دخل الأمير مولاي رشيد القفص الذهبي بشكل رسمي في اليوم الثاني من احتفالات زفافه، التي ترأسها الملك المغربي، متمسكًا بتقاليد المغرب كالبرزة والنكافة والدورة، بحضور شخصيات عالمية مرموقة. في جو ماطر، وفي اليوم الثاني من حفل زفاف الأمير مولاي رشيد وأم كلثوم بوفارس، برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط، انطلق حفل "البرزة"، الذي شهد ظهور العريس وعقيلته كزوجين أمام أسرتيهما والضيوف المرموقين، بحسب التقاليد المغربية الأصيلة. وقد ظهر الأمير مولاي رشيد بحلة تقليدية، كما ظهرت عروسه بلباس أبيض تقليدي رائع، بحسب التقاليد المغربية، قبل أن يتقدما للسلام على الضيوف، والتقاط الصور معهم. وأثارت العروس بطلتها وابتسامتها إعجاب المغاربة، الذين تابعوا عبر شاشة التلفزيون لقطات من الانسجام والسعادة التي ظهرت على العروسين. كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يصور تقليد "البرزة" المغربي، مظهرًا موكب الملك المغربي، ومولاي رشيد عرسيًا إلى جانب عروسه، وهم يجولون على مدعويهم للسلام عليهم. بدأت الاحتفالات بعزف أغانٍ مغربية خاصة بمثل هذه المناسبات، قبل أن يترأس العاهل المغربي مأدبة عشاء على شرف الشخصيات المدعوة إلى الزفاف. وببساطته المعهودة، حرص الملك محمد السادس على استقبال ضيوفه والحضور إلى جانب شقيقه في ليلة العمر. وتنبه المغاربة، الذين تابعوا لقطات مقتضبة من اليوم الثاني لحفلات زفاف الأمير مولاي رشيد، إلى ملامح السعادة والفرح البادية على وجهه، وكأنه يشرف على زفاف أحد أعز أبنائه. لم تفارق هذه الملامح الملك محمد السادس عندما أشرف على زواج ابن عمه الأمير مولاي إسماعيل من أنيسة ليمكول، الألمانية المسلمة التي كان والدها يعمل ملحقًا عسكريًا في سفارة ألمانيا في الرباط، وحين ترأس حفل زفاف للا سكينة، ابنة شقيقته الأميرة للا مريم، على محمد المهدي بن عبد المطلب الركراكي. حضرت شخصيات مرموقة اليوم الثاني من حفل زفاف الأمير مولاي رشيد، كسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، وعدد من الأمراء الخليجيين، ورئيس الجمهورية الغابونية الرئيس على بونغو أونديمبا وزوجته سيلفيا، ومهدي جمعة رئيس حكومة تونس، والشيخة موزة والدة أمير قطر ، وبرناديت شيراك زوجة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. كما حضر الحفل مستشارو الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، وعدد من الوزراء وشخصيات في عالم المال والأعمال، إلى كبار قادة الجيش والدرك. معروف في تقاليد الأعراس المغربية أن الليلة الثانية تلقى فيها المسؤولية الأكبر على "النكافة"، التي تتكلف بتزيين وإلباس العروس في هذه المناسبة. تهتم "النكافة" بكل صغيرة وكبيرة قبل دخول الموكب في أجواء تعلو فيها الزغاريد والصلاة والسلام على الرسول العربي. بعد ذلك، يأتي الدور على الفرق الموسيقية التي "تتغنى" بمحاسن ومزايا العروس بأداء أغانٍ خاصة بالمناسبة. وتقتعد العروس منصة مغطاة بأثواب مطرزة وتحملها "النكافات" على أكتافهن ليطفن بها في باحة مكان الحفل، على إيقاع مقطوعات من الموسيقى والصنائع الأندسلية، وهي ما تسمى ب"الدورة". وتواصلت الاحتفالات حتى ساعات الصباح الأولى، أدى خلالها عدد من المطربين أفضل أغنياتهم.
