غادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطار القاهرة متوجها إلى أميركا للمشاركة في فعاليات قمة المناخ التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويترأس السيسي وفد مصر في الإجتماع الأممي، ويلقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل. وأذاع التلفيزيون المصري لقطات تظهر السيسي، أثناء مغادرته أرض المطار وصعود الطائرة، وقال التليفزيون إن عدد من الطائرات الحربية بسلاح الطيران المصري رافقت طائرة الرئيس حتى الخروج من الاجواء المصرية. وتعتبر الزيارة الأولى للسيسي إلى أميركا، ولا يتضمن جدول الزيارة المعلن حتى الآن عقد لقاءات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أو مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى.
وتأتي زيارة السيسي لأميركا في وقت تعاني فيه العلاقات المصرية الأميركية من التوتر، على إثر تدخل الجيش في 3 يوليو/ تموز 2013، بقيادة السيسي عندما كان وزيراً للدفاع وعزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم، في تصرف أعتبرته أميركا ودول أوروبية إنقلاباً عسكرياً. وساهم ما يعرف ب"التحالف الدولي للحرب ضد داعش"، في تقريب وجهات النظر بين البلدين حول مكافحة الإرهاب، وعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري عدة لقاءات مع السيسي وكبار المسؤولين المصريين، بهدف إشراك قوات مصرية في الحرب التي ستشن من العراق، غير أن السيسي يرى أن الجيش المصري يخوض حرباً ضد الإرهاب في الداخل، ولا يملك رفاهية المشاركة بقواته في الخارج.
وفي سياق متصل، تستعد جماعة الإخوان المسلمون لاقتناص الفرصة، عبر تنظيم احتجاجات ضد السيسي في أميركا، تنديداً بما تصفه ب"الإنقلاب العسكري"، و"المجازر" التي وقعت بحق أنصارها أثناء فض أعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر في 14 أغسطس/ آب 2013، وكذلك التنديد بحملة الإعتقالات بحق قياداتها وأنصارها والتي وصل عددهم نحو 30 ألف معتقل، بتهم تتعلق بالإنتماء إلى جماعة إرهابية أو المشاركة في المظاهرات أو التحريض وممارسة العنف.
حفظ ماء الوجه ومن المقرر أن يلقي السيسي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم، يسلط في الأضواء على الأوضاع في مصر، ويحاول تصحيح ما التبس على المجتمع الدولي بشأنها، وقال السفير محمود جمال مساعد وزير الخارجية السابق، ل"إيلاف" إن الخطاب هو مسألة بروتوكولية ورسمية ، ودائما كل عام في الملتقي الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يلتقي الرؤساء والزعماء، مشيرا إلى أن السيسي سوف يحاول حفظ ماء وجه مصر مما ينسب إليها من اتهامات تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان. ودعا جمال الرئيس السيسي إلى ضرورة تفنيد هذه الاتهامات. وأضاف أن يجب على السيسي إظهار الايجابيات والرد على ما يوجه إلى مصر من سلبيات، لافتاً إلى أن هذا الاجتماع السنوي في الأممالمتحدة يمثل فرصة للرد على هذه النقاط بالذات. وشدد على ضرورة الاعتراف بأن هناك انتهاكات حتى ينال احترام العالم في هذا المحفل الدولي.
اللقاء مع أوباما غير مؤكد وحول احتمالية عقد لقاء بين الرئيسين الأميركي والمصري، قال جمال إن اجتماع السيسي بالرئيس أوباما على هامش الاجتماعات في الأممالمتحدة ليست ذات أهمية، معتبراً أن اللقاء إذا تم لا يعد تكريما للسيسي، كما أن عدم مقابلة أوباما له، لا تعني أنه يكره السيسي.
