نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زوال إسرائيل (الحلقة السادسة والأخيرة)
نشر في المشهد اليمني يوم 17 - 11 - 2023


مقالات
توفيق السامعي
عوامل زوال إسرائيل
هناك مؤشرات لعوامل موضوعية ستكون سبباً في التعجيل بزوال (إسرائيل)، ومن هذه العوامل:
1- شيخوخة المجتمع الإسرائيلي.
2- توقف هجرة اليهود إلى (إسرائيل)، وقد أفضنا في ذلك كثيراً فيما تقدم.
3- الهجرة العكسية من (إسرائيل) إلى الولايات المتحدة وأوروبا، فقد ذكرت بعض التقارير أن ما يقارب مليون شخص ويزيد هاجروا من (إسرائيل) منذ حرب الخليج الثانية عام 1991م وحتى الانتفاضة الثانية عام 2000م، فما بالكم اليوم في #طوفان_الأقصى؟!
4- التفوق الديموغرافي الفلسطيني سواء في فلسطين التاريخية المحتلة منذ عام 1948م، أم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا ما تخشاه إسرائيل كثيراً ولذلك تعمد إلى ارتكاب المجازر الجماعية والقيام بوحشية بتصفيات عرقية لتقليل هذه القنبلة الديموغرافية. فقد أورد المؤرخ بول كنيدي تقريراً استخرج إحصاءاته من سجلات الإحصاء الرسمية الأمريكية يقارن بين الوضع الديموغرافي الإسرائيلي والفلسطيني والدول العربية المحيطة ب(إسرائيل) فكان مما جاء فيه: "بالنسبة لإسرائيل فإن عدد سكانها عام 1973م كان 3.2 مليون نسمة وفي عام 2006م وصل إلى 6.4 مليون نسمة، وسيصل عام 2050 إلى 8.5 مليون نسمة، وفي الدول العربية المجاورة مجتمعة كان عدد سكانها عام 1973م قرابة 54.7 مليون نسمة، ثم وصل عام 2006م إلى 138.6 مليون نسمة، ومن المتوقع وصوله عام 2050م إلى 238.3 مليون نسمة، وبالنسبة لعدد السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة قد وصل عام 1973م إلى 1.1 مليون نسمة، ووصل عام 2006م إلى 3.9 مليون نسمة، وسيصل عام 2050م إلى 9.8 مليون نسمة، ويذكر أن 2 مليون من سكان (إسرائيل) ال8.5 مليون في عام 2050م هم من العرب الفلسطينيين". واختتم القول: "هذه الأرقام في رأيي يجب أن تلصق على مكتب كل واحد من صناع السياسة في الغرب، وخصوصاً أمريكا المهتمة بمناقشة اتفاقية سلام طويلة الأمد بين (إسرائيل) وبين جاراتها"(بول كنيدي: في مقال له بعنوان "إسرائيل والقنبلة الديموغرافية في الشرق الأوسط" العربية نت – 24/10/2007م.). اليوم يصل سكان غزة وحدها إلى 2 مليون و300 ألف نسمة، وهو عدد كبير جداً وفي ازدياد بسرعة جنونية تخشاه إسرائيل، وكل الوحشية التي تقوم بها إسرائيل بحق القطاع منذ عام 2006 وحتى اليوم 11-11-2023 هو يصب في هذا الجانب، وهي تريد أن تهجرهم نهائياً من قطاع غزة إلى سيناء المصرية، لكن حتى وإن تم لها ذلك فالجغرافيا ليست بعيدة فهي تقع على تخوم غزة وستتغير الأوضاع ولا يبقى شيء على حاله وسيعود الفلسطينيون إلى ديارهم منتصرين حتى لو بقي فلسطيني واحد؛ هكذا يخبرنا وعد الله.
