عاجل: القوات الأمريكية تعلن إصابة ناقلة نفط في البحر الأحمر بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من المسئول عن الدراما في اليمن؟ وبأي ذنب قتلت؟ (4 - 6)
نشر في نبأ نيوز يوم 02 - 11 - 2008


(ميلودراما من ستة مشاهد)
طالما هناك تطور في مستوى الأعمال الرمضانية التي تقرع لها الطبول وتحتشد لها الموازنات والإمكانات فلا ضير من موسمية الدراما، غير أن غياب المعايير الإنتاجية والفنية، إضافة إلى سيادة الأهداف الربحية البحتة التي يعتبرها المنتجون أهم من رغبات المخرجين، لا تبشر على الإطلاق بأعمال تستحق الانتظار من عام لعام؛ لان مخرجات النظرة القاصرة للإنتاج الدرامي ستبدو قاصرة لا محالة، ولذلك نفتقد إلى الإنتاج المسئول الذي يحرص على النجاح من خلال أهداف متوازية ومتوازنة ومتكاملة، فقد اعتدنا على المنتج الذي يقفل الخزنة على نفسه تاركا الحبل على الغارب معتقدا إن لا علاقة له بمحتوى الدراما ولا بمستوى تقديمها، ولا يهمه حتى ارتياح المشاهد من عدمه.. طالما انه شاعر بالارتياح!.
اعتقد أن من حقنا أن نحلم بدراما تساعدنا على تجاوز ما نعيشه اليوم من قلق.. دراما تحكي هوية المجتمع ووجدانه ، وتتوازى مع موروثات الأمس وتطلعاتنا نحو الغد ، وتسهم في تجسيد ولائنا للمبادئ والقيم ، وتعظيم انتماءنا للمكان الذي يجمعنا.

المشهد الرابع:
أولوية الربح، شيوع الكتابة والإخراج ، الفن الأسري، غياب المعايير
"مؤشرات ضعف الإنتاج"

الدراما والسمبوسة
شاهدت ابنتي "أمل" والدتها في أول أيام رمضان تفتح صفيحة التمر فسألتها عما إذا كان "وزيز وكشكوش" سيظهران على التلفزيون؟! وكان الفنان المتألق عادل سمنان قد ماثل بين الدراما المحلية وبين السمبوسة، باعتبارهما من أهم الظواهر الرمضانية في اليمن، ويمكننا ان نعتبر ذلك احد أشكال الحرب الباردة بين الدراما والسمبوسة في اليمن؟!
غير إن الإشكالية في اعتقادي ليست في موسمية الدراما؛ فقد أصبح ذلك ديدن صناع الدراما في مختلف البلدان العربية وليس في اليمن فحسب، وبالتالي لا ضير من الموسمية طالما هناك تطور ملحوظ في مستوى الدراما الرمضانية، التي تحتشد لها الموازنات والإمكانات الثقافية والفنية والإعلامية، وينتظرها المشاهد من عام لعام، ففي ذلك ما يغفر لمنتجي الدراما غيابهم السنوي عن المشاهدين، وعليه فان الإشكالية لدينا تكمن غالبا في أن المولود المرتقب يأتي مخيبا لآمالنا خلال المخاض الطويل!
وفي ذلك يقول الفنان يحيى إبراهيم انه يتم البدء بإنتاج الأعمال الدرامية قبل رمضان بحوالي شهر أو شهر ونصف، مضيفا بأن هذا الوقت "لا يكفي لإنتاج أعمال يحترمها الناس".
ولذلك ربما كسبت السمبوسة انتصارات عديدة على الدراما، حيث تمكنت من تسويق نفسها كخيار أفضل وأجدى بالنسبة للجمهور اليمني في أكثر من رمضان. وإذا ما اقتربنا من واقع الحال على صعيد معسكر الإنتاج الدرامي سنجد انه قد اعتاد على الخمول معظم أشهر السنة، فلا يبادر برص صفوفه وحشد أسلحته إلا عندما يتفاجأ بان رمضان أصبح على قاب شهرين أو أدنى، لذلك نجد رصيد بعض المخرجين مع دخول رمضان لا يتجاوز انجاز بضع حلقات، فيعمل مع طاقم العمل تحت سياط الوقت وضغوط الإنتاج على تصوير وسلق الأعمال كيفما اتفق وعلى حساب مستوى الإبداع!
ولذلك قد يلاحظ المشاهد إن حلقات آخر الشهر أكثر سوءا من سابقاتها، ومنهم من لا يسعفه الوقت فيعلل بأنه فضل عرض العمل بعد رمضان ليجد حقه من المشاهدة والاهتمام! فأي نجاح نتوقعه من الطالب الذي لا يلتفت إلى منهجه الدراسي إلا قبل الاختبار بأسبوع واحد؟
أولوية الربح على الإبداع
على الرغم من ضلوع القطاع الخاص في الإنتاج الدرامي، ورعاية القطاع التجاري والخدمي لأعمال عدة، إلا إن ضعف العملية الإنتاجية وعدم التوظيف الأمثل للإمكانات التي اعتمد عليها المخرجون في إنتاج أعمالهم، افرز العديد من السلبيات، يأتي في مقدمتها بيئة التصوير الدرامي والمؤثرات السمعية والبصرية.
حيث اعتمدت معظم المشاهد على الكاميرا المحمولة التي تسجل اللقطات أكثر من مرة ومن أبعاد مختلفة، ربما لعدم توفر الكاميرات أو تخفيفا لجهود المونتاج، لذلك لم يبرز أي تجديد فيما يتعلق بزوايا وحركة التصوير، رافق ذلك عدم الضبط المحكم لاستخدام الإضاءة والصوت، ربما لضيق الوقت والاقتناع بال"حاصل".
وقد اتسمت مشاهد عدة بعدم توافق اللحظة الزمنية والملامح الشكلية والسيكولوجية أثناء التقطيع والتنقل بين لقطات المشهد الواحد، إضافة إلى أن قوائم أسماء الشخصيات والجهات والفنادق والمعارض التي تعاونت بتأمين وبتوفير مواقع التصوير والملابس..الخ، كل ذلك يؤكد ضعف العملية الإنتاجية من الناحية المادية، ولا مبرر لذلك سوى التوفير وتحقيق أعلى قدر من الأرباح الممكنة، وهذا الأمر بالطبع قد لا يعبر عن قدرات ورغبات المخرج، فبإمكانه تطوير العمل كلما تطورت الإمكانات المتوفرة من قبل المنتج.
من جانب آخر بدا قطاع الإنتاج أكثر ضعفا فيما يتعلق بالتذوق الدرامي واختيار النصوص والأعمال الأفضل، إضافة إلى عدم الاهتمام بانتقاء الطاقم الفني المسئول عن تنفيذ تلك الأعمال، وهو ما جعل عملية الضبط الفني والأدبي وحتى الإداري مسئولية المخرج والكاتب، بينما انحصر اهتمام المنتج على الضبط المالي ورفض أي أفكار قد تزيد من النفقات حتى وان كانت لا تؤثر على ميزانية العمل.
ونتيجة لهذا الانزواء والغاية المادية البحتة، تشكلت بعض التحالفات بين مؤلفي ومخرجي بعض الأعمال، فتزايدت أسماء ضيوف الشرف التي ضخمت من حجم وأعداد المشاركين وغيرها من الإفرازات التي استهدفت استنزاف قربة المنتج طالما لن يغير سياسة استخدام القطارة، وسنشير إلى ذلك بشكل أوضح في موضع لاحق.
الدراما العائلية
في الصغر تابعنا حلقة للأطفال كان اسمها "عائلة باربا" حيث كانت كافة الشخصيات الكرتونية تمثل عائله واحدة، كان أفرادها يتميزون بقدرات خارقة في تطويع أجسادهم الهلامية وفقا للظروف والصعاب التي يواجهونها..الخ، وعلى نفس المنوال وجدنا بعض الأعمال المحلية هذا العام تسير على نفس الفكرة مع فارق إتاحة المجال لمشاركة أفراد عائلات أخرى– ربما بفعل التحول الديمقراطي الذي تشهده بلادنا– وأحيانا يكون هناك ما يمكن تسميته بالائتلاف الدرامي والذي يتشكل في معظمه بين عائلتي الكاتب والمخرج فتراهما يتقاسمان كافة المهام المرتبطة بالعمل لتوزيعها على الإخوان والأقارب!
فهذه العائلة تأخذ التصوير والمونتاج والمكساج، وهذه تأخذ الإضاءة والملابس والديكور... الخ، كما تم اختراع مهام فنية جديدة ما انزل الله بها من سلطان لاستيعاب الوفرة الأسرية! على الرغم من انه لا علاقة لأي منهم بالمهمة التي عين لها، وهو ما يقودنا لذكر الفارق الأهم بين العائلة الكرتونية والعائلة الدرامية، فالثانية لا تمتلك قدرات خارقة ولا حتى قدرات عادية! لكنه التهافت لا غير!
فما تعليق الفضائيتين اليمنية والسعيدة على إنتاج تلك القوالب الدرامية؟ وهل يتفق ذلك مع تكافؤ الفرص أمام المبدعين؟ أم إن غياب المعايير الواضحة عند استيعاب مدخلات العمل الدرامي يبيح لمنتجي الدراما الحرية المطلقة في كل شيء؟ وأي تغيير اجتماعي يمكن أن تحدثه دراما تدار وتنتج بتلك العقلية؟
التأليف والإخراج "يدالله مع الجماعة"
قد لا يتأثر العمل الدرامي كون المؤلف هو المخرج أو أحدى شخصيات العمل، وغالبا ما تتسم الأعمال المميزة بوجود قاص (صاحب القصة أو الفكرة) وكاتب السيناريو والحوار (عادة يكتب القصة والسيناريو معا) والمخرج الذي يتحمل مسئولية نجاح أو فشل العمل بدرجة كبيرة.
ولا شك إن هذا التمايز يتيح لكل منهم التفرغ لمهامه التي يسخر لها كل قدراته ومهاراته الخاصة، غير أن معظم أعمالنا الدرامية اتسمت باشتراك مخرجيها في مهام التأليف والسيناريو، فبدت وكأنها أعمال جماعية، في المقابل شاهدنا تضخيم واضح في فريق إخراج بعض الأعمال ما بين مساعدين ومنفذين ..الخ ، ومنها ما حمل توقيع أكثر من مخرج من بيت واحد! ولذلك أطلق عليهما بعض نجوم ذلك العمل اسم (الأخوان رايت).
قد يكون للبعض وجهات نظر تحترم في مثل هذا السلوك، على اعتبار إن مجمل تلك الأعمال لا تتسم بوحدة البناء الدرامي كما هو الحال في المسلسلات؛ فهي سلسلة حلقات تمثيلية لكل منها فكرتها وبنائها المستقل، غير أن التمييز ممكن ومهم مهما كانت المبررات، فاشتراك أي مبدع في كتابة فكرة أو سيناريو إحدى حلقات العمل لا يعني أن يوضع اسمه في قائمة كتاب العمل طيلة الشهر وكذلك بالنسبة للإخراج، وقد رأينا إن بعض الأعمال العربية المماثلة كانت تشير إلى فكرة الحلقة واسم صاحبها أو كاتبها بعد اختفاء اسم المخرج قبل بداية المشهد الأول من كل حلقة. أعتقد إن ذلك سيجعل الأمر أكثر شفافية وكل طرف قادر على تحمل مسئوليته تجاه أفكاره وجهوده بشكل منصف وعادل، لا سيما عندما يوجه الانتقاد لهذه الحلقة أو تلك.
أما إذا كان الجميع يشتركون في كتابة قصة وسيناريو كل حلقة من حلقات السلسلة، فذلك يؤثر بشكل أو بآخر على اتساق وتناغم وإيقاع وبناء مشاهد الحلقة الواحدة، كما ينم عن وجود مشكلة عويصة فيما يتعلق بقدرات ومهارات معالجة السيناريو وكتابة الحوار، وقد يعكس في ذات الوقت عدم الاتفاق بين الكاتب والمخرج حول الأفكار المطروحة، غير أن تعديل أي من الأفكار الأساسية لا يعني بالضرورة إشراك صاحبها بالمسئولية، لأنها معالجات طبيعية يتفق بشأنها المخرج مع الكاتب لا أكثر ولا اقل. أدرك تماما إن المسألة قد لا تكون غريبة ولا تعتبر من المنهيات أبدا لكن في سياقات مبرره وطبيعية، أما أن تصبح ظاهره لمجرد الاعتقاد بان اشترك البطل والمخرج في الكتابة كان سببا في نجاح العمل (س)! فذلك أمر غير مسلم به على الإطلاق.
أنا بصراحة لا أريد أن أصل إلى قناعة المخرج عادل عبد الباري بان بعض المشتغلين في الدراما المحلية لديهم رغبة في ازدواجية الإبداع، حيث "المصور يريد أن يكون كاتبا، والكاتب يريد أن يكون مخرجا، والمخرج يريد أن يكون هو البطل!" على حد تشخيصه للمشكلة، لأن كل ذلك باعتقادي يقع في إطار الضعف الواضح لضبط العملية الإنتاجية.
التمثيل ومعايير الاختيار
ولعل من مساوئ ضعف الإنتاج أيضا ظهور ممثلين لا علاقة لهم بالمهنة، ولم يقفوا يوما على خشبة المسرح (الرافد الأساسي للدراما في كل مكان غير اليمن) فمنهم من يعتقد اليوم بنجوميته رغم إدراكه إن الصدفة فقط دفعته للتمثيل نظرا لغياب التخطيط.
فقد يحتاج المخرج أثناء التصوير لشخصية ما في مشهد معين، فيضطر لاختيار احد الفنيين في مجال التصوير أو الديكور أو الإضاءة، أو احد العاملين في إدارة الحسابات أو الأرشيف أو موظف في احد مواقع التصوير..الخ، وأحيانا قد يكون عابر سبيل إذا كان المشهد (نهاري خارجي)، وأحيانا قد يحضر المخرج أو المنتج مقيل إحدى المناسبات فيصادف وجود شخصية مرحه في المقيل عادة توصف بال(زباج) فيصبح هذا الزباج فيما بعد نجما دراميا!
وقد يفاجأ احد المعنيين بإنتاج وتنفيذ العمل بأحد أقربائه مرسلا من عمة أو عمته أو خاله... كي يجد له عمل فيصبح ممثلا أو فني إضاءة... الخ. المهم أن يدرج اسمه في الكشوف المالية حتى وان لم يعمل شيء!!
ولعل هذا يفسر الثقافة الضحلة لبعض الممثلين الذين أصبحت أدوارهم نمطية، فتراهم كممثلين لا يختلفون عن شخصياتهم الحقيقية، كل ذلك يحدث في حين عشرات المسرحيين المعتقين ينتظرون أدوارهم التي لن تأتي.
وبمناسبة ذكر المسرحيين على لائحة الانتظار، كان احد الأعمال التي فاتها قطار رمضان قد روج إعلاميا بأنه سيفاجئ المشاهدين بممثلين من مصر والخليج منوها إلى انه سيفصح عن أسمائهم في الوقت المناسب! لكنه لم يصرح بأسمائهم حتى بعد الانتهاء من عرض حلقات العمل! ربما سيعلن عنهم في العام القادم! ولعل في ذلك نوع من عقدة النقص وعدم الثقة بالكوادر المحلية والاعتقاد بالنجاح على يد الأجنبي!
هذا الزحام المفتعل في الطرق الخاوية يجعلني في هذا المقام أسجل كلمة شكر وتقدير للفنان المتميز نبيل حزام الذي نأى بنفسه عن التهافت المحموم البعيد عن رسالة الفن، مكتفيا بالظهور الهادئ والمتميز في حلقات (سر الكنز) الموجهة للأطفال، وبسبب قناعة هذا الفنان النبيل بأن الدراما تغني عن مليون خطيب، وعن مليون سياسي، ومليون متحدث.. باعتبارها اقرب وسيلة للتأثير على المجتمع، فانه يستغرب أن تنظر الدولة للدراما على أنها ترفيه وليست حاجة أو قضية هامة في حياة المجتمع!
وإذا كان هنالك من يستحق اللوم لا سيما في جزئية معايير تحديد واختيار الممثلين ، فانه يقع على طاولة الأخوة الزملاء في نقابة الفنانين اليمنيين للمهن التمثيلية، الذين جمعوا أسماء وصور المسرحيين من مختلف المحافظات وكدسوها في أرشيف النقابة حتى تختمر!

الوجه النسائي:
لا شك أن أهم حسنات الإنتاج الدرامي في السنوات الأخيرة تمثلت في وفرة الوجوه النسائية الجديدة التي ظهرت بشكل متنام من عام لآخر، غير أن كثير من الفنانات مثلهن مثل أشقائهن، لم يقفن ذات يوم على المسرح وليس لهن أي خلفية فنية في هذا المجال، لكنهن بتعاون المخرجين وتشجيع المنتجين أصبحن بقدرة قادر ممثلات بين ليلة وضحاها.
ولذلك نلاحظ أن الدراما لم تستفد من هذا الكم النسائي الكبير، بقدر ما كان القطاع التجاري هو اكبر المستفيدين من هذه الوفرة النسائية، حيث بدت بعض الفنانات في تلك الإعلانات أكثر حضورا وإقناعا من المشاهد الدرامية، ربما بفعل الإعلانات المغرية من حيث الأجور التي يزهد فيها منتجو الدراما. ولكم كنت أتمنى أن تتاح الفرصة الكافية للفنانة الرائعة سحر الاصبحي لتؤكد أنها أكفأ الممثلات اليمنيات، لا سيما وأنها من أفضل كوادر المسرح اليمني الأصيل عندما كان المسرح لا يزال ينبض بالحياة!
وباعتبار إن لكل قاعدة شواذ فقد افتقدنا هذا العام إلى التلقائية المقنعة التي تميزت بها الفنانة رضا الخضر، كما لا ننكر بان حضور الفنانة الجديدة التي أدت دور الزوجة الثانية لشعبان القدي كان ملفتا ومحل إعجاب المشاهدين في مختلف الأعمال التي ظهرت عبرها.
للاطلاع على المشاهد السابقة:
من المسئول عن الدراما في اليمن؟ وبأي ذنب قتلت؟ (3 - 6)
من المسئول عن الدراما في اليمن؟ وبأي ذنب قتلت؟ (2 - 6)
من المسئول عن الدراما في اليمن؟ وبأي ذنب قتلت؟ (1 - 6)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.