ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكراتي من حصار صنعاء (5)
نشر في حشد يوم 07 - 02 - 2011


الحلقة الثامنة.
على الإنسي وصالح علي .. في التوجيه المعنوي :

الأخ نعمان المسعودي سيكون هذا اليوم في برش مع الفنان على الإنسي وزيد حمود عيسى ( الملقب صالح علي )
تحد ثت مع أخي علي الإنسي .. تحياتنا إلى لواء النصر والمدفعية في خشم البكرة .. ونقل تحيات كل فرد من أفراد ألمقاومة إليهم .. يشد رحيله إلى جبل برش للترفيه واخذ تحيات وسلام الأفراد المرابطين هناك..
قال : السيارة بحاجة إلى بترول لتتابع المسيرة تم تموين السيارة وانطلق الموكب .. كنت أرى صنعاء حافلة بالانتصارات .. الأطفال اليوم فرحين .. وتنام صنعاء .. في ذلك اليوم هادئة بدون إزعاج إلا من بعض الطلقات المتفرقة من اتجاهات مختلفة
ويقبل الليل وحديث صنعاء حول المدفع .. والأبطال الذين قاموا بالاستيلاء عليه من أفراد الكلية الحربية والصاعقة والمظلات .. وتزداد العزيمة والإصرار .. على مواصلة الدفاع عن صنعاء حتى الموت وهنا تكمن العظمة والخلود .. لكل شهيد ضحى .. و كل مواطن قدم حياة في سبيل بقاء سبتمبر وأهدافه ولكن هل من جديد ؟
لقد أستبدل الخوف بالشجاعة .. ورسمنا طريق النصر بالدماء .. ليوم جديد من الحصار
يوم جديد ، ليعود طاقم الشئون العامة إلى صنعاء بعد أن اطربوا قواتنا هناك وسجلوا تحيات أفراد القوات المسلحة لأهلهم وذويهم .
الحلقة التاسعة
عبده قاسم الحبيشي ..
6/فبراير 1968م
أقبل نحوي مصطحباً جندياً يحمل بندقية شيكي .. قال : وبكل هدوء .. اليوم سنكون في عيبان .. كل فرد من أفراد المقاومة يستعد للذهاب إلى هناك .. لم أخذ أو أعطي شيئا .. لكن عرفت أن جبل عيبان سيتم استرجاعه بعد أن سقط بيد الملكيين ، جهزت كل الأفراد واستعدينا إلى الرحيل .. مهمتكم أخذ الذخائر والماء للقوات المتقدمة عبر الجبال والتلال .. أنا في المقدمة .. نفذ المهمة .. تركت كل شيء ورحت أحرك بقية الأفراد الذين سيكون في صحبتي عند الجبل . وتغيب الشمس لتودعنا على جبال عصر والنبي شعيب وعيبان وظفار .. ونرتقب ساعة الصفر .. أتحرك نحو عصر .. الساعة العاشرة مساءً .. الوقت من ذهب .. وتمر الساعة يبطئ .. لم أعرف لماذا ؟ كان قلبي يدق كدقات الساعة التي في معصمي .. وتمر الساعات الطوال وتحدد ساعة الصفر من قبل قائد الحملة .. وتبدأ أول طلقة نحو الجبل .. وتتوالى الطلقات .. من كل الاتجاهات .. وتزحف القوة .. نحو التلال المؤدية إلى الجبل ، كان قائد الحملة النقيب /الشهيد عبدا لرقيب عبدا لوهاب رئيس الأركان في حينه .. ويسقط أول شهيد أنه الشهيد الملازم / أحمد فضل في أول ساعات الهجوم الأولى ، ويسقط شهيد أخر وينضم إلى قافلة الشهداء .. الشعاع يطل من على نقم .. تشع الأضواء .. تكون قواتنا في سطح الجبل .. وتبدأ عملية الهجوم من كل القطاعات .. يجب إيصال الماء والذخائر إلى قواتنا المتقدمة ويبدأ شق الطرق مع أول طلوع الشمس يكون عيبان في نصر جديد ليعانق نقم الأشم .. كان قائد الحملة يعطي التعليمات لقواتنا المهاجمة أول بأول وتراه في الأمام يتقدم المهاجمين المنتشرين في كل مكان .
