اختتمت أمس ورشة عمل لمناقشة خطة وطنية لإدارة الكوارث بين العديد من الوزارات المعنية، وممثلي الدفاع المدني في مختلف المحافظات وممثلي المجتمع المدني، بحضور ممثلين عن وكالات الأممالمتحدة والمؤسسات الإعلامية. ووزعت الخطة التي نوقشت على مدى يومين أدواراً ومسئوليات محددة بين مختلف الشركاء للتخفيف من آثار الكوارث، وزيادة جاهزية اليمن لها، وضمان الاستجابة الفاعلة في الوقت المناسب لتلك الكوارث. وتوفّر الخطة إطاراً عملياً للتخطيط بين مختلف القطاعات. ونظم الورشة، التي انعقدت برعاية وزير الداخلية، كلٍ من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والإدارة العامة للدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية، وذلك بنادي ضباط الشرطة بصنعاء. وجاء اللقاء اعترافاً بمستوى تعرّض اليمن لكوارث طبيعية متكررة (كالزلازل، وانجرافات التربة، والعواصف الرملية، وموجات الجراد، والسيول، الخ)، ويعزى ذلك جزئياً لموقع اليمن الجغرافي وبنيته الجيولوجية. ولا يزال اليمن يواجه، بالإضافة إلى الجفاف المتزايد، تحدياتٍ تنموية متواصلة ومتنامية. وهنالك تحديات أخرى تنتج عن الأنشطة البشرية أو عن غياب العمل المناسب في الاستجابة للأزمات والتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية. ودعا اللواء عبد الرحمن البروي وكيل وزارة الداخلية لقطاع خدمات الشرطة، نيابةً عن راعي الورشة، المشاركين إلى الاستفادة المثلى من هذه الفرصة من خلال الانخراط في حوار مفتوح وشفاف من أجل التوصّل إلى استجابة أكثر فاعليةً للكوارث. وأضاف أنه على الرغم من أن اليمن والحمد لله أقلّ عرضةً للكوارث الكبيرة، إلا أننا يجب ألا نتخاذل، مشيراً إلى الأمثلة من مناطق أخرى من العالم قد أن أثبتت أنه لا توجد دولة محصّنة ضد الكوارث. من جانبها أكدت السيدة /فلافيا بانسيري/ الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في اليمن من جهتها على أن "التخفيف من حدة الكوارث والاستجابة لها لا يمكن أن يتحققان إلا من خلال التعاون بين كافة الوزارات المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمانحين، والأطراف الأخرى ذات العلاقة". وأوضحت بانسيري أن "النساء عادةً ما يكنّ بين الضحايا الأوائل للكوارث...، مع ذلك، فإنه ينبغي عدم اعتبار النساء مجرد ضحايا، بل باعتبارهن فاعلات أساسيات في أوضاع الطوارئ". وشددت بانسيري على ضرورة إدماج النساء في المناقشات وعمليات التخطيط المتعلقة بإدارة الكوارث والتخفيف من حدتها، وكذا ضرورة إتاحة الفرصة لهن للتعبير عن هموهن والمشاركة في تلبية احتياجاتهن الأساسية. وهدفت ورشة العملإلى مراجعة العمل الذي تم تنفيذه – بدعم من مكتب الوقاية من الكوارث والتعافي من آثارها التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والحكومة النرويجية—والمتعلق بإنشاء وحدة وطنية لإدارة الكوارث، وبلورة الأسس المتعلقة بإدارة الكوارث وحالات الطوارئ، وتقييم السياسات والإجراءات القائمة المتعلقة بإدارة الكوارث. وتتطلع الوحدة الوطنية لإدارة الكوارث التي تم إنشائها إلى تعزيز العمل الوزاري المشترك الهادف إلى تحقيق التنمية والتعافي خلال مرحلة ما بعد وقوع الكوارث، ضمن نطاق تفويض الوحدة كمنسق لجهود الطوارئ في الاستجابةً للكوارث. وإذا ما تم تعزيز قدرات الوحدة (بالإضافة إلى قدرات الوزارات المعنية) فإنها ستتمكن من الاضطلاع بمهامها المتعددة الأوجه والمتعددة القطاعات بشكل أكثر فاعلية.