في أحد أعداد مجلة سلامتك الطبية الصادرة عن مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان كتب الدكتور فهمي عرم مقاله بعنوان " العلاج في الخارج … ماله وما عليه !!! " وفيها يرمي دكتورنا العزيز في محاولة منه لتشيجع العلاج في الداخل والحد من سفريات علاج الخارج وأشار الدكتور فهمي عرم لبعض الحقائق وماقد يتعرض له المرضى الذاهبون للعلاج في الخارج ولكن لأننا في اليمن وليس إنقاصا من كفاءات وقدرات أطبائنا الحاملين لشهادات من دول أخرى أرى من وجهة نظري أن العلاج في الداخل أو الخارج نفسه وأن الحال من بعضه وبإمكاني أن أسوق قصصا تؤكد أنه لاتفوق لأحدهما على الآخر مع أني في بعض الأحيان أميل لعلاج الخارج في بعض الحالات خاصة إذا إنعدمت الكفاءة اليمنية أو كان همها المال دون العناية بالمريض . في واقعنا الذي نعيشه نصطدم بأطباء لانعرف كيف حصلوا على شهادات وكيف تم قبولهم في مستشفياتنا مع إنعدام جميع درجات الكفاءة بما فيها التعامل الإنساني مع المريض لأنهم ملائكة للرحمة يعيشون بيننا فأتذكر أنه قبل حوالي سنتين أتى في أحد مستشفيات دوعن ( أتحفظ على إسمه ) طبييا من محافظة مجاورة لكن مدة بقائه لم تدم طويلا ولله الحمد تنعدم فيه صفات مهنة الطب بمافيها تعامله الإنساني والأخلاقي وربما أنه رأسه خواء وذهب إليه أحد المرضى ولازال حيا يرزق يشكو من ألم في بطنه وبعد عمل الأشعة فاجأه هذا الطبيب الجهبذ بعبارات كان المفروض أن تكون أكثر لباقة وقال له بالخط العريض مافيش فائدة من علاجك ولن ينفع معك أي علاج وحينها طلب هذا المريض المسكين أن يوصي به إلى طبيب آخر أو إذا كانت هناك فرصة للسفر للخارج لأنه لديه القدرة المالية لكن طبيبنا هذا أغلق كافة الأبواب في وجهة وأخبره بإستحالة الأمر وجعله يعيش في حيرة من أمره منتظرا أمرالله عزوجل ومن باب الصدفة ذهب إلى المكلا وعرض نفسه على الدكتور باصريح طبيب أمراض الكلى والمسالك البولية وبعد عمل الأشعة يقوله له يادكتور أكيد نفس الكلام وخلاص أخبرني فأستغرب الدكتور وقال له أخبرك بماذا وأنت الحمدلله سليما معافى فأعتبرها مزحة ثقيلة وربما يريده أن لايتأثر فأخبره بقصته فأستغرب الدكتور باصريح من جهالة هذا الدكتور الذي كان أن يقضي نفسيا على المريض قبل المرض الذي أصابه . وحالة أخرى لشاب من أبناء منطقتي كنا نعيش الطفولة معا وفجأة إبتلاه الله بمرض وأخذ من يقول له أنها جلطة والآخر يصنفه كذا ولازلت أرى جثته ممدة على الفرش لايقوى على الحركة بعد أن تعب من العلاج حتى وصل به الأمر إلى آخر العلاج وهو الكي وتم جعل رأسه مليئا بالكيات عل وعسى تنفع فهو أشبه بالمشلول ولكن لأنها قدرة الله فسهل الله له من يأخذخ إلى مصر وعاد بعد أقل من أسبوع وأوصل ماوصل أخذ يركض في القرية فشتان مابين كان عليه وما أصبح فيه وهناك أستخرجوا جرثومة من دماغه قيل أنها أتت من إحتكاكه وتعايشه مع الحيوانات فهجر الوادي إلى المكلا ليعيش حياة طبيعية هناك لنثبت أن ربما علاج الخارج أضمن وأفضل من العلاج في مستشفيات اليمن التي تنجح أحيانا في عمل مالم يستطعه أطباء الخارج . ومع هذا فأنا لست من دعاة العلاج في الخارج أو من المروجين له لأن حادثة وفاة الإعلامي الأستاذ عادل الأعسم ليست ببعيد عنا نتيجة خطاء طبي في أحد مستشفيات القاهرة بعد ما دخل إليه لإجراء عملية تجميلية في الأنف فزادت حقنة المخدر ليلقى ربه بعد دخوله في غيبوبة لعدة أيام لأنه أولا وأخيرا القضاء والقدر لأنه من كان يصدق أن هذا الخطاء سيحدث في أحد أضخم مستشفيات القاهرة ومصر !!! مع حدوث هذا وذاك فنحن لانغبط أو نهضم قدرات بعض الكفاءات الوطنية نتيجة حدوث بعض الأخطاء الطبية من بعض الأطباء أو ممن يمكن تسميتهم أنهم امتهنوا مهنة الطب وهم في حقيقة أمرهم لايعرفون أن الطب مهنة إنسانية قبل أن تكون خدمية ولداخليها صفات رحمانية تعني أن ضمائرهم يجب أن يتبقى حية وأن يستشعروا المسئولية قبل إزهاق أرواحا بريئة لأن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ولكن هذا لايعني التساهل في ذلك ونجعل أبسط عملية تزف نباء وفاة نفس زكية ياملائكة الرحمة . بقلم:يوسف عمرباسنبل