طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقات اليمنية - الصينية.. 58 عاماً من العطاء و النجاح .. إلى الشراكة والبناء !!
نشر في سبأنت يوم 21 - 05 - 2014

تكتسب العلاقات اليمنيةالصينية بعداً استراتيجياً وتاريخياً لما تمثله هذه العلاقة من تطور و نماء وشراكة وبناء جذروها ضاربة في أعماق التاريخ منذ القدم .
وتكتسب أهمية خاصة كون جمهورية الصين الشعبية الصديقة كانت أولى الدول التي بادرت في مساعدة اليمن منذ ما يزيد عن نصف قرن بأهم شريانين حيويين هما طريق صنعاء الحديدة ، وطريق عدن المكلا، إضافة إلى العديد من المشاريع الخدمية والتنموية التي قدمتها الصين الشعبية لليمن منذ ما يقارب 58 عاماً وحتى الآن.
علاقات تاريخية:
وتعتبر العلاقات التاريخية بين الجمهورية اليمنية وجمهورية الصين الشعبية علاقات متينة وقوية ومتميزة وقديمة ترجع جذورها إلى عهد الإمبراطور تشو دي عندما أرسل البحار المسلم تشنغ خه على رأس أضخم أسطول تجاري على مدى التاريخ والذي تجاوز أكثر من مائة سفينة ضخمة بغرض تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية بين الصين وقارتي آسيا وأفريقيا و وصولة إلى ميناء عدن عام 1416 م، فيما قام الحكام اليمنيون بالرد على هذه الزيارة بإرسال بعثة إلى البلاط الصيني مع خطاب وهدايا ثمينة إلى إمبراطور الصين أنذاك، وتعززت تلك العلاقات بزيارة أربع بعثات يمنية الصين خلال فترة حكم أسرة مينغ ( 1368-1644م) عن طريق تجارة الحرير والبخور واللبان البحري الذي ربط الموانئ الصينية بالموانئ اليمنية خلال تلك الفترة، والذي مازال النصب التذكاري للبحار الصيني المسلم تشن خه موجود حالياً في عدن شاهداً للعيان على متانة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين منذ القدم.
علاقات دبلوماسية:
وفي خمسينيات القرن الماضي كانت الدول العربية تواجه تحديات عديدة، في الوقت الذي كانت الصين تعاني من سياسة الحصار والاحتواء، إلى أن جاء مؤتمر باندونغ بإندونيسيا في 18 إبريل عام 1955م، والذي كان له آثار عميقة على العلاقات الصينية- العربية عامة واليمن خاصة، و فتح الباب على مصراعيه لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جميع الدول العربية و الصين،والذي كان من أهم نتائجه، إعلان الوفد الصيني المشارك في المؤتمر فتح صفحة جديدة ومد يد التعاون والصداقة لتسع دول عربية كانت اليمن من أولى البلدان التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في 24 سبتمبر عام 1956م سبقتها بشهور مصر في 30 مايو و سوريا في الأول من أغسطس من العام نفسه.
وتأتي العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية بين اليمن– والصين امتداداً للعلاقات التاريخية القديمة بينهما بهدف تنشيط أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين، حيث عمل البلدان عام 1987 على إنشاء اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وعقدت اللجنة المشتركة منذ ذلك الوقت تسع دورات متتالية شكلت بذلك دفعة قوية نحو مزيد من تطور العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وتعزيز مجال الاستثمارات والمشاريع المشتركة في مختلف المجالات الخدمية والتنموية والصحية والاقتصادية والتجارية والثقافية والبنية التحتية والطرق والجسور والتشييد والبناء.
العلاقات التجارية :
عرفت العلاقات التجارية بين اليمن والصين تطوراً ونمواً متميزاً قياساً بالعلاقات التجارية بين اليمن وكثير من الدول الرأسمالية، حيث احتلت واردات الصين إلى اليمن الشمالي سابقا المرتبة الرابعة خلال الثمانينيات بعد السعودية واليابان وفرنسا، وتأتي بعد الصين كل من المانيا الغربية والمملكة المتحدة وإيطاليا، بينما يشهد التعاون التجاري بين اليمن والصين اليوم نتائج ملحوظة فقد أصبحت الصين الشريك التجاري الأكبر لليمن، وفي العام الماضي وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى رقم قياسي بلغ خمسة مليارات و مئتين وخمسين مليون دولار أمريكي بنسبة زيادة 14.84 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة للعام المقابل له، كما يوجد في اليمن العديد من الشركات الاستثمارية الصينية في مختلف المجالات.
وتعززت العلاقات اليمنيةالصينية بزيارة رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادئ الأخيرة إلى العاصمة بكين في نوفمبر من العام الماضي والتقائه بفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية والتي مثلت تلك الزيارة أهمية بالغة خصوصاً في الظرف الذي يمر بها اليمن عقب عملية الانتقال السياسي للسلطة والتي بشرت بنصف قرن جديد من علاقات التعاون الصاعدة نحو جوهر الآمال والطموحات الثنائية راسخة الجذور و واضحة المسار والمعالم من خلال انتقال هذه العلاقة من مرحلة الوقوف مع الثورة اليمنية والتأييد للوحدة وتقديم المساعدات الخدمية والتعليمية والتنموية إلى مرحلة الشراكة المتقدمة في البناء والاستثمار الاقتصادي.
مشاريع طموحة:
وقد أثمرت زيارة رئيس الجمهورية لجمهورية الصين الشعبية في نوفمبر 2013م عن حزمة من اتفاقيات التعاون الاستثماري والمستقبلي مع جمهورية الصين الصديقة في مختلف المجالات وفي مقدمتها اتفاقية توسيع وتعميق محطة الحاويات بميناء عدن بتكلفة 507 مليون دولار، وكذا في مجال التخطيط والتعاون الدولي والتربية التعليم، والتعليم المهني، فضلاً عن مكرمة الرئيس الصيني شي جين بينغ بإعلانه عن تقديم منحة مالية مجانية لليمن بمبلغ 100 مليون يوان بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية للصين و 50 مليون يوان هدية لوزارة الدفاع اليمنية و 200 مليون يوان قرضا طويل الأجل دون فوائد، لتصل إجمالي تكلفة المشاريع التي ستقدمها وتنفذها الصين في اليمن خلال الفترة القادمة ب700 مليون دولار تقريباً في مختلف المجالات.
وستشكل هذه المشاريع دفعة قوية لعلاقات التعاون القوية والمتينة بين البلدين الصديقين من خلال إسهاماتها الواعدة في تعميق وتوسعه القناه الملاحية الخارجية لميناء الحاويات بعدن بطول 7400 متر وعرض 250 متر وعمق 18 متر إضافة إلى القناة الملاحية الداخلية بطول 3800 متر وعرض 230 متر وعمق 18 متر، ليصل قدرة المناولة في الميناء إلى مليون و500 ألف حاوية في العام الواحد، وكذا في إنتاج الطاقة والكهرباء والبنية التحتية والمطارات واستخراج النفط والغاز والجسور والطرقات والصحة .
العلاقات الاقتصادية والتنموية:
لم تكن المشاريع التي تقدمها جمهورية الصين الشعبية لليمن منذ خمسينيات القرن الماضي مشاريع وهمية او حبراً على ورق، ولكنها مشاريع فعلية بدون قيود او شروط مسبقة تحمل في طياتها الكثير من المعاني النبيلة وقيم التسامح والخير والمحبة بين الشعبين الصديقين والمنفعة لبسطاء وعامة الناس في الريف والحضر وصارت اليوم واقعاً ملموساً تشهدها الأجيال المتلاحقة ومنها كما في المقدمة أهم شريان يربط اليمن بالميناء الرئيسي سابقاً طريق صنعاءالحديدة التي أبدعت أيادي الصينيين فيه فن النحت على الجبال وارتوت الأرض الطيبة بدمائهم الزكية وتخلدت ذكراهم في قلوب الأجيال من الشعب اليمني، وكذا مشروعي مستشفى الصداقة الصينيةاليمنية الحديث بمنطقة سواد حزيز بأمانة العاصمة الذي تم افتتاحه تزامناً مع احتفالات العيد الوطني ال24 للجمهورية اليمنية ال22 من مايو 1990،وكذا مشروع المكتبة الوطنية الكبرى بأمانة العاصمة المقدمين كمنحة صينية وفي قيد البناء والتنفيذ، واللذان سيسهمان في توسيع التبادلات الاجتماعية والثقافية والإنسانية بين البلدين الصديقين، وسنستعرض أهم المشاريع التي قدمتها الصين لليمن على مدى 58 عام.
مستشفى الصداقة اليمنية الصينية (مستشفى 48 النموزجي)
مشروع مستشفى الصداقة اليمنية الصينية المدعوم من قبل الحكومة الصينية لليمن بقيمة 12 مليون دولار أمريكي، وبدا عمله في شهر يونيو عام 2010 م، وانتهى المشروع في 3 يوليو 2013،وتم الاستسلام إلى الجانب اليمني في نفس الوقت ، وللمستشفى أقسام كاملة وله 120 سريرا، وعيادات استقبال خارجية تتسع لأكثر من 500 مريض يومياً، ويجمع تصميم المستشفى العناصر التقليدية للبلدين ووظيفته بصفة عامة مستشفى عام متقدم مجهز بأحدث التجهيزات التقنية، وقد استطاع العمال الصينيون التغلب على فترة الأحداث والصراع التي شهدها اليمن عام 2011م واستمروا في عملهم بكل تفان وإخلاص وإنجازه بالفترة المحددة رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتم، و خلال مطلع العام الجاري2014، قدمت الحكومة الصينية المساعدات الجديدة للمستشفى من المعدات الطبية الحديثة المتقدمة بقيمة أكثر من خمسة ملايين دولار أمريكي ، وسترسل 14 طبيبا وطبيبة للعمل بالمستشفى خلال الفترة القادمة لخدمة المرضى اليمنيين .
