قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ويقول المفكر سعدي الشيرازي (النمل إذا اجتمع انتصر على السبع) والمعارضة السورية إذا اتحدت سوف تنتصر على نظام الجزار بشار ولكنها للأسف متشرذمة ومتفرقة ومفككة ومنقسمة إلى أكثر من 100 فصيل ولهذا فمن المستحيل أن تحقق حلم الشعب السوري بتغيير نظام الجزار بشار فقد تحول الحلم إلى هباء منثور. أمام المعارضة السورية فرصة أخيرة في اجتماع الرياض الذي سيعقد اليوم الاثنين بين 3 أطراف أو منصات تمثل المعارضة السورية وهي الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعة القاهرة ومجموعة موسكو وذلك للتوصل إلى اتفاق لتشكيل وفد موحد لحضور اجتماع جنيف القادم . الجدير بالذكر أن الهيئة العليا للمفاوضات هي التي لها تمثيل على الأرض في سوريا حيث يمثلها الجيش السوري الحر وفصائل أخرى كثيرة تحتاج إلى غربلة فكل فصيل بما لديهم فرحون وهم متحدون شكلا لكنهم متفرقون موضوعا فكل فصيل ينتمي إلى دولة تدعمه وتموله وتتحكم في قراراته ولذلك هناك حاجة ماسة لتوحيد الفصائل التي تقاوم في سوريا . مجموعة موسكو هي تتحرك بتوجيهات من الحكومة الروسية ولذلك هي لاتتفق مع الهيئة العليا للمفاوضات وكذلك مجموعة القاهرة في قضية جوهرية وهي بقاء بشار الأسد في الحكم فهي تصر على بقائه إلى مالا نهاية في حكم سوريا وهي بذلك لا تمثل غالبية الشعب السوري التي تطالب برحيل الجزار بشار . مجموعة القاهرة والتي تتحرك بتوجيهات من النظام المصري الذي يرفض اللجوء إلى السلاح والاحتكام إلى قرارات الأممالمتحدة والحلول السلمية وهي أيضا لا تمثل غالبية الشعب السوري الذي يطالب برحيل الجزار بشار بالقوة إذا فشلت الحلول السلمية ولابد من الاستمرار في المقاومة لتحرير سوريا من القوى المحتلة التي هي روسيا وإيران ولذلك هناك اختلافات جوهرية بين الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعة القاهرة وكذلك مجموعة موسكو. إن المعارضة السورية تمر في منعطف خطير وتدور في حلقة مفرغة ومزيد من التشرذم وعليها أن تحسم أمرها ولاترهن قرارها إلى مجموعات مثل مجموعة القاهرة ومجموعة موسكو فهناك خلافات جوهرية لايمكن حلها وستظل المعارضة السورية من سيء إلى أسوأ حتى تضيع سوريا كما ضاعت قبلها فلسطين ولذلك على المعارضة السورية أن توحد فصائلها في الداخل ولاتلتفت إلى أصوات أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع وتنفذ أجندات خارجية. إن المعارضة السورية ينبغي أن يكون لها هوية وقرارها المستقل مهما كانت التحديات والتضحيات ولا يعقل أنه بعد مليون شهيد وعشرة ملايين نازح ولاجئ أن توافق المعارضة السورية على بقاء الجزار بشار في الحكم أو استمرار روسيا والنظام الإيراني في احتلال سوريا وعليها أن تتمسك بقرارات الأممالمتحدة وأشهرها قرار 2254 الذي وضع خارطة طريق لحل القضية السورية وذلك بتشكيل حكومة توافق وطني تشرف على انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهر وعدم مشاركة الجزار بشار في المرحلة الانتقالية وهناك دول ملتزمة بهذا القرار وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية التي تحتضن المعارضة السورية وتدعمها حتى تحقق آمال وطموحات الشعب السوري. إن المطلوب هو أن تبدأ المعارضة السورية بنفسها وتبعد كل الفصائل والعناصر المحسوبة على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يسعى إلى الهيمنة على المعارضة السورية والتحكم في قرارها وأن تبدأ من جديد بعد أن اتضحت الصورة لها وعرفت صديقها من عدوها وتطلق الثورة السورية الثانية التي سوف تحقق آمال وطموحات الشعب السوري الذي ينطبق عليه قول الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر وكذلك الآية الكريمة (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).