شهد مستشفى 22 مايو في ضلاع همدان بمحافظة صنعاء نقلة نوعية في توسيع الخدمات الطبية، وافتتاح أقسام ومراكز جديدة، وتطوير خدمات التشخيص والمعاينة، رغم تداعيات العدوان والحصار. وتركّزت مشاريع المستشفى، منذ مطلع العام الماضي، على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى في إطار خطة استراتيجية أثمرت في الارتقاء بالخدمات الطبية، وإدخال خدمات جديدة لم تكن متوفِّرة منذ ما قبل العدوان. ورغم شحة الإمكانات، وتزايد احتياجات العمل بأقسام ومراكز المستشفى، حققت إدارة المستشفى نقلة نوعية في الخدمات الطبيّة والصحية والعلاجية خلال العام الماضي، والنصف الأول من العام الجاري. أبرز مشروع: ضمن خطته للعام 2021م، نفّذت إدارة المستشفى -بالتنسيق مع مكتب الصحة في المحافظة وبدعم وزير الصحة وقيادة المحافظة- مشروع إنشاء أقسام جديدة، وإعادة تأهيل وترميم أقسام المستشفى، وتزويدها بأحدث الأجهزة، لمواكبة معايير الجودة في الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية، بتكلفة مليون و141 ألفاً و691 دولاراً. شمل المشروع توسعة قسم العناية المركَّزة، وزيادة سعته السريرية من 15 إلى 30 سريراً، منها عشرة أسِرة خاصة بعزل أمراض الجهاز التنفسي الحاد، كما تم تأهيل قسم الأشعة وتزويده بجهاز 'ديجتال' متطوّر لتشخيص الحالات المرضية، فضلاً عن إعادة تأهيل العيادات الخارجية، وافتتاح عيادة القلب، وتزويدها بجهاز تلفزيون (إيكو). وشهد قسم العمليات الجراحية أعمال تأهيل وتجهيز وفق معايير الجودة ومكافحه العدوى المطلوبة، وتزويده بأحدث التجهيزات الطبية ومناظير الجراحة العامة، ولأول مرّة تم تدشين عمليات التجميل، وجراحة الأطفال، والوجه والفكين. حيث تم إجراء ما يقارب ثلاثة آلاف و110 عمليات جراحية، موزعة على مناظير الأذن والأنف والحنجرة، والمسالك البولية، والجراحة العامة، وجراحة الأطفال، والعظام، والمخ والأعصاب، والتجميل، والأوعية الدموية، والوجه والفكين. كما تم تأهيل وترميم مبنى الطوارئ التوليدية القديم وتجهيزه، وافتتاح قسم رقود باطنية للنساء بسعة 12 سريراً، وكذا تجهيز وافتتاح صالتي عمليات لقسم الطوارئ التوليدية الشاملة بما فيها غرفة الإفاقة، مراعاةً لخصوصية المرأة، وتوفير كادر طبي متخصص في أمراض النساء والتوليد، وذلك لتلبية الاحتياجات المتزايدة للخدمات التوليدية. حيث تم، منذ بداية العام الجاري، إجراء ما يقارب ألفا و428 عملية قيصرية وألفين و850 طبيعية مجاناً، بدعم من منظمة اليونيسف والمستشفى. ولمواجهة الاحتياج في تأمين خدمات توفير الأكسجين للحالات المرضية، تم إنشاء محطة الأكسجين بقدرة إنتاجية 100 أسطوانة يومياً، وبناء هنجر للمحطة، وتوفير جهاز، ومنظِّمات شبكة الأكسجين المركزي. ونظراً للحاجة المُلحة في مواصلة استكمال منظومة الخدمات، تم افتتاح قسم التعقيم المركزي، وترميم وتأهيل مبنى مركز الأسنان والمعمل الخاص بالمركز، وتوفير كُرسِيَين مزودَين بالتجهيزات. كما تضمّن المشروع تأهيل وترميم مخازن المستشفى، وتقسيمها بحسب المعايير الطبية المطلوبة لسلامة حفظ وتخزين الأدوية، والمستلزمات الطبية، والتجهيزات، وربطه بالنظام الشبكي الإلكتروني، إلى جانب استكمال تجهيز وتشطيب شقتين في مبنى سكن المستشفى. وشملت جوانب التحديث، في هذا المشروع، تأهيل قاعة التدريب والتأهيل، وكذا تجهيز صالة للاجتماعات، بالإضافة إلى تجهيز معمل خاص بالمطِّهرات والمنظِّفات، وتنفيذ أعمال ترميم وتأهيل لحوش المستشفى، وشبكه دورة المياه والصرف الصحي. ولتعزيز دور المستشفى وديمومة أدائه دون توقف، تم عمل هنجر خاص بورشة الصيانة العامة والطبية، وصيانة الأجهزة والمعدات، وكذا توفير مولد كهربائي بقدرة 200 كيلو وات، ومنظومة طاقة شمسية بقدرة 70 كيلو وات. نجاحات وإنجازات: أوضح مدير المستشفى، الدكتور عدنان الشرعبي، أن من ضمن الإنجازات التي حققها المستشفى زيادة السعة السريرية من 103 إلى 202 سرير، وإجراء عمليات جراحية بالمنظار، وتوفير التجهيزات للمشاريع التي شملتها التوسعة والترميم والتأهيل. وأشار إلى تفعيل خدمات الطوارئ العامة، لاستقبال الحالات المرضية وزيادة السعة السريرية بأقسام الطوارئ العامة، والولادة، والعناية المركزة، والأطفال، ورعاية الخدج، والعمليات والجراحة، وكذا مضاعفة الكادر الفني للمناوبات بأقسام العمليات والعناية المركزة والأشعة والمختبرات والرقود، بما يضمن استمرار العمل على مدار ال24 ساعة. ولفت إلى ما تحقق للمستشفى في مجال مكافحة العدوى، وحصوله على المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية للعام 2019م.. لافتا إلى افتتاح قسم خاص، وتكثيف جهود التوعية والتدريب، وسياسات مكافحة العدوى، وتطبيق أنظمة فرز النفايات. وذكر أن من أبرز النجاحات ترفيع المستشفى من محوري إلى مستشفى عام، وحصوله على الترتيب الأول على مستوى الجمهورية من بين المستشفيات العامة في التقييم الوزاري للعام الماضي. حالات متزايده : وبخصوص كثافة المترددين على المستشفى، أشار الدكتور الشرعبي إلى تزايد الحالات على المستشفى بواقع ألف و700 حالة يوميا.. مبينا أن إجمالي المترددين على المستشفى بلغ، منذ مطلع العام الجاري، 298 ألفا و249 حالة. ولفت إلى أن مركز الغسيل الكُلوي يقدّم جلسات الغسيل مجاناً لنحو 110 مرضى، يتلقون جلسات الغسيل بشكل منتظم إلى جانب الحالات اليومية الطارئة للمرضى من عدّة محافظات. وبيّن أن المركز يستقبل يومياً نحو خمس حالات طارئة إلى جانب المرضى الثابتين.. لافتا إلى أن المركز يحرص على إجراء ما لا يقل عن جلستي غسيل أسبوعياً لكل مريض.. مثمناً ما يتم تقديمه من دعم لاستمرار خدمات المركز بتوفير مستلزمات الغسيل. ترجمة الطموحات: وتطرّق مدير المستشفى إلى التحدّيات التي واجهت المستشفى، خلال السنوات الأخيرة، جراء تداعيات العدوان والحصار، وانعكاسات ذلك على توفير الأدوية للأمراض المزمنة، وقِطع غيار الأجهزة الطبية، وانقطاع الوقود من فترة إلى أخرى. ولفت إلى أن المستشفى تمكَّن من تنفيذ مشاريع المرحلة الأولى من الرؤية الوطنية، من خلال رفع مستوى أداء الكادر، وتعزيز أتمتة النظام الصحي، وتعزيز مشاريع البنية التحتية، وإضافة خدمات لأقسام جديدة، واستحداث مراكز علاجية، وزيادة عدد الكادر الطبي والتمريضي، ورفد المستشفى بتجهيزات طبية وتشخيصية عالية الجودة. وثمّن دور وزارة الصحة، وتعاون قيادة محافظة صنعاء، وجهود مكتب الصحة في المحافظة في متابعة رفد المستشفى بالتجهيزات، وتنسيق دعم مشاريع الصيانة والتأهيل. ورغم التحدّيات والصعوبات، التي فرضها العدوان والحصار، إلا أن مستشفى 22 مايو يشهد إنجازات متوالية لتحقيق مستوى متقدّم في كفاءة وجودة الخدمات الطبية المقدَّمة للمرضى.
