رفع ضحايا الألغام رسالة خطية إلى الرئيس علي عبد الله صالح يطالبونه فيها بالتدخل- بصفته ولي الأمر- لدى الزعيم الليبي معمر القذافي، وإقناعه بضرورة عمل تسوية مع أهالي الضحايا، والمعاقين. وتضمنت الرسالة- التي رفعتها لرئيس الجمهورية "حملة البحث عن الحقيقة المفقودة" برئاسة المحامي محمد علي علاو الى جانب منظمات أخرى- تحديد مطالب الضحايا بأربع نقاط هي: تعويض أهالي الضحايا تعويضا عادلا، تعويض أهالي المصابين و التكفل بتامين العلاج المناسب لهم، ومساعدة الحكومة اليمنية في عملية نزع الألغام من المناطق التي تسبب بزرع الألغام فيها، وتقديم اعتذار رسمي للشعب اليمني عما اقترفه بحقه من ظلم وتعدي. وتعتقد مصادر مطلعة أن الاتصال الذي جرى بين رئيس الجمهورية والعميد القذافي "ربما" تطرق إلى مضمون الرسالة المرفوعة إلى رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن المخاوف تتعاظم لدى الجهات الرسمية في كلا البلدين من مسألة (تدويل) القضية، بعد تفاعل الأممالمتحدة مع الشكوى المرفوعة لها من قبل المحامين المتبنين لقضية الضحايا – وعددهم 28 محامياً- وإحالتها يوم 17 أغسطس الماضي إلى مفوضية حقوق الإنسان. كما صاحب هذا التطور تكثيف الفعاليات الاحتجاجية، التي كانت آخرها أمام مكتب الأممالمتحدة بصنعاء يوم الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، والتي طالبت بتعجيل إصدار قرار دولي لفتح التحقيق في القضية التي ذهب ضحيتها نحو (50) ألف ضحية لحد الآن 96% منهم من الأطفال، جراء قيام الزعيم القذافي بتبني زرع وتمويل زرع مساحة تزيد عن 200 ألف كلم مربع من الأراضي اليمنية بالألغام أبان دعمه لبعض القوى السياسية اليمنية أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات- وقد صرح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر- رئيس مجلس النواب، وشيخ مشائخ اليمن- في وقت سابق بالاتهام العاني للزعيم القذافي بالمسئولية الكاملة وراء الألغام في اليمن. "نبأ نيوز" تنشر فيما يلي نص الرسالة المرفوعة إلى رئيس الجمهورية بتاريخ 13/9/2007م: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كل عام و انتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك انه لمن دواعي سرورنا أن نرسل إلى سيادتكم مناشدتنا مطالبنا نحن في الموقع الإعلامي الخاص بنشر معاناة مطالب أهالي ضحايا ألغام المنطقة الوسطى/ اليمن ونحن على مشارف استقبال شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم وعلى الأمتين العربية الإسلامية عموما وعلى الشعب اليمني خصوصا باليمن و البركات. نتقدم إلى سيادتكم بمناشدة خاصة باسم حملة البحث عن العدالة المفقودة في اليمن وبالنيابة عن أهالي ضحايا ألغام المنطقة الوسطى من يمننا الغالي على قلوبنا برجاء وأمل ومناشدة بضرورة التدخل بصفتكم ووظيفتكم الرسمية كرئيس للجمهورية اليمنية وكراعي لمصالح وأمور الشعب اليمني ومساعدتنا في حملتنا بما يكفل تبني الحكومة اليمنية لقضية ألغام المنطقة الوسطى ضد الرئيس الليبي معمر ألقذافي ولنا في قول رسول الله أسوة حسنة عندما قال: (كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته). سيادة الرئيس إن مصلحة الشعب اليمني مغلبة على مصالح العلاقات الدبلوماسية على العموم، وعلى أي مصلحة خاصة إن وجدت مع الرئيس الليبي السيد معمر ألقذافي. تعلمون مسبقا خلفية قضيتنا الإنسانية وكيف كانت أثارها ونتائجها والتي ما يزال جزء من شعبنا يعاني منها لغاية اليوم فالسيد الرئيس الليبي معمر ألقذافي كان قد قدم إلى اليمن بدون دعوة من الشعب اليمني ليزرع بذور الفتنة والحرب والتفرقة بين الشعب الواحد ساهم و ساعد بتمويل زرع أكثر من 12 مليون لغم في أراضينا ليقتل الإنسان والحيوان والزرع والاقتصاد وليزرع الخوف والقلق بين سكان منطقتنا الوسطى الغالية علينا. تعلمون بان هذا التصرف لا يعتبر من السلوك الإنساني الجيد وهو مخالف لاتفاقية جنيف وللأعراف الدولية تعلمون بأنه لا يحق له شرعا ولا قانونا وعرفا أن يتدخل بشؤون دولة أخرى وأن كانت عربية أو إسلامية وما بالكم إن كان هذا التدخل سلبيا. لقد خسر شعبنا العظيم آلافا من الأرواح و الآلاف من المصابين بينهم ألاف ممن بترت لهم ساق أو ساقين. تعلمون بما لا يخفى عليكم مدى تورط الرئيس الليبي بالعديد من انتهاكات حقوق الإنسان حتى ضد أبناء جلدته وهذا لن يعظم عليه انتهاك حقوق من هم ليسوا بأبناء جلدته و بالتالي فان تدخله المباشر بتمويل زرع الألغام وما ينتج عنه