ينظم ضحايا الألغام صباح يوم غدٍ السبت مسيرة إلى مقر الأممالمتحدة بصنعاء، لينفذوا اعتصاماً أمام المقر، وليجددوا مطالبتهم المجتمع الدولي بمحاكمة الزعيم الليبي معمر القذافي بمسئوليته عن زرع الألغام في مناطق اليمن الوسطى، والتسبب بسقوط آلاف الضحايا كان آخرهم مطلع الأسبوع الجاري. وذكر المحامي محمد علي علاّو- رئيس هيئة المحامين اليمنيين المدافعين عن ضحايا الألغام، وعددهم (28) محامياً- ل"نبأ نيوز": أن عدداً كبيراً من منظمات المجتمع المدني، ومراكز الإعاقة، إضافة إلى المئات من المعاقين بسبب الألغام، وافراد أسر المتوفين جراء انفجار ألغام سيشاركون في الاعتصام أمام مبنى الأممالمتحدة، ليضغطوا على المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي عامة بسرعة تعيين محققين دوليين للتحقيق مع معمر القذافي وكل من له علاقة في هذه المأساة المستمرة منذ السبعينات إلى اليوم. وأشار إلى أن الأممالمتحدة استلمت يوم 17/8/2007م الماضي شكوى ضحايا الألغام المرفوعة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، وأنها قامت بتسليمها إلى المفوضية السامية العليا لحقوق الإنسان في جنيف، مرفقة بمجموعة من الأدلة القاطعة، مرجحاً أن يتم الرد عليها خلال وقت قصير من الفترة القادمة. وبحسب علاّو، فإن هيئة المحامين حصلت لحد الآن على (1750) توكيلاً من ضحايا الألغام، لافتاً إلى أن عددهم بالآلاف، ويجري حالياً التحرك عليهم للحصول على مزيد من التوكيلات، مبيناً أن رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان والهجرة اليمنية تضامنت أيضاً مع القضية. وكان علاّو كشف ل"نبأ نيوز" في تصريح سابق: أن منظمات دولية كبيرة أبدت تعاطفها مع القضية، وأعلنت تضامنها مع ضحايا الألغام في اليمن، وفي طليعة هذه الجهات الدولية هي مؤسسة "بيل كلينتون"، ومنظمة "غاندي" لحقوق الإنسان، والشبكة "الأورو- متوسطية" لحقوق الإنسان ، ومنظمة "هلنسكي" لحقوق الإنسان – وهي جميعاً منظمات دولية فاعلة، وقد تقدم بعضها بشكاوى أيضاً ضد القذافي. وعن سبب تدويل القضية، قال المحامي علاّو: لقد استنفذنا جميع الطرق في الجمهورية اليمنية، وأصدر القضاء اليمني في تاريخ 30/3/2007م قراراً بعدم اختصاصه الدولي في النظر بالقضية، فكان تحركنا وفقاً للإجراء (1503)، وأرسلنا شكوانا مع الأدلة القاطعة التي تدين معمر القذافي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال زرع ما يزيد عن (12) مليون لغم في المناطق الوسطى من اليمن، والتسبب بقتل وإعاقة الآلاف حتى اليوم، حيث إن آخر حالة مسجلة لدينا تمت يوم 20/5/2007م في النادرة من محافظة إب، وذهبت ضحيتها الطفلة سمر كودان- 10 سنوات. وأشار إلى إقرار رئيس مجلس الوزراء بأن الكارثة مازالت مستمرة منذ السبعينات وحتى اليوم، أثناء مساءلته أمام مجلس النواب في جلسة 17/7/2007م ، الأمر الذي يؤكد أن الانتهاك مستمر وقائم ضد حقوق الإنسان في الحياة، وتكوين الأسرة وغيرها من الانتهاكات. ولفت إلى أن اليمنيين أصبح مركزهم القانوني في هذه القضية كشهود، بمن فيهم الذين اشتركوا، أو كانوا من قيادات القطاع سيصبحوا شهود – شماليين كانوا أم جنوبيين- حيث أن معظم المسئولية تقع على عاتق معمر القذافي لأنه ليس يمني، ولا يتمتع بقرار العفو العام الذي صدر عن اليمنيين في هذه الجريمة عام 1982م. وأعرب عن أسفه قائلاً: لقد خذلنا في الجمهورية اليمنية من قبل جميع الأطراف، سواء حكومة أو معارضة أو مؤسسات مجتمع مدني.. ويبدو أنهم كلهم لديهم مصالح من معمر القذافي، وأنا لا ألوم الحكومة كثيراً بقدر ما ألوم المعارضة لأنها حين تتخلى عن أهم قضايا المواطنين فما هي القضية التي سيزايدوا بها على الناس.. هذه مأساة يعرفون بها جميعا، فما هو دورهم!؟ إلا أنه من جانب آخر، وجه الشكر إلى الشيخ ناجي عبد العزيز الشائف- شيخ مشائخ اليمن- لكونه في مؤتمره الأخير الذي انعقد مؤخراً أصدر بياناً ، ومعه مشائخ وعلماء اليمن الذين يزيد عددهم عن ألف شخصية، شهدوا فيه- بشكل غير مباشر- أن ليبيا تدخلت في دعم التخريب بالمناطق الوسطى. وقال: أوجه الشكر الجزيل له ولمن حضر مؤتمره، ونقول إن ما ترجموه يمثل دور المشايخ الحقيقيين- وليس مشائخ المصالح- وهو التضامن مع حقوق المساكين، واختيار واحدة من القضايا الوطنية الحساسة والمؤلمة التي من شأنها تعزيز وجودهم وشعبيتهم في قلوب أبناء المناطق الوسطى، التي هي أكثر من ست محافظات من أكبر محافظات اليمن. ودعا المحامي محمد علي علاّو المشائخ من أبناء المناطق الوسطى المنضوين في التيارات السياسية المختلفة أن يتقوا الله، ويبلوروا موقفاً شجاعاً لنصرة الآلاف من أبناء مناطقهم الذين ذهبوا ضحية ما اقترفته أيدي القذافي الملطخة بدماء الأبرياء من أبناء اليمن. كما دعا وسائل الإعلام المحلية والخارجية إلى التفاعل مع القضية من باب إنساني، وتشكيل ضغط رأي عام على الأممالمتحدة والمجتمع الدولي للتفاعل سريعاً مع القضية، مبيناً أن الموضوع موجود على شبكة الانترنت وبمقدور الجميع التضامن مع الضحايا من خلال الرابط التالي: http://ahrb.blogspot.com/2007/08/blog-post_9462.html