في سابقة هي الأولى في تاريخ البرلمان اليمني، هدد النائب البرلماني الشيخ عثمان حسين مجلي- أحد مشائخ صعدة- بتنفيذ تصفيات لكبار مسئولي الدولة ممن يتهمهم بتوجيه أوامر "قتل أبناء صعدة"، مؤكداً أن يد الثأر غير عاجزة عن أن تمتد "إلى عمق تركيبة النظام ومفاصل أجهزة الدولة بالتركيز على ضرب مكامن ضعف السلطة". وجاء تهديد النائب البرلماني في سياق مطالبته بمحاكمة المتورطين في حادثة يوم الأحد بالمجمع الحكومي بصعدة والتي أسفرت عن سقوط (7) قتلى وإصابة (4) آخرين بينهم رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمديرية سحار "ياسر حسين فايد مجلي". وقال أنه يطالب بمحاكمتهم داخل صعدة "حتى لا يكون الخيار الآخر هو الاقتصاص من الجهات النافذة ومراكز القوى التي تقف وراء منح أوامر وتوجيهات البطش والاعتداء للجنود وأفراد الجيش وقوات الأمن". وأكد: أن هؤلاء الجنود والأفراد "لن يكونوا المستهدفين بالثأر في حالة تمييع القضية والتستر على الجناة، إذ سيكون كبار مسئولي الدولة الواقفين وراء عمليات قتل وتصفية أبناء صعدة هم الهدف عندما تدفع الضرورة للرد بذات الأسلوب ونفس الوسيلة التي يعلم الجميع عدم عجز احد عن استخدامها كيد ثأر قد تمتد إلى عمق تركيبة النظام ومفاصل أجهزة الدولة بالتركيز على ضرب مكامن ضعف السلطة ونقاط الارتكاز المعروفة لكل راغب في الانتقام وأخذ حقه بنفسه". كما دعا النائب مجلي إلى "توحيد الموقف عند كلمة ثابتة يكون فيها الانتصار لكرامة أبناء المحافظة والتمترس صفا واحدا في خندق الدفاع عن شرف وكبرياء أهالي صعدة ونبذ نزعات الفرقة والخلاف ونسيان حزازات الماضي لولوج مرحلة جديدة من التسامح والإخاء الذي يضمن انتزاع الحقوق المشروعة للمحافظة وأبنائها من مشاريع التنمية ونصيبها من الوظائف الحكومية التي طال السكوت عن مصادرتها وحرمان صعدة من خيرات الوطن المهدورة". وقد جاءت التهديدات العلنية باللجوء إلى التصفيات الدموية لكبار المسئولين على لسان النائب البرلماني خلال تجمع لقبائل محافظة صعدة من أبناء "خولان بن عامر" و"جُماعة" و"همدان بن زيد"، عقدته صباح اليوم الثلاثاء استجابة لداعي "النكف" القبلي من قبيلة "العبدين"، والذي أدانت خلاله حادثة ظهر يوم الأحد الماضي في ساحة المجمع الحكومي، موجهين الاتهام في ذلك إلى من وصفوهم ب"مجموعة مسلحين تابعين لأحد المسئولين المدعومين من قيادة المحافظة". وأصدر التجمع القبلي بياناً- تلقت "نبأ نيوز" نسخة منه- أعرب فيه المشائخ عن استنكارهم الشديد لما وصفوه ب"الأساليب العدوانية والاستفزازية الصارخة التي تتبعها الدولة في التعامل مع واقع حياة صعدة وأبنائها الذين يكابدون إلى جانب ظروف الحياة المعيشية الصعبة نتيجة الغلاء الفاحش وتفشي الفساد معاناة أخرى نفسية وإنسانية وأمنية واجتماعية بسبب ما ألحقته إفرازات الحرب من تراكمات مأساوية على مختلف الأصعدة وشتى المجالات في المحافظة أثرت بشكل مباشر على مواطنيها الأبرياء". كما قدم مشائخ القبائل للنائب الشيخ عثمان مجلي- باعتباره الممثل لذوي الضحايا وأصحاب الدم من القتلى والمصابين- "بنادق الوفا" وعهد الغوث والنصرة وفق الأعراف القبلية المتوارثة بين قبائل اليمن، مجددين رفضهم القاطع "لكافة مظاهر وصور القمع والتنكيل وممارسات التعسف والهمجية التي أوغلت السلطات في استخدامها ضد أبناء ومواطني محافظة صعدة" ودعا مشائخ ورجال قبائل صعدة في بيانهم منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والكتاب والصحفيين في الداخل والخارج إلى مساندة أبناء صعدة في محنتهم والتضامن مع مواطني المحافظة تجاه ما يتعرضون له من قمع وامتهان ومصادرة للحقوق والحريات من قبل أجهزة السلطة ومسئولي الدولة".