قال لي : أحد الأخوان : الجو بارد جداً لكن هل شعرت به .. قلت لا .. وأنت قال : مع هذه الصيحات المدوية هل ستحس بشيء .. رحت أبحث عن الملازم أول / عبده قاسم الحبيشي .. لكن لم أجده .. أنه هناك في المقدمة .. قلت : مالي لم أزوره ، لأسأله ماذا يطلبون منا هل ينقصهم شيء .. أخذت كل ما يوجد لدينا من المواد التي يحتاج لها المقاتلون وغدوت ابحث عنه كان أفراد المقاومة من الطلاب والموظفين يحملون الماء والذخائر على ظهورهم .. وهناك قضينا يوماً كاملاً مع جنودنا في عيبان وظفار .. قال لي أحد الزملاء : لابد من الزحف هناك إلى الأمام .. وتأتي ليلة أخرى من الليالي الشتوية القارصة مع جنودنا البواسل في عيبان .. كانت الرياح شديدة والبرد قارص .. والخيام التي صرفت لنا من نوع النايلون في تلك الليلة جاءت الرياح وجرفتها إلى حدة ، وبيت زبطان ، كانت هناك ذرات من المطر ، مع الرياح القوية .. قال أحدهم : (بعد الختام يا رجال ) أهي أحسن منا .. ونعيش في يوم ممطر وبارد لكن رغم هذا واصلنا مسيرتنا إلى حده .. وينفرج عن صنعاء .. يوم من الحصار ويوم جديد من الانتصار ..
كان الشيخ أحمد عبد ربه العواضي قد وصل منطقة المنار و متنه عن طريق الحديدة مع قبائله والجنود الذين معه
وتركت الجبل والزملاء هناك والعودة إلى المدينة ، أجهز خدمات الحراسة واتجهت إلى موقع جديد وتخرج صنعاء رجالها ونسوانها هاتفين مليء الحناجر للقوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية .. لتعاهد الله ثم الوطن على النصر أو الموت في نصر جديد . مهمتنا القادمة ستكون على الوجه الجنوبي لمطاردة بقية المرتزقة .

الحلقة العاشرة
( رمضان كريم )
بدأ شهر رمضان يحل علينا جو يبشر بالخير والبركة وبدأ الناس للخروج لشراء احتياجاتهم الموجودة في العاصمة مر يوم من شهر رمضان لا نحتاج هذه المرة إلى مدفع الإفطار والسحور .. الإفطار على صوت المدفع والإمساك على صوت المدفع الذي يضرب على صنعاء في بداية يوم ونهاية يوم .. ويبدأ الدوام من العاشرة صباحاً إلى الثالثة بعد الظهر في الدوائر الحكومية ، البنوك والشركات ، و أصحاب الأعمال الحرة .. الناس يستعدون لهذا الشهر الكريم .. لأن الحياة بهذا الشهر تحتاج إلى كل شيء .. من الألف إلى الياء.. ترى باب السباح والناس يتجمعون لشراء حاجاتهم .. نسوا الحصار وتناسوا المدفع ، والأيام التي مرت من الحصار .. وفي لحظة يدوي انفجار في المنطقة الجنوبية على حي القصر الجمهوري انتبه الناس قالوا ما هذا ؟ هل المدفع للإفطار قد غير وقته ألم ينته المدفع الذي كان يضرب على صنعاء منذ فترة ، وإذا بالدانة الأخرى تقع في المكان نفسه .. تختفي الناس بعد أن قضوا حاجياتهم .. ويزداد الضرب على الحي الجمهوري ، ثم يعود على حي آخر .. لكن الناس تعودوا على ذلك .. هذه المرة كان المدفع لا يفرق بين حي وآخر.. لقد أصابه الفزع تجاه الانتصارات المتكررة .. والصمود لأبطال القوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية من الرجال والنساء .. ويضرب مدفع الإفطار ليعلن ميلاد شهر كريم من حصار صنعاء.. وتتوقف الحركة ساعة الإفطار ليعود الناس من جديد يتحدثون عن المدفع .. الذي يضرب إلى الاتجاه الجنوبي. لابد من تفتيش المنطقة وتمشيطها، ولابد من قيام عملية استطلاع هذه الليلة في الاتجاه الغربي ، تم تمشيط المنطقة كاملة . ولقد أتضح أن المدفع لا وجود له في هذه المنطقة وأن الضرب من أماكن بعيدة .. إما من منطقة بيت بوس أو بيت زبطان لأنه لا يعرف اتجاه إطلاقه ، وأين الهدف .. أصبح الضرب عشوائي ..؟ لقد فقد أعصابه .. وتعيش صنعاء حياة جديدة من أيام رمضان المبارك .. وأيام جديدة من الحصار لا نبالي بضرب المدافع ولا بالحصار.. إن الأبطال الذين سقطوا في حصار السبعين كانوا أقوى من المدافع وأزيز الرصاص.. لأن هدفهم الوحيد هو الدفاع عن الثورة والجمهورية ومكاسبها الخالدة ..
الحلقةالحاديه عشر ..
الطيار علي سعد الربيعي
كان الحصار قد أحكم أبوابه على صنعاء لم يكن هناك منفذ حتى الجو أصبح لا يؤتمن ، بدأت السحابة السوداء تخيم على كل فرد .. وذلك لأن الأجواء أصبحت معرضة للضرب .. يتساءلون الناس عن المواد الغذائية ، الكهرباء .. لكن كانت العزيمة والإرادة , قويتين .. كل فرد يزداد عزيمة وقوة .. رغم الحصار المطوق.
المكان .. مطار الرحبة ..
يصاحبنا في هذه الرحلة الشهيد الطيار ( علي سعد الربيعي )
حلق الطيار بطائرته بين جبل نقم والجبل الطويل بين بني حشيش باتجاه المطار الشمالي ( الرحبة ) حيث كان شبه محاصراً.. لكن الحصار لم يكن قد أحكم على المطار.. تمكن الطيار من إصابة بعض الأماكن الذي كان يتواجد بها فلول المرتزقة وأصيبت طائرته وسقط بمظلته استشهد في حينه لينضم إلى قافلة الشهداء .. كنت في حينه في مطار الرحبة والضرب من كل الاتجاهات .. لكن رجال المدفعية والأمن المرابطين في المنطقة كانوا هم الحامين لهذه المنطقة،
كان شعارهم المدفعية في كل مكان ، ويخيم الظلام على مدينة صنعاء ليضم شهيد جديد إلى قافلة الشهداء .. بعد يوم يضاف إلى الحصار ، كنت وأنا عائد أدون في مخيلتي أحداث اليوم .. لكن طلقة جاءت من منطقة النهدين أيقظت تفكيري .. جعلتني أنظر إلى الساعة .. أجدها الساعة الرابعة عصراً .. أسرعت نحو المدينة التي تنام تحت نقم الأشم كطفل يحضن أمه احمل معي مشاعل وحب الجنود .. ويسدل الليل ردائه ليرحل يوم تتجلى فيه عظمة الشموخ والتحدي.
الوقت من ذهب .. لابد من التحرك نحو عيبان .. لمعرفة ماذا سيتم في حينه .. وإذا بالمدفع يضرب من خلف تلال النهدين .. من أين هذا الضرب والمدفع قد انتهى كان المدفع يربض في بيت زبطان وبيت بوس .. وتتحرك القوات عبر ظفار الأشم من حدة .. وتم الاستيلاء على المدفع .. كنا جميعاً .. كان الأخ الصحفي محمد الزرقة يسجل أحداث هذا اليوم . قال لي .. أعطني هذه القذيفة الصغيرة تذكارا لي ، أعطيته واحتفظت بأخرى ولازالت معي .
تركت الموقع وعدت إلى صنعاء .

الحلقة الثانية عشر
بيت القاضي الشماحي
كنت أسكن في حي القصر الجمهوري هذا هو المكان منزل الأخ عبدا لله المقحفي ، الزمان 19 يناير 68م خرجت صباحاً بعد يوم من أيام الحصار ، ذهبت مترجلاً ابحث عن مكان للإفطار الساعة التاسعة صباحاً مكاني المفضل مطعم الطليعة .. هذا المطعم الذي بذل صاحبه كل مايملك من مال خدمة للزبائن وإذا بي أتجه نحو شارع جمال .. دخلت من الجانب المؤدي إلى القصر الجمهوري المكان الآن بيت القاضي الشماحي رأيت ما لم يكن في الحسبان ، أناس متجمهرون يصيحون أن لغماً تحت حوش القاضي الشماحي ، كان الفتيل لازال مشتعلاً .. أخذت جردلا من الماء من المطعم المجاور وأسرعت اطفي الفتيل .. لم أتمكن من نزعها أخبرت صاحب المطعم أن يراقب المكان جيداً عسى أن من وضع ذلك أن يعود إلى مكان الحادث للتمكن من العملية ، أبلغت الأخ / مدير الأمن المقدم / عبد الواحد السياغي وأخذت أحد الأخوان للذهاب إلى سلاح المهندسين لأخذ مهندس ألغام .. ذهبت مسرعاً نحو سلاح المهندسين .. وعدت مع مهندس ألغام ..
كان الناس يتجمعون بجانب المنزل وإذا بأحد الأخوة من الأمن يقول لي : ما هذا ؟ قلت : مادة متفجرة قال المهندس : أن الفتيل قد أطفئ وكل شيء على ما يرام لقد تم إبطال التفجير
واتضح أن المادة التي كانت في حوش القاضي الشماحي عبارة عن مادة تي . إن تي . تركب بأصبع ديناميت لنسف المنازل .
هل عرف مرتكب الحادث ؟
لم يعرف بعد ..
قال أحد الأخوان المواطنين .. إن هناك موتر سيكل يتردد على هذا المكان عدة مرات ..
عندما رأى الناس متجمهرين لم يعد بعد ..
قلت : ما لون الموتر السيكل قال : شيكي أحمر ..( علماً أن جميع الموتر سيكل في تلك الفترة نوع واحد وهو صنع شيكي )
أمر الأخ عبد الواحد السياغي بحجز جميع الموتر سيكل .
وإذا بإدارة المرور تحجز الموترات كاملاً .. لكن دون جدوى لم يعرف الشخص مرتكب الحادث .. انتهى الحادث بسلام .
وبعد ذلك اتجهت إلى صوب عملي لتجهيز عمل اليوم ، بدأ الأفراد بالتجمع من طلاب وعمال وموظفين لأخذ الساعة المقرره لهم للتدريب على السلاح والقنابل اليدوية ، فكل ما انتهت مجموعة جاءت الأخرى وبحسب البرنامج المعد ..
الحلقة الثالثة عشر
يوم العيد
.. ينتهي شهر رمضان المبارك .. ليحل علينا عيد الفطر.. عدت إلى منزلي حوالي الساعة الرابعة صباحاً متعب منهك القوى ..