يضيف المؤرخ بول كنيدي: "إذاً الصورة الديموغرافية العامة بالنسبة لدولة (إسرائيل) قاتمة وتزداد قتامة بشكلٍ مطرد، كما توقع مارشال تماماً"، ويضيف: "لا خلاف على أن بناء منشأة نووية إيرانية بدائية (سيتم تدميرها حتماً فيما بعد بواسطة الولايات المتحدة وإسرائيل) وأن المحصلة النهائية للصراع مع حزب الله وحماس والقاعدة بشكلٍ عام تمثل كلها أموراً تستدعي منا اهتماماً فورياً، ولكن الشيء المؤكد هو أن الفجوة المتزايدة عاماً بعد عام بين (إسرائيل) وجيرانها العرب، تندرج من ضمن طائفة أخطر من التهديدات والمشكلات، ولذلك بسب ذلك العدد الكبير من التداعيات الخطرة التي يمكن أن تنتج عنها، والتي يصعب التعامل معها"(المصدر السابق).
5- تطور المقاومة في فلسطين ولم تستطع (إسرائيل) بقوتها العسكرية حسم المعارك الأخيرة لصالحها سواء في جنوب لبنان 2006م، أو في غزة بداية 2009م و2012 و2014 واليوم 5ي 2023. وتطور أساليب المواجهة بين المقاومة والاحتلال الصهيوني ذلك أن الدولة الصهيونية كانت تعتقد أن الشعب الفلسطيني قد مات ولن يستطيع رفع السلاح في وجهها خاصة بعدما كسبت منظمة التحرير إلى صفها وألجأتها إلى إلقاء السلاح والدخول معها في مفاوضات ماراثونية دون جدوى، أو نوّمتها، بل حيدتها عن الصراع، ووقعت اتفاقات سلام مع بعض دول الطوق العربية كانت هي المستفيد الوحيد منها دون العرب المطبعين.
اليوم تطورت المقاومة الفلسطينية تطوراً كبيراً في تصنيع السلاح الذاتي المتنوع من البندقية إلى الصاروخ، صحيح أن الصواريخ ليست ذات قدرات تدميرية عالية كالصواريخ العالمية الأخرى ولا موجهة ذاتياً بالتحكم عن بعد، لكنها في الوقت نفسه مؤذية لإسرائيل وتتطور فترة بعد أخرى وتزيد من قدرتها التدميرية وصارت تدمر المباني وتحرق المنشآت الإسرائيلية كما رأينا في عمليات طوفان الأقصى. بل إن قذيفة الياسين المصنوعة محلياً تدمر دبابة الميركافا الأسطورية، وكذلك العبوات الأخرى.
في عام 2009 سخر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من هذه الصواريخ ووصفها ب"شقفة حديدة" أو ألعاب أطفال، وصارت هذه الشقفة واللعبة اليوم من عداد الصواريخ التي يحسب لها العالم حساباً، وتخسر أمامها مئات ملايين الدولارات في بناء واستيراد أنظمة دفاعية لها كالقبة الحديدية ومنظومة الباتريوت الأمريكية التي يكلف الصاروخ منها أكثر من 10 ملايين دولار بينما تكلفة الصاروخ الفلسطيني من ألف إلى ألفين دولار فقط.
في العدوان الأخير على غزة تطورت المقاومة في أسلحتها وصارت تمتلك الصواريخ والقذائف المضادة للدروع منها صاروخ "كونكورت" الموجه ضد الدبابات، وصارت المقاومة تصطاد الدبابات والمدرعات الإسرائيلية وكذلك اسقاط بعض المروحيات، وهذا تطور نوعي يرقى بعمل المقاومة ويعزز من قدراتها العسكرية أمام القوات الإسرائيلية، وينال من قوتها ، ويحجمها ويحرجها عالمياً وداخلياً أمام شعبها الباحث عن الأمان، ويكسر هيبتها، ويجعل الشعب الإسرائيلي لا يؤمن بقوة دولته ولا جيشه ولا يشعره بالأمان الموعود الذي تأسست عليه دولة إسرائيل.
كانت (إسرائيل) تكسب جولات الحرب في ضربات خاطفة، مما جعلها تشعر بالغرور بقوتها وتستخف بخصومها؛ لينبت لها خصوم جدد أصحاب عقيدة لا يكِلِّون من المقاومة ولا يستسلمون مهما كانت تضحياتهم، استطاعوا كسر نظرية الجيش الذي لا يقهر، والضربات السريعة والخاطفة، وهذا شكل لها رعباً حقيقياً لإسرائيل وداعميها، وجعل الكثير من اليهود يفكرون في الزوال الحتمي لدولتهم واقتراب الساعة الصفر.
