* عجيب أمر ساستنا وممثلي أحزابنا وتنظيماتنا السياسية ومستشاري رئيسنا وهم يختلفون حول حصص مكوناتهم في مجلس وزرائنا المقبل !! يختلفون وكأن حصص كل منهم في الحكومة المقبلة عبارة عن قطع من الحلوى والمرطبات سيستمتعون بتناولها ، وليست مهاما عسيرة ستثقل كاهلهم وتجعلهم ذات يوم يندمون لأنهم قبلوا تحمل مسؤولياتها . يختلفون حول تشكيل مجلس وزرائنا المنتظر دون إدراك أن المهام التي تنتظرهم ليست سوى الغاما موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت إذا لم يحسنوا التصرف ويتمكنوا من إبطال مفعولها أو تفكيكها .. يختلفون حول من سيتحمل مسؤولية وزارة الكهرباء والمياه وهم يعلمون أن حال الكهرباء والمياه في البلاد لا يسر عدوا ولا صديقاً نظرا لفشل الحكومات السابقة في حل مشاكل هذا القطاع الحيوي !! ويختلفون حول من سيتولى مسؤولية وزارة الصحة والسكان وهم يدركون أن توفير الخدمات الصحية الأساسية لليمنيين بحاجة إلى معجزة لم تتحقق خلال العقود الماضية رغم الموارد البشرية والمادية الهائلة التي تم تخصيصها لهذا القطاع خلال العقود الماضية !! ويختلفون حول من سيتولى مهام وزارة التربية والتعليم وهم على دراية تامة بأن قطاع التعليم وإن حظي بنصيب الأسد من إجمالي الإنفاق العام المتوسط من الموازنة العامة للدولة ، الا أن اليمن يحتل المرتبة 145 من بين 148 دولة في مستوى جودة التعليم الأساسي والمتوسط ، ناهيك عن التعليم العالي!! ويختلفون حول من سيتولى مهام وزارة الإعلام وهم يعلمون أن معظم دول العالم تخلصت من مفهوم الإعلام الرسمي ولم تعد تهتم بمسمى وزارة الإعلام بعد ما أصبحت وسائل الإعلام صناعة مستقلة أو سلطة رابعة تمارس مهماها بعيدا عن نفوذ بقية سلطات الدولة!! ويختلفون حول من سيتولى مهام وزارة الأشغال العامة والطرق رغم طرح الوزير الحالي أن شبكة الطرق الاسفلتية في اليمن والتي يبلغ طولها 17 الف كيلومتر، لم تعد قادرة على استيعاب الحد الادنى من الحركة المروية ، وأنها بحاجة إلى تجديد يتطلب مليارات إذا لم يكن تريليونات الريالات!! ويختلفون حول من سيتولى مسؤولية وزارة النفط و بقية الوزارات وهم يعلمون جيدا حجم المشاكل والصعوبات التي تعاني منها كل وزارة !! والأدهى من هذا وذاك أنهم يختلفون حول تولي الحقائب الوزارية وهم يعلمون أن ما ينتظرهم حقائب مملوءة بالملفات الشائكة والهموم الثقيلة وما لا طاقة لهم به ، وأنها لم تعد محشوة بالأوراق النقدية وببدلات السفر والانتقال إلى عالم الأثرياء ... تحمل المسؤولية في هذه المرحلة وبعد كل الأحداث والتطورات التي شهدتها بلادنا خلال الأعوام القليلة الماضية أصبح مغرما ولم يعد مغنما كما اعتدنا القول خلال السنوات الماضية ، ولذلك يتوجب على من يبحث عن منصب وزاري أن يدرك جسامة وعبء التكليف الذي ينتظره ، والذي قد لا يجعله ينعم بالهدوء وراحة البال رغم ما قد يوفر له من امتيازات شكلية أو اجتماعية لن تعفيه من المسؤولية متى ما حان وقت الحساب وفات أوان الندم . فيا سادة يا كرام .. خلصونا وخلصوا أنفسهم ، وضعوا حدا لانتظار الشعب اليمني ، وشكلوا مجلس وزرائنا المنتظر ليبدأ العمل بروح جديدة تكفل تنفيذ ما تبقى من اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني ، وتنقلنا من مرحلة القلق المتواصل إلى مرحلة التفاؤل بالمستقبل ... "الثورة"