نمت .. لم أشعر بالوقت أبداً .. إذا بالمدافع تضرب من كل مكان .. صديقي الذي أسكن أنا وهو .. قال : لي .. كل عام وأنت بخير ..اليوم هو عيد الفطر المبارك .. كان ذلك حوالي التاسعة صباحاً قلت هل المدفع عاود للضرب ، قال لي : عيد سعيد ، قمت وجهزنا أنفسنا للذهاب للتهنئة بالعيد في مقر المقاومة ، لا حاجة أن أخذ الملابس الجديدة .. أيضاً لا حاجة إلى الذبيحة ما وجدناه أكلناه وقلت له كل عام وأنتم بخير خرجت رأيت الناس كعادتهم، تراهم سعداء في هذا اليوم .. المعايدة في كل مكان .. كانت التحية والتهنية هي الكعك والحلويات إذا وجدت ..
الأطفال .. تراهم سعداء بسعادة هذا اليوم .. كل واحد يطلب أن تمر علينا هذه الأزمة بسلام لكن ليس على كرامتنا .. وتعيش صنعاء الصامدة ، الطموح والتحدي يوماً سعيداً رغم ضرب المدافع وأزيز الرصاص .. لتودع شهر الصوم .. .. ويحل علينا عيد مليء بالسعادة والهناء .. لينهار العدو ويتخلى من بعض مواقعه بعد أن عجز عن احتلال ظفار وعيبان .
أصبح الناس لا يبالون بأي شيء يحصل عليهم بعد مرور هذه الفترة من الحصار كرامتهم وعزتهم ومجدهم ثورتهم وجمهوريتهم أغلى من المال والنفس ، ونودع يوما من أيام العيد .
وتغيب الشمس.. تطلق المدافع قذائفها من كل مكان بشرى بقدوم العيد السعيد .. أشعلت النيران وتزداد العزيمة والقوة والعظمة والمجد لسبتمبر الخالد .. ويشعل الجنود شعلة النصر من على كل قمة ووادي وسهل وجبل ، ليبدى مسيرة النضال والتضحية والفداء ليوم جديد حامل في طياته مشاعر وآهات وحياة شعب أراد لنفسه الحياة ..
ويطلع الصباح بقدوم يوم جديد مشرق بالأمل المتجدد .. وليكتب التاريخ صفحات مشرقة لكل شهيد ضحى للوطن .. ويسجل المجد لأبطال القوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية والمقاومة الشعبية ولكل طفل وامرأة .. أعطت لهذا الوطن كل غالي ونفيس .
وتزداد صنعاء الصمود والتحدي قوة على قوة .. على طريق النصر .. كان الأطفال يمرون في الشوارع لا يهمهم أي شيء .. وتعيش صنعاء يوماً جديداً من الحصار .
الحلقة الرابعة عشر
الطيار محمد الديلمي
الزمن : الساعة السادسة صباحاً هذا اليوم سجل تاريخه في سجل القوات الجوية أولاً ثم في سجل الثورة والجمهورية ، أخذت نفسي مسرعاً حيث سأكون ضمن القوة التي تتجمع عند منطقة حزيز هناك سيكون التجمع والزحف على طريق تعز ، جمعت أفراد المقاومة واتجهنا صوب المنطقة حيث ستقوم قواتنا الجوية بالضرب على فلول المرتزقة في المنطقة ، نحن سنقوم بمساعدة القوات المتجمعة هناك وإمدادهم بالماء والذخيرة وما يحتاجون جائنا نبأ سقوط طائرة في منطقة حروة جنوب وشمال صنعاء حيث قامت مجموعة من القوات الجوية بقصف فلول المرتزقة هناك حيث أصيبت إحدى الطائرات كانت طائرة الطيار محمد الديلمي . سقط بالمظلة كان حياً ، قال : احد الجنود : شاهدناه جميعاً ، قلت : ومن هو ، قال : الطيار محمد الديلمي ..