كما إن الشعب الإسرائيلي مثله مثل الشعب الأمريكي لا يستطيع تحمل الحرب طويلة الأمد، والوقت ليس في صالحهم، لذلك بعد صمود المقاومة في غزة استنفرت (إسرائيل) كل طاقاتها وأجهزتها في الداخل والخارج ولوبياتها في تحريك حلفائها في أمريكا وأوروبا وآسيا لتشديد الحصار على قطاع غزة وعلى المقاومة في إرسال البوارج الحربية لمراقبة ما أسموه "تهريب السلاح للمقاومة" في غزة.
في عملية #طوفان_الأقصى الأخير واحتجاز المقاومة الفلسطينية لبعض الإسرائيليين، ظهرت كثير من دول أوروبا وأمريكا ومن الإعلاميين التابعين لتلك الدول أو العرب المتغربين يتحدثون عن أنهم مواطنون لدول أخرى يحملون جوازات دول أخرى رغم أنهم يهود مستوطنون مجلوبون من دول شتى ويستخدمون جوازاتهم في ازدواجية سياسية!
6- الطبيعة الاستعمارية للدولة يجعلها في مواجهة مستمرة، فحيثما وجد احتلال وجدت بالضرورة مقاومة تعمل لإزالة هذا الاحتلال، مهما كان ضعف هذه المقاومة إلا أنها تتطور ويشتد عودها عاماً بعد آخر، وكذلك ما بيناه سابقاً بالمقارنة بين كيان مملكة الفرنجة التي قامت في القدس قديماً وزالت كما زال غيرها من الاحتلالات، وكذلك مقارنتها بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ستزول كما زال ذلك النظام.
7- ضعف الناصر/السند: إذ من المعروف أن هذا الكيان المزروع في أراضينا العربية والمقدسة قام منذ بدايته بسند الحليف البريطاني والأمريكي والفرنسي والألماني، والذي شهد هبة شعبية للمناصرة في كل من أمريكا وأوروبا، وهذا الحليف والسند الآن يمر بمرحلتين؛ مرحلة صحوة شعبوية بدأت تتضح السياسة العنصرية للكيان في إبادة شعب أعزل لاقى سخطاً شعبياً في أوروبا وأمريكا مما يعني ضغط هذه الشعوب على أنظمتها في عدم مساندة نظام عنصري، ولأول مرة في تاريخها تواجه (إسرائيل) التلميح لإقامة محاكم جرائم حرب ضدها، وإن كان بشكل بسيط إلا أنه كسر حاجز التقديس الذي كان يتدثر به الكيان الصهيوني. وإسرائيل قائمة على السند البشري أساساً من الدعم الأمريكي الأوروبي، وقد رأينا احتشاد كثير من القوى الاستعمارية الغربية أمريكا وأوروبا بكل إمكانياتها للشرق الأوسط لحماية إسرائيل ومحاولة القضاء على المقاومة. فالمقاومة أساساً لن تنتهي مهما اتخذت هذه الدول سياسة الأرض المحروقة، و95% من الشهداء الفلسطينيين مدنيون من أطفال ونساء وشيوخ، وتدمير البنى التحتية الغزاوية ليس أكثر، وتزيد هذه الدماء الزكية من إشعال جذوة الصراع وإعطاء الدافع المعنوي للمقاومة للانتقام لها، ومهما طالت الحرب والتدمير ففي النهاية ستخضِع المقاومة الغطرسة الإسرائيلية وستفرض شروطها عليها. وسقوط السند هو الممهد الأول لسقوط إسرائيل. وقد وضح القرآن الكريم هذه الحقيقة بقوله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}آل عمران112، وأن الله تعهد بتسليط من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة بسبب فسادهم، فقال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأعراف167
8- أما المرحلة الثانية فإن الأزمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة تعصف الآن بالدول الرأسمالية، وستجعل هذه الأنظمة تراجع حساباتها في دعم (إسرائيل) خاصة بما تواجهه من أزمات داخلية قد تؤدي إلى اضطرابات، وقد ظهر اليوم كثير من الكتاب والمفكرين الذين يلوحون للإدارة الأمريكية أن (إسرائيل) صارت عبئاً عليها لن تستطيع تحمله إلى الأبد.
