كشفت مصادر مطلعة عن قيام مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان، رئيس جمعية الهلال الاحمر اليمني بمحافظة ذمار، عبدالسلام الأحصب، بنقل الارشيف الخاص بالجمعية، إلى منزله. وقالت المصادر ل "الصحوة نت" إن الأحصب أخلى أرشيف جمعية الهلال الأحمر بالمحافظة، ووثائق مهمة تتضمن تقارير وحسابات مالية، و عقود لمنح مالية من الصليب الاحمر الفرنسي، والصليب الاحمر الدنماركي، والصليب الاحمر الهولندي، ومنظمات محلية ودولية أخرى، ونقلها الى منزله. و أشارت المصادر الى ان الأحصب قام بعملية النقل، للحيلولة دون اطلاع الهيئة الادارية ومنتسبي جمعية الهلال الاحمر اليمني فرع ذمار، علي حجم الدعم المالي والمنح التي تقدمها المنظمات المحلية والدولية، اضافة الى ان قام بتحويل جميع وسائل الاتصالات الخاصة بالجمعية الى منزلة والمتمثلة في المكالمات التلفونية والفاكسات وصندوق البريد لضمان السرية التامة في تسيير أعمال الجمعية وتلقي الدعم بعيداً عن الرقابة. وأكدت المصادر قيام الأحصب باستلام المنح والمساعدات المقدمة للجمعية باسمة شخصياً، حيث قام بعقد لقاءات سرية واجتماعات، مع ممثلي المنظمات الدولية المانحة، تسلم خلالها مبالغ مالية بعملات أجنبية "يورو + دولار" واقتصرت تلك الاجتماعات عليه واثنين من مساعديه فقط، دون علم الهيئة الادارية للجمعية، التي قالوا أنها لا تعرف شيئا عن حجم هذه المنح والمساعدات، وما مصيرها، واتهمت الأحصب باستغلال اسم جمعية الهلال الأحمر اليمني بذمار، والصفة الاعتبارية التي تتمتع بها لمصلحته الشخصية مستغلاً منصبه. ويشغل الأحصب عدة مناصب الى جانب منصبة كمدير عام لمكتب الصحة العامة بمحافظة ذمار، حيث يشغل منصب رئيس فرع جمعية الهلال الاحمر اليمني، منذ عام 98م ، كما يشغل مدير مشارك للمشروع الهولندي، وكذا مندوباً الاتحاد الدولي للكوارث، كل ذلك بمؤهل دكتور صيدلي. و كان قد أثار قرار الامين العام للمجلس المحلي لمحافظة ذمار، مجاهد شائف العنسي بتعيين الأحصب مديراً عاما لمكتب الصحة بذمار، منتصف 2007م، حالة استياء كبيرة بين اعضاء المجلس المحلي للمحافظة، الذين قاموا حرروا مذكرة اعتراض على قرار تعيين الأحصب، وقالوا أنه مدان في قضايا فساد واختلاسات مالية، قام بها اثناء شغله مديراً لمستشفى ذمار العام، وقبلها مديراً لصندوق الدواء، حيث كان المجلس المحلي قد قرر إحالته للمسائلة، غير ان أمين عام المجلس المحلي مجاهد العنسي وقف حائلاً دون إحالته، وأصر على تعيينه مديراً عاماً لمكتب الصحة رغم الاعتراضات. الى ذلك كشفت وثائق حصلت عليها "الصحوة نت" عن تورط عبدالسلام الأحصب في اختلالات كبيرة في القطاع الصحي، وجمعية الهلال الاحمر بذمار، حيث كشف إحداها عن قيام الأحصب بافتتاح صيدلية خاصة باسمه، يتم تمويلها من صندوق الدواء، إلى جانب قيامه باستيراد أدوية منتهية الصلاحية لصندوق الدواء بذمار، بأسعار منخفضة مقابل نسبة يحصل عليها من الشركات الدوائية .
بينما كشفت الوثائق عن مخالفات واختلاسات مالية من التموين الطبي بمستشفى ذمار العام والذي كان رصيده 42 مليون ريال، قبل تعيين الأحصب مديراً لمستشفى ذمار العام، وغادر الاحصب المستشفى وقد اصبح التموين الطبي مديون ب12 مليون ريال .
وكشفت وثائق أخرى عن قيام الأحصب بإخفاء سيارتين "برادو وصالون" تركتها البعثة الفرنسية، لفرع جمعية الهلال الاحمر اليمني، الى جانب معدات واجهزة كمبيوترات محمولة ومكتبية واثاث مكتبي، وغيرها قام بإخفائها في منزله، بعد مغادرة رئيس البعثة الفرنسية وانتهاء العمل في المشروع الفرنسي في "مجال المياه والاصحاح البيئي" الذي تم تنفيذه بذمار، على مدى عامين بتمويل من الصليب الاحمر الفرنسي، وحرم فرع الهلال الاحمر منها.