لقد عرفته عملاقاً داخل القاعدة في العاصمة صنعاء كان شامخاً قوياً عملاقاً .. وصلنا المنطقة حاولنا الدخول لإنقاذه ، لا فائدة .. كانت قوات العدو أقرب إليه منا حملوه إلى الداخل وتوقف الضرب حيث خفنا عليه من تراشق النيران في حينه قواتنا كانت قليلة عبارة عن طقم ودبابة ومدفعية تضرب من خلفنا وأسلحة متوسطة وخفيفة يملكها الأفراد المقاتلون ، أما الصواريخ فكانت بعيدة عنا ، يأتي خبر استشهاده حيث قتلوه لأنه لم يدلي بأي سر من أسرارنا في المعركة كان أقوى من الطعنات والطلقات التي واجهها ، وكان الشهيد طيار / محمد الديلمي مثالاً يقتدي به ، تحدثت عنه صنعاء بل كل اليمن وسجل التاريخ صفحات من نور لهذا البطل الذي كان القدوة والقوة ، وفي حينه قامت قواتنا المسلحة تساعدها المدفعية والصواريخ بالقصف المركز على القمم المتاخمة لبلاد الروس حيث أعطيت إشارة الهجوم لفتح طريق صنعاء تعز الذي كان مغلقاً أكثر من 70 يوماً .
الحلقة الخامسة عشر
الأطباء الصينيون
في خضم الأحداث وقوافل الشهداء والدماء .. قل العلاج في المستشفيات وكثر المصابون من جراء القصف المدفعي ، كل البعثات الطبية والدبلوماسية العربية والأجنبية الموجودة في صنعاء ..قد غادروا العاصمة .. ما عداء بعثة واحدة هي البعثة الطبية الصينية كل فرد لا ينكر ذلك .. أطبائنا في تلك الفترة غير كافيين ولامقتدرين .. فالظروف التي مرت بها الثورة ظروف حرب وعلينا أن نقف جميعاً صفاً واحداً أمام أعداء ثورة ، لا بد من تدريب بعض الطلاب والطالبات والمواطنين للقيام بالإسعافات الأولية ،
قامت البعثة الطبية الصينية بخير قيام .. واتخذت لها مقراً في المستشفى العسكري فأنخرط الشباب في سلك التمريض كهدف سامي من أهداف الثورة .. وعاشت صنعاء الصامدة .. تتحدى كل المؤامرات سواء كانت الداخلية أو الخارجية وتم تدريب الشباب على الإسعافات الأولية في المواقع والمدينة ، وكانت البعثة الطبية الصينية .. هي الوحيدة التي ثبتت في العاصمة وتبقى البعثة الصينية أياماً مع الحصار .. تتنقل بين المستشفيات لعلاج الجرحى والمصابين ، وكانت لا تبخل بالطلب في أي وقت ، ليلاً أو نهاراً .. قال لي وهو ينظر إلى رجله المصابة .. هؤلاء هم ملائكة الرحمة وهو ينظر إلى رجله المصابة انه الزميل محمد طارش ..
وتعيش صنعاء لا تبالي بقصف المدافع.. أو بسقوط شهيد..
بدأت المواد العلاجية تقل .. لابد من توزيع الكميات العلاجية بطرق صحيحة لا حاجة إلى التبذير فنحن بحاجة إلى حبة أسبرو .
وتأخذ شركة الطيران مهمة صعبة في ظروف قاهرة .. مع قواتنا الجوية لنقل العلاجات وبعض المواد الضرورية من بعض المدن اليمنية .. كان كل طيار يكتب على صدره شهيد الواجب .
حتى المواد المشتعلة نقلت بواسطة الطيران ، مثل البترول والجاز ..
وتتحرك قوة جوية لتأمين نزول الطيران .. لا بد من احتلال بعض التلال في الوجه الشرقي .. وتنفيذ المهمة ..
وتزداد القوة والهمة في وجه الحصار .. بعد توفير الغذاء ووجود الأطباء والعلاجات الأولية ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.