هذه العاصفة المالية هي التي ستطيح بأمريكا وتفكك ولاياتها إلى دويلات كل ولاية مستقلة بذاتها، وعليه فإن (إسرائيل) ستفقد أهم وأكبر حليف مساند لها سيعجل هذا بالإطاحة بها، كون حتى الأنظمة العربية الدائرة في فلك الولايات المتحدة الأمريكية لا تحسب حساباً إلا لمصالحها المرتبطة بالولايات المتحدة، ولذلك لا تعمل على مواجهة (إسرائيل)، أما إذا تبين لهذه الأنظمة سقوط الولايات المتحدة وفقدان مصالحها معها بالتالي قد تلتحم بشعوبها والبحث عن حلفاء جدد، وعندها قد يجتمع الجميع لمواجهة (إسرائيل)، وباعتقادي لن تستطيع (إسرائيل) الصمود في وجوه الجبهات العربية والإسلامية المتعددة إذا فتحت بوجه (إسرائيل) بالرغم من فارق الترسانة العسكرية الإسرائيلية. وهنا قد تشعر (إسرائيل) بأزمة وجودها وقد تستخدم سلاحها النووي على مبدأ علي وعلى أعدائي، خاصة وأن هذا التفكير قد سبق للدولة الإسرائيلية التفكير به في حرب عام 1973م، وكادت أن تستخدم سلاحها النووي لولا التدخلات الخارجية بالنصرة لها من أمريكا.
9- هناك سبب أخير وهو التفكك البنيوي الداخلي في الدولة الإسرائيلية ذاتها التي يدخلها في أزمة داخلية (اليهودية والصهيونية، العلمانيين والمتدينين عدم الاندماج بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين كون اليهود الإشكناز المتحدرين من أصل سوفييتي وأمريكي هم من يسيطر على مقاليد الحكم في الدولة، في حين أن اليهود الشرقيين مهمشون. وهناك ما يشير على حالة كمون بين الطبقات الإسرائيلية، مما يخلخل المجتمع الإسرائيلي من الداخل.
وإجمالاً فإن أهم عاملين لسقوط الدولة الإسرائيلية هما المقاومة والقنبلة الديموغرافية.
وفي اعتقادي أن اليهود اليوم، بعدم رضوخهم للسلام المعروض عليهم من قِبل العرب والعالم أجمع، إنما يضيعون فرصةً تاريخية لا يمكن أن تعوض خاصةً مع ما يلوح في الأفق.
إذ إنه لأول مرة في التاريخ تعرض الأوطان للتقاسم مع المحتل لها مع المدة التي وصلوا إليها، وهذا أخطر شيء في الحياة العربية والإسلامية اليوم.
لقد ظل الصليبيون/ الفرنجة محتلين فلسطين قديماً ما يقارب مائتي عام ولم تسلم الشعوب يومها ولم تتفاوض أو تتقاسم أرضها مع الاحتلال الأجنبي رغم شعور الفرنجة بالتملك النهائي للأرض وعدم ظهور مقاومة تقاوم ذلك الاحتلال، إلى أن تم التغيير في الأجيال ورجحت كفة ميزان القوى لصالح العرب والمسلمين وطردوا الصليبيين واستعادوا القدس. أما اليوم لم يستطع بعض من يتولون أمور المسلمين الصبر عن حالهم رغم مرور 60 عاماً على الاحتلال وبدأوا بالتسليم، وهذه أم الكبائر بحق الأوطان والشعوب.
فأنا شخصياً لا أتمنى أن ينجح السلام بين الفلسطينيين واليهود؛ لأن ذلك معناه تقاسم الأرض على فتات تكون الغلبة لصالح المحتل اليهودي صاحب الإمكانيات العالية المدعوم من كافة الدول الغربية الاستعمارية القديمة لاحتلال جديد، وضياع المقدسات الإسلامية، ولو كان الوقت غير مناسب للتحرير فهو أفضل من التسليم حتى يأتي جيل النصر ويحرر الأرض كلها من أيدي اليهود ولا تقاسم حينها، وعلى الشعب العربي الفلسطيني المزيد من الصبر وتحمل الأذى خير من ضياع أرضه لأنها أرض المسلمين لا يجوز التنازل عنها.