من التسبب بقتل الآلاف من الأبرياء لا يحرك ساكنا لديه وللأسف. قمنا بإرسال مناشدة لسيادة الرئيس الليبي معمر ألقذافي نناشده بالنيابة عن أهالي ضحايا ألغام المنطقة الوسطى باليمن بضرورة عمل تسوية ترتكز على المطالب التالية: • تعويض أهالي الضحايا تعويضا عادلا • تعويض أهالي المصابين و التكفل بتامين العلاج المناسب لهم • مساعدة الحكومة اليمنية في عملية نزع الألغام من المناطق التي تسبب بزرع الألغام فيها • تقديم اعتذار رسمي للشعب اليمني عما اقترفه بحقه من ظلم و تعدي ولكن الرئيس الليبي لم يعر مناشدتنا أي اهتمام كعادته في إهمال أي مطالب إنسانية. وهذا لم يمنعنا من التقدم بشكوى رسمية ضده أمام مجلس حقوق الإنسان / جنيف . في الرابع و العشرون من أغسطس الماضي استنادا للقرار 1503 الصادر من قبل الأممالمتحدة والذي يكفل لنا كأفراد ومؤسسات ومنظمات غير حكومية بالتشاكي والتقاضي ضد الحكومات. إننا إذ نتقدم إلى سيادتكم بمناشدتنا في هذه الأيام المباركة فإننا نذكر أنفسنا بضرورة تغليب المصلحة الوطنية أولا وبضرورة تبني نهج العدالة وهذا ما سعينا إليه منذ اليوم الأول لانطلاق حملتنا الدولية التي تكاتفت حولنا الأصوات المؤيدة لحملتنا والداعمة والمتضامنة لحق الشعب اليمني المسلوب بغير إرادته. سيادة الرئيس إن الشعب الليبي العظيم غير مقصود نهائيا بأي شكل مباشر أو غير مباشر بقضيتنا ضد الرئيس الليبي معمر ألقذافي ونكن له كل الاحترام و التقدير لتاريخه وانتماءه العربي المشرف ونعلم مسبقا كما يعلم اغلب الشعب الليبي العظيم بأنه غير معني لا من قريب ولا من بعيد بقضيتنا و لقد لقينا تعاطفا شعبيا كبيرا من إخواننا الليبيين سواء في الداخل أو في الخارج. إن المطالبة بالحق المسلوب لهو حق شرعي كفلته الأديان وحثت عليه وكفلته القوانين والأعراف الدولية والإقليمية والوطنية و لقد استندت حملتنا على هذا الأساس في انطلاقتها وفي مطالبها ونحن لسنا أصحاب دعوات التفرقة ولا دعوات القطيعة و إنما نحن أصحاب دعوات الحق. لقد استندنا في مطالبنا في دعوانا على مجموعة كبيرة من الإثباتات القانونية والشرعية التي تؤكد تورط الرئيس الليبي السيد معمر ألقذافي في شؤون الشعب اليمني وتمويله زرع ألغام القتل والتفرقة بين شعبنا الواحد وتمتلئ إثباتاتنا بالكثير من الشهادات الحية والاعترافات من قبل مسئولين عن التورط المذكور للرئيس الليبي في هذه القضية مما نتأسف عليه فان إثباتاتنا تمتلئ بالكثير من التقارير والشهادات الطبية للمصابين. سيادة الرئيس لقد عهدتاكم بتحملكم لمسؤوليات والأمانة منذ أمد بعيد و قدتم الشعب اليمين نحو بناء دولته الحاضرة وترسيخ مبادئ العدالة المساواة بين أبناء الشعب اليمني ولم تفرقوا ولم تميزوا بين يمني مقيم بالشمال ويمني مقيم بالجنوب وهذا من مآثر القادة وفضائلهم الحميدة و عهدتاكم إنسان عربي من بيئة عربية أصيلة تستجيب لنداء المظلوم وتردع الظلم أينما كان ومن أينما شخص أتى وهذا ما نتأمله من سيادتكم بعون الله وتوفيقه سيادة الرئيس إننا إذ نتأمل سماعكم لمناشدتنا فإننا نجدد مطالبتنا التي نأمل أن تتبناها حكومتكم الموقرة وهي: • تقديم الرئيس الليبي اعتذار رسمي للشعب اليمني عن تورطه في تمويل زراعة الألغام في المناطق الوسطى. • تقديم تعويض عادل لأهالي الضحايا الذين لاقوا حتفهم وتعويض المصابين الذين تضرروا من الإعاقة • مساعدة الحكومة اليمنية في عملية نزع الألغام . • تقديم خرائط الألغام – إن وجدت. إننا وكما علمتمونا وعلمنا إياه ديننا الحنيف وروتنا عروبتنا الأصيلة وأيدتنا به القوانين والأعراف الدولية فإننا لن نكل ولن نمل و لن نسكت عن حقنا المشروع في الدفاع عن شعبنا العظيم وعن حقه المسلوب ما حيينا وانه لشرف عظيم لنا كعرب ويمنيين أن نشارككم المسؤولية في الدفاع عن كرامتنا وحقنا. نشكر لكم سيادة الرئيس إتاحة الفرصة لنا نحن في الموقع الإعلامي للبحث عن العدالة المفقودة في اليمن بإرسال مناشدتنا لسيادتكم . أملين لسيادتكم التوفيق و الصحة و العافية. وكل عام وسيادتكم وشعبنا العظيم وامتنا الإسلامية بألف خير... تقبلوا فائق الاحترام و التقدير ن الموقع الإعلامي لحملة البحث عن الحقيقة المفقودة في اليمن و بالنيابة عن أهالي ضحايا ألغام المنطقة الوسطى الناطق الرسمي / المحامي محمد علي علاو - اليمن رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان و الهجرة / معونة – اليمن صحيفة الصراحة – اليمن منظمة غاندي لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا