حين فرّ المسوري ومحمد الخاوي وعبد الله الراعي وحمود بيدر من مواجهة الملكيين في حصار السبعين يوما إلى سوريا ورفض علي سيف الخولاني العودة إلى صنعاء لاستلام قيادة هيئة الاركان ،وقال بأن"النضال من خارج اليمن أفضل "مفضلا البقاء في مصر بإدعائه المرض ،تم اختيار عبد الرقيب عبد الوهاب رئيسا لهيئة الاركان إضافة إلى قيادته للصاعقة ،وحمود ناجي للمظلات وعلي مثنى جبران للمدفعية ،ومحمد صالح فرحان للمشاة ،ويحي مصلح للعمليات ...الخ وحين كان العمري يشك بالانتصار عرض على عبد الرقيب عزله وذهابهما معا إلى مصر ،وتزويجه بإحدى بناته ،لكنه عبد الرقيب ردّ عليه "أنا لا أملك في صنعاء الا البدلة التي فوقي ،فإما أن أكون شهيدا أو منتصرا"وكانت النتيجة انتصار الجمهورية ،ودحر الملكيين ،ثم اتفاق المملكة السعودية وأركان جمهورية 5 نوفمبر على تصفية الراديكاليين الملكيين والجمهوريين ،فكان أداتهم في تصفية الجمهوريين أبطال السبعيين يوما ،هو الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وذراعاه الشيخ مجاهد أبو شوارب وأحمد المطري !فقد تم قنص محمد صالح فرحان من فوق بيت الشيخ الأحمر ،وتم اختطاف مثنى جبران وإخفائه قسريا ،وبعد إطلاق سراحه في فترة رئاسة الشهيد الحمدي ،تم إخفاؤه مرة ثانية بعد تصفية الحمدي .وأما عبد الرقيب فحين عاد إلى جبل عيبان ،مقر الصاعقة ،نزل من هناك بعد أن أعطاه الشيخان الأحمر والمطري وجهيهما بأن لا يمسه سؤ ،ثم خدعوه بأن ذهبوا به إلى بيت العمري ،ليترك هناك ،كمعتقل ،فيفر إلى بيت علي سيف الخولاني ليخونه الأخير ،بعد أن أخلى البيت من أفراد أسرته ،ويتم محاصرة البيت ،ورفض حمود الجائفي وبيته قريب من بيت الخولاني إعطاء عبد الرقيب وجه حماية لتسليم نفسه ،فكان دكه بقوات من جبهة التحرير ،والمغاوير ،والعاصفة !بعدها تم سحله وسحبه بالمدرعة في شوارع صنعاء ...الغريب أن الشيخين المطري ومجاهد لم يتدخلا الا بعد أن تم سحل الجثة في شوارع الشرطة والقاع وجمال وعلي عبد المغني حتى ترك تحت سارية العلم في شارع التحرير !لتسلم جثته على جماعة من منطقته ،ويدفن في مقبرة خزيمة باسم مستعار هو "عبد المجيد عبد الواسع "!ليس غريبا أن محمد علي عثمان كان ممن شاركوا في اتخاذ قرار قتل عبد الرقيب عبد الوهاب ،فتسلط جمهورية 5 نوفمبر ليس جغرافيا وإنما تكتل مصالح يمتد في الجغرافية اليمنية !