم نحو جنيف ، ويريد ان تعود القدم الثانية من جنيف إلى عدن ، لتلتقي القدمين هناك وتشكل نقطة لقاء ومساحة وقوف ، ومايفعله الحوثي في الواقع اليوم هو دليل كافي على سعيه نحو عرقلة المفاوضات وافشالها، وهذا مايرجح موقف الدولة اليمنية والمقاومة ودول التحالف العربي من خلال الاستدلال بمايفعله الحوثي على الواقع منذ اعلانه الاستعداد بتنفيذ القرار الاممي حتى بداية المفاوضات وانعقادها ثم فشلت ، وهو مايتطلب تنفيذ العقوبات الدولية وقيام مجلس الامن الدولي بدوره تجاه تمرد الجماعة الحوثية الانقلابية في اليمن .