10- التوسع والتمدد: وهو إذا حاولت (إسرائيل) مرة أخرى التمدد وتحقيق حلمها من الفرات إلى النيل، فهذا الأمر سيتطلب ميزانيات باهظة وثروة بشرية هائلة لتكوين جيش كبير يمكنه التمدد في أكثر من بلاد ومنطقة، وهو مستبعد، إلا إذا كان مجازفة غير محسوبة اعتماداً على التكنولوجيا في ظل انحسار ديموغرافي يهودي وشيخوخة مجتمعية. وهذا العامل هو الذي كان سبباً رئيساً لإسقاط الإمبراطوريات الألمانية والبريطانية والسوفييتية والإسبانية والرومانية والعثمانية، وسيكون أيضاً للإمبراطورية الأمريكية.
الخلاصة:
إنني أتوقع بعد كل الذي مر بنا من السرد من النصوص الدينية وغيرها أن يكون زوال الدولة الإسرائيلية الزوال الأول عما قريب، فعلى المدى القريب لن يقل سقوطها وزوال دولتها عن عام 2030م بحسب ما يتراءى لي من الشواهد والبراهين الواقعية، ولن تزيد عن عام 2040م على أكثر تقدير، وقلما يُتجاوز ذلك إلى عام 2050؛ أي وصول عمر الدولة الإسرائيلية إلى مائة عام.
وزوال (إسرائيل) زوالان؛ الزوال الأول: هو سقوط الدولة الصهيونية مع الاحتفاظ ببعض الأراضي الفلسطينية لهم، وقد يكون لهم أشبه ما يشبه بالحكم الذاتي أو العودة إلى التقسيم الدولي لعام 48 أو حدود عام 1967 ضمن حدود هدنة واعتراف عربي فلسطيني، لكن بالتأكيد ستكون السيادة على فلسطين للفلسطينيين أنفسهم مع قوة المقاومة، لكن ذلك سيأتي بعد تضحيات جسيمة يقدمها الشعب الفلسطيني ومقاومته، لا أستبعد مذابح رهيبة قد تحدثها (إسرائيل) إذا ما شعرت بقرب زوالها، لكن في النهاية الغلبة للفلسطينيين، مع رفض المقاومة لهذا التقسيم الذي تمانعه منذ نشأتها.
وهذه السيادة للفلسطينيين وزوال الدولة الصهيونية بالطبع ليست المرحلة النهائية التي قالت بها الأحاديث الشريفة والتي سينطق معها الشجر والحجر، لكن هذه المرحلة ستكون بعد مجيء المسيح الدجال (ملك اليهود)، وسيكون فيها استئصال شأفتهم نهائياً وإبادتهم عن بكرة أبيهم، وهو الزوال الثاني الذي ينتظره اليهود غير الصهاينة الذين رفضوا إقامة الدولة الحالية بدليل قوله تعالى (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم) (وإن عدتم عدنا) كقانون اطرادي.
إنما مرحلة الزوال الأول هي في اعتقادي التي تحدث عنها القرآن الكريم في صدر سورة الإسراء؛ لأن آخر آية تحدثت عن هذه المرحلة تحدثت عن بقايا اليهود في المعنى لإقامة المعادلة الربانية عليهم وهي قوله تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً"(الإسراء 8 )، أي سيبقى منهم ولن يزولوا كلياً، وهذا البقاء منهم هم الذين سيتبعون المسيح الدجال ونصرته، وعليه الحديث النبوي القائل: "يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصبهان عليهم الطيالسة".
وفي المقابل ستقوم دولة إسلامية متأرجحة لن تدوم طولاً، قد تدوم لجيل فقط وعلى أقل تقدير إلى 40 عاماً، كما في بعض إشارات الأحاديث الشريفة، لتبدأ بعدها الملاحم الكبرى بين المسلمين والمسيحيين (الروم)؛ لأن في هذه الملاحم لا يوجد أي ذكر لليهود فيها. لكن الجدار الذي أقامته الدولة الصهيونية سيبقى قائماً تصديقاً لنبوءة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- في قتل المسيح عيسى بن مريم المسيح الدجال عند باب "لد" وقد بيَّنا ذلك.
* زوال إسرائيل
* فلسطين
* اليهود
1. 2. 3. 4. 5.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.