أحتشد نحو أربعة ملايين يمني في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية لأداء صلاة " جمعة الصمود " في ساحات التغيير، مطالبين بسرعة تنحي على عبدالله صالح عن الحكم ، وتنديدا بمجزرة الثلاثاء الأسود التي استخدمت فيها قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري الغاز المحرم دوليا ضد المعتصمين سلميا . وأعلن المعتصمون عن رفضهم الكامل لمبادرة رئيس الجمهورية التي أعلن عنها أمس فيما سمي ب " مؤتمر الحوار الوطني " ، مجددين تمسكهم بمطلبهم الأساسي والواضح وهو " رحيل هذا النظام بكافة رموزه ". وفي خطبة الجمعة بساحة التغيير بصنعاء – التى حضرها مايقارب 2مليون - دعا الدكتور عبدا لوهاب الديلمي- وهو وزير عدل سابق – المعتصمين إلى الاستمرار في اعتصامهم حتى نيل كافة حقوقهم المشروعة ، مشددا في السياق ذاته على الالتزام بالسلوك السلمي والحضاري ، وعدم الانجرار للعنف ودعوات الفتنة. كما أوصى الديلمي المعتصمين بالصبر والثبات ، وحثهم على التلاحم والترابط والتآخي والإيثار فيما بينهم ، وخاطب المعتصمين قائلا " أنتم في رباط وفي عبادة ومنكم نتعلم معنى الصبر والثبات والمطالبة بالحقوق سلميا. وناشد الديلمي العلماء إدانة ماقال انه استخدام للغاز المحرم دوليا بحسب ما أكده أطباء مختصون ، والذي استخدمه النظام الحاكم ضد المعتصمين . وخاطب الديلمي رئيس الجمهورية قائلا " إتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " ، وذكره بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " إن إمراءة دخلت النار بسبب هره سجنتها لاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " أوكما قال (ص) ‘ متسائلا " فكيف بمن حبس شعب ، وأهان وظلم وأمتهن شعب " . وأضاف الديلمي " لقد برهن رئيس الجمهورية حبه ورأفته بكم ، وتلبيته لمطالبكم بأ، أرسل جنوده مساء الثلاثاء لإطلاق الرصاص الحي عليكم والغاز المحرم دوليا " . وفي رده على بعض الفتاوي التي تحرم التظاهرات وتعتبرها خروجا على الحاكم ، أوضح الديلمي " أن الخروج على الحاكم هو حمل السلاح ضده ، أما هؤلاء فشباب عزل معتصمون سلميا للمطالبة بحقوق مشروعة كفلها الدستور والقانون والشرائع السماوية . وترحم الديلمي على أرواح الشهداء الذين سقطوا في مياديين الحرية والتغيير في اليمن والعالم الإسلامي ، مشيدا بشجاعة وثبات ووصبر الشباب الذين قال أنهم سجلوا بصمات مشرقة للتأريخ كله وستذكر لهم الأجيال هذا المنجز العظيم. وعقب الصلاة ردد المعتصمون هتافاتهم المعتادة " حسبنا الله ونعم الوكيل " و " الشعب يريد إسقاط النظام " . وبعد الصلاة على شهيد الحرية والتغيير الذي سقط الثلاثاء برصاص الأمن ، شيع مئات الآلاف بساحة التغيير جثمان الشهيد عبدالله حميد علي مطلق الجائفي إلى مقبرة سواد حنش بالعاصمة. وخلال التشييع قال شيخ همدان، عايض يحي عايض، وهو عضو سابق في المؤتمر الحاكم ونائبا برلمانيا سابقا أن أبناء القبائل التي كان يراهن عليها النظام والتي صرف عليها مئات الملايين قد سقطت من يده وهي اليوم مع الثورة الشبابية وستسقط غدا ورقة الجيش التي يراهن عليها. وأكد الشيخ عائض أن قبائل همدان ستقدم كل التضحيات من أجل إنجاح الثورة الشعبية الشبابية . وكان والد الشهيد عبد الله الجائفي رفض عرضا رئاسيا ب " 30 " مليون مقابل عدم تشييع جثمان والدة في ساحة التغيير وفي جمعة الصمود ، وقال والد الشهيد في تصريح سابق " الصحوة نت " إنه أفتخر عندما علم بشهادة إبنه وأنه مستعد لتقديم بقية أبناءه من أجل الوطن ومن أجل ثورة التغيير . وفي تطور لافت اتسعت رقعة ساحة التغيير لتمتد من أمام المستشفى الإيراني بعد جولة القادسية جنوبا إلى أمام مطعم إيجل وفرع البنات بجامعة العلوم والتكنولوجيا شمالا ، مع امتدادات مماثلة في شارعي الحرية والعدل . وأدى مئات الآلاف أيضا صلاة الجمعة في ساحات التغيير في كل من تعز وإب وذمار والحديدة وعدن وعمران ومأرب والجوف والبيضاء وحضرموت ومدن أخرى للتأكيد على مطلب الثورة الشعبية الشبابية في إسقاط النظام ، ووفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا برصاص الأمن وبلطجية الحاكم في سبيل هذه الثورة السلمية.