قال أستاذ القانون وعضو مؤتمر الحوار الوطني، الدكتور متعب بازياد، "إن مخرجات الحوار الوطني في اليمن هي الوثيقة الوحيدة والبرنامج السياسي المطروح للتنفيذ، والذي يحظى بالتوافق المحلي والإجماع الإقليمي والدولي وأصبحت من مقررات مجلس الأمن تحت الفصل السابع". وأشار في ندوة بعنوان "مستقبل حضرموت في ظل المتغيرات السياسية" نظمها منتدى العم سعيد للتنمية الثقافية بمدينة تريم بمحافظة حضرموت، مساء أمس الاثنين، إلى أن حضرموت استبشرت بحل الدولة الاتحادية التي ستكون فيها إقليم مستقل بسلطات كاملة وحكومة محلية". ولفت إلى أن الدستور الاتحادي نص أن تكون هناك حكومة اتحادية يتشارك فيها كل الأقاليم في الجمهورية الاتحادية تختص بالشؤون السيادية كالخارجية والدفاع والأمن القومي والعملة، إضافة إلى ذلك ستكون حكومات محلية في عواصم الأقاليم والولايات منتخبة تتولى قضايا التنمية في الأقاليم بما يضمن التوزيع العادل للثروة". وأوضح بازياد، أن هناك ضمانة لإعادة الندية في الحكومة الاتحادية مستقبلاً، من خلال إعطاء إقليمي حضرموت وعدن المساواة في التمثيل في الحكومة الاتحادية 50% مقابل 50 % للأقاليم في المحافظات الشمالية لفترة انتقالية محددة يتم الاتفاق عليها لاحقاً. واكد أنه لا تناقض ولا تصادم كبير وأساسي بين مخرجات الحوار الوطني 2014 وما خرج به الحضارم في وثيقتي الرؤية المسار 2011، ومؤتمر حضرموت الجامع 2017. وبين أن كل وثيقة لها ظروف محددة فالرؤية المسار كانت في ظروف الزخم الثوري في 2011، وأما مخرجات الحوار الوطني كانت توافقيه، وأبناء حضرموت لم يكونوا الوحيديين وإنما عملية تفاوضية لأكثر من عام تم الخروج فيها بالحد الأدنى، وأما ظروف مؤتمر حضرموت الجامع تختلف، فهو مؤتمر حضرمي، طرح الحضارم تطلعاتهم وتصوراتهم كما يرون، ولاشك أن السقوف ستكون مرتفعة، ولو كانت هذه المطالب على طاولة حوار مشترك مع بقية الأقاليم والشركاء في الوطن سيكون هناك أخذ ورد وتنازلات لنصل إلى التوافق. ودعا الحضارم إلى التخندق حول حقوقهم وتطلعاتهم التي أجمعوا عليها بأن تكون حضرموت إقليما مستقلاً، بعيداً عن التخوين والتسفيه للرأي الأخر. وشدد على أهمية التمسك بمخرجات الحوار الوطني التي يقف ضدها تحالف الحوثي وصالح، لإعادة الهيمنة من جديد على الوطن. وفيما يتعلق بوضع الحكومة اليمنية في الوقت الراهن، أوضح بازياد، أن الحكومة تواجه عقبات كثيرة وتعيش ظروف صعبة تفتقد فيها إلى الكثير من الأدوات التي تمكنها من مباشرة مهامها بالشكل الطبيعي حتي في المناطق المحررة. وقال: "التحالف يقدم الكثير من في الجانب العسكري والإغاثي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات وغيرها من الدول الشقيقة". ونصح الحكومة بترتيب الدعم المقدم من دول التحالف العربي والتعهدات الدولية والدول الغربية وترتيب الوضع الإداري داخل الدولي ومؤسساتها لكي تستوعب هذه المساعدات. وقال "أهداف التحالف العربي واضحة، تتمثل في إعادة الحكومة الشرعية وتنفيذ مخرجات الحوار ونزع سلاح المليشيات، ويفترض أن يستمر التحالف حتى تحقيقها". وأضاف "التحالف لم يتدخل من أجل اليمن فقط وإنما أيضا من أجل حماية دول الجوار من توغل المليشيات وتأمين الممرات المائية والملاحة الدولية. وكشف بازياد مشاورات لتشكيل جبهة عرضية من القوى السياسية والاجتماعية في اليمن، للوقوف خلف الحكومة اليمنية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، بحيث أن القوى السياسية تكون مطمئنة على مستقبلها في قادم الأيام بعد انتهاء الحرب. وأضح أن المشاورات سينتج عنها وضع وثيقة سياسية لتحالف استراتيجي لعشر سنوات او أكثر سيكون مبدني على أن تكون العملية السياسية التوافق في الحكم وليس المنافسة. حضر الندوة الوكيل المساعد لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت عبدالهادي التميمي، ومدير عام مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية العمل بوادي وصحراء حضرموت عبدالله باجهام والمهندس هادي باجبير عضو المجلس المحلي بالمحافظة وأعضاء من الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بتريم وجمع من العلماء والشخصيات الاجتماعية والوجهاء والأعيان.