وتوقع أن تستغل جماعة الإخوان الفرصة من أجل إحراج السيسي، ولفت إلى أن هناك منظمات وبعض دوائر صنع القرار تتعاطف مع جماعة الإخوان، لاسيما في أعقاب فض أعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية، ومقتل عدة مئات. ونبه إلى أنه يجب على وزارة الخارجية المصرية التعامل مع هذا الملف بحرفية، وأن تحاول توضيح الأمور للرأي العام الأميركي.
سبق وفد من الإعلاميين المصريين ورجال الأعمال السيسي إلى نيويورك لتغطية نشاطاته في أميركا، وعقد لقاءات إعلامية مع مسؤولين أميركيين ودوليين، ويضم الوفد كل من: رجلا الأعمال محمد الأمين، صاحب قنوات "سي بي سي"، وأحمد أبو هشيمة المتخصص في صناعة حديد التسليح، والإعلاميون: لميس الحديدي، خالد صلاح، خالد أبو بكر.
ووفقاً للسفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، فإن الإخوان المسلمين لن يفوتوا هذه الفرصة وسوف يحاولون أثارة بعض الشغب هناك أثناء إلقاء الخطاب. وأضاف ل"إيلاف" يجب على الحكومة المصرية ألا تعير هذا الموضوع أي اهتمام على الإطلاق، لافتاً إلى أن هناك قواعد متبعة في أميركا ومن يخترقها "سيتم هرسه"، على حد قوله.
ضغوطات على مصر وحول انتقادات الاتحاد الأوروبي لملف حقوق الإنسان في مصر، وامكانية ممارسة ضغوط على السيسي في أميركا، قال العرابي، إن هناك محاولات للضغط على مصر، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية المصرية قامت بدورها في الرد على هذا الموضوع بشكل قوى وحاسم.
وعن توقعاته لخطاب السيسي، قال إنه من المتوقع أن يشتمل على أربعة محاور رئيسية، هي: الحرب ضد الإرهاب، المسار الديمقراطي في مصر، التنمية الاقتصادية في مصر، أوضاع حقوق الإنسان، بالإضافة إلى القضايا السياسية التقليدية التي يتبناها الموقف المصري حاليا، مثل القضية الفلسطينية والسلاح النووي.
يجري السيسي أثناء وجوده في أميركا مشاورات مع عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات المشاركين فى الاجتماعات، ومن بينهم رؤساء فرنسا والبرازيل وجنوب أفريقيا ورؤساء وزراء اليابان وإيطاليا وإثيوبيا وبريطانيا وملك الأردن وملك المغرب. وقال السفيرعمرو أبو العطا رئيس وفد مصر الدائم للأمم المتحدة في تصريحات لوكالة الأنباء المصرية الرسمية، إن "الرئيس السيسى سيلقى كلمة مصر أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الجلسة الصباحية يوم الأربعاء المقبل بدلا من الخميس، مشيراً إلى "الكلمة ستستغرق 15 دقيقة، يستعرض الرئيس التطورات التى حدثت فى مصر فى الفترة الأخيرة داخليا واحترامها لحقوق الإنسان والتحول الديمقراطى والمناخ الاقتصادى بها، وضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال تعاون دولى مشترك ومتكامل لمواجهة الإرهاب فى كل مكان وليس فقط فى سورياوالعراق، وأن الإرهاب ليس فقط تنظيم داعش، كما أن الإرهاب قد يطول الدول التى تظن أنها بمنأى عنه، بالإضافة إلى تطور دور مصر إقليميا ونجاحها فى التوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة، فضلا عن جهودها بشأن الوضع فى ليبيا". وأضاف أن كلمة السيسى أمام قمة المناخ تستغرق خمس دقائق. ولفت إلى أن السيسي سيعقد لقاءات خلال تواجده فى نيويورك مع رجال الأعمال ومسئولى كبرى الشركات الأمريكية وقيادات الرأى ومراكز صنع القرار فى الولاياتالمتحدة، حيث يعرض الرئيس فرص الاستثمار فى مصر ومناخ الاستثمار.