مبنى وزارة الخارجية
وأشار التقرير الخاص بالمشاريع الممولة والمنفذة من الحكومة الصينية إلى مشروع مبنى وزارة الخارجية اليمنية الذي بدأ إنشاءه في فبراير عام 2006م بمنحة صينة و انجز المشروع في 30 أبريل 2007، ويقع بمساحة إجمالية تقدر ب550 ألف متر مربع ويضم المبنى الرئيسي على سبعة طوابق وارتفاعه 29.25 متر، والذي افتتحه رئيسا الجمهورية بالبلدين الصديقين أثناء توليهما منصب نائب الرئيس خلال تلك الفترة .
جسر الصداقة اليمنية الصينية بصنعاء
كما ساهمت الصين في تمويل وتنفيذ مشروع جسر الصداقة اليمنية- الصينية بالعاصمة صنعاء الذي بدأ تنفيذه فى شهر مارس 1999م وانجز في ابريل عام 2000م، ويعتبر أول جسر كبري في اليمن، ويبلغ طوله 402 متر و بعرض إجمالي 5ر15 متر ، وساهم في تخفيف حالة الازدحام المروري التي كانت تحصل في ذلك المكان، فضلاً عن إضفاءه منظر جمالي للمناظر الطبيعية والسياحية لصنعاء القديمة.
العلاقات اليمنية- الصينية خلال الفترة (1962-1989م) تاريخ لا ينسى!
-المدرسة الفنية وإعادة تأهيلها :
تميزت علاقات التعاون بين اليمن والصين منذ قيام ثورة سبتمبر 1962م بالتقدم واتساع مجالاتها بفعل المواقف المبدئية والثابته للبلدين تجاه بعضهما اتسمت بالاحترام المتبادل ومعاملة متكافئة وفهم مشترك لقضايا ومصالح البلدين والشعبين الصديقين، واتضحت معالمها من خلال المشاريع العملاقة التي قدمتها ومولتها جمهورية الصين الشعبية منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم، في مختلف المجالات الخدمية، والتنموية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية، ومن أبرزها مشروع المعهد اليمني- الصيني للعلوم التقنية والتطبيقية (المدرسة الفنية سابقاً بحدة) باعتبارها أول مدرسة للتدريب المهني في اليمن تقع بمساحة 66 ألف متر مربع تقريباً ممولة من الحكومة الصينية منذ مطلع ستينيات القرن الماضي و ترمز إلى عمق ومتانة الصداقة الصينية- اليمنية حتى اليوم وذلك من خلال مخرجاتها التعليمية الذي أشرف على تدريبها وتخريجها مجموعة من الفرق والأساتذة والخبراء الصينيين الذين قدموا المهارة والخبرة للطلاب اليمنيين على مدى عقود من الزمن ووصولاً إلى تبوأ بعض مخرجات المعهد مراكز متقدمة في صنع القرار اليمني في بعض هيئات ومؤسسات ومرافق الدولة المختلفة، وبلغ عدد مخرجاتها أكثر من 10 ألف كادر يمني.
مشروع المعهد المهني الجديد بمنطقة بني الحارث:
و تعتزم الحكومة الصينية نهاية العام الجاري البدء في تمويل و تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتحديث المدرسة الفنية (المعهد اليمني الصيني للعلوم التطبيقية والتقنية بحدة " ليواكب المتغيرات وتطورات العصر ويلبي احتياجات السوق ، كون عمره الافتراضي انتهى ولم يعد يفي بالغرض، إضافة إلى اعتزام الحكومة الصينية إنشاء وتجهيز معهد نموذجي تقني صناعي بمواصفات عالمية في منطقة بني الحارث في الضاحية الشمالية من العاصمة صنعاء، بتمويل صيني، ويقوم فريقي صيني مكون من عشرة مهندسين حالياً بدراسة الوضع القائم والموقع ووضع المخططات والتصاميم تمهيداً لرفعها إلى الجهة الصينية للبدء في تنفيذه وإنجازه بأسرع وقت ممكن .
- طريق صنعاء - الحديدة
ساهمت الصين في تمويل وتنفيذ شق وسفلتة طريق صنعاءالحديدة، الذي يبلغ طوله الإجمالي 231 كم، وبدء تنفيذ المشروع عام 1959م ،وتم إنجازه في ثلاثة أعوام فقط وبالتحديد عام 1962م،في الوقت الذي كانت الصين بأمس الحاجة إلى مثل هذه المشاريع،وكانت تعاني من الفقر والجوع والكوارث الطبيعية حيث فقد آلاف من الصينيين حياتهم بسبب الجوع إبان تأسيس جمهورية الصين الشعبية الجديدة عام 1949م، حسب التقرير الخاص المقدم من السفارة الصينية بصنعاء والمتضمن المشاريع التي نفذتها ومولتها الحكومة الصينية منذ ما يقارب 6 عقود ماضية، حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه .
و بين التقرير أن الصين الجديدة لم يكن يمضي على تأسيسها سوى 10 أعوام، وساهمت في تنفيذ وتمويل هذا المشروع الذي يربط بمدينة صنعاء بمدينة الحديدة، العاصمة الاقتصادية سابقاً وميناء الحديدة ، ويعتبر من أهم المشاريع العملاقة وشريان الحياة الرئيسي لنقل البضائع والاستيراد والتصدير الذي كان يربