منذ حوالى شهر وعمال النظافه فى مدينه تعز , واقارب القتيل "ماهر رباش" يعتصمون امام اداره امن المحافظه مطالبين بالقبض على القاتل , الذى تصادف ان يكون واحدا من افراد اداره الامن ذاتها !! لا يزال الاعتصام مستمرا حتى الان , وسيستمر حتى القبض على القاتل ,, هذا ما ستسمعه من الشباب والنساء المعتصمين هناك ,,ستسمع ايضا مطالبهم بمعامله انسانيه غير تلك التى ينظر اليهم فيها على انهم "لاشىء" او كائنات فائضه عن الحاجه فى احسن الاحوال !! فى بدايه الاعتصام , كنت انا واصدقائى فى كليه الاداب "كونهم يخيمون امام الكليه " كنا ندردش مع بعض المعتصمين ونخبرهم بسذاجه انهم "رجاااال " بسبب اعتصامهم هذا ,, نخبرهم بذلك كنوع من التعزيه الجاهزه التى جرت العاده عليها !! القتيل "ماهر رباش " لم يلفت الكثريين قبل الاعتصام ولا حتى بعده !! حتى القتلى فى هذه البلاد ,قليل منهم من يصلح للاستغلال السياسى والاعلامى وفقا لمصالح الاطراف المتصارعه ! ضحايا الانفلات الامنى والانسانى فى هذه البلاد ليس لهم من الامر شىء !! القتلى اليوميون الذى نسمع عنهم فى الحوارى والقرى , ضحايا انفجار مصنع ذخيره فى ابين او انفجار لغم فى الحصبه ,, كل هؤلاء ليسوا شهداء الثوره ولا حتى شهداء انفسهم !! وفى قصه "ماهر "يكفى ان نقول انه "خادم " لنتخلى بذلك عن اى موقف تجاه قضيه قتله بصوره بارده ! فالاخدام كما يقول (فضل ابو غانم ) فى كتابه "البنيه القبليه فى اليمن "هم الاشخاص ذوى البشره السوداء الذين يعيشون على هامش المجتمع , ويقومون باعمال النظافه العامه وفى المكاتب الحكوميه ويضيف ان هذه الفئه لا تتمتع باى حق من حقوق "الحمايه والرعايه القبليه " التى تتمتع بها الفئات الدنيا مثل الجزارين والدواشين والمزاينه حسب ما كان قد اوضح فى فصل سابق من الكتاب " مثل هكذا شوفينيه ورفض للتنوع والقبول بالاخرين ,, كانت وستكون السبب فى انهيار المجتمعات الانسانيه ,, كون مثل هذه التراتبيه المقززه لا يمكن ان تستمر طويلا !! عيب الاخدام انهم يعيشون على هامش المجتمع فى بيوت الصفيح وانهم ايضا وسخون لانهم يكنسون قذارتنا وقمائمنا من الشوارع وياكلون منها ايضا "يا لقذارتهم " !! نتناسى هنا اننا ايضا نعيش بكل بؤس على هامش الحياه نفسها !! نعيش فى وفاق مع المرض والفقر المدقع والاحلام المقننه والمفصله على حسب " البلاد " والظروف !! وحينما يفرط احدنا فى الحلم ,, او بالاصح _يحلم كما البقيه _ يركض مهرولا باتجاه حدود الجاره الغنيه بالنفط ,, عله يجد نفسه هناك ,غير عابئ بالرصاص والمصير المجهول ! فهناك ربما يختفى بؤسه خلف ورق النقود ذات القيمه العاليه !! هكذا ستستمر ماستنا التراجيديه ,, وستستمر التراتبيه فى حياتنا لتكون هى السائده بمبداء " كامل الاصل . ناقص الاصل . واللى ما معوش اصل من اساسه " ولنستمر فى وصف من نعتبره فائضا عنا ومهددا لوجودنا "النقى " بالمهمش .. معلنيين بذلك بان حياته مجرد "عبث اليم " لا جدوى من استمراره !!!
*******
كان الله_ قديما _حبا , كان سحابه
كان نهارا فى الليل ,
واغنيه تتمدد فوق جبال الحزن
كان سماء تغسل بالامطار الخضراء
تجاعيد الارض
أين ارتحلت سفن الله _الاغنيه الثوره ؟
صار الله رمادا
صمتا ..
رعبا فى كف الجلادين
ارضا تتورم بالبترول
حقلا ينبت سبحات وعمائم
بين السرب الاغنيه الثوره
والرب القادم من "هوليود "
فى اشرطه التسجيل
فى رزم الدولارات
رب القهر الطبقى
ماذا نختار ؟؟
اختار الله _الاغنيه الثوره !!
عبد العزيز المقالح
******
فيبتسم الرجل وينظر الى بشرتى السمراء
كان اسمر مثلى ,
وكانت كل القافله كذلك سمراء ,
_"اننا اخدام " يا صديقى :
_ولو , لقد اصبحنا كلنا اخدام لتفاهه تعشش على صدر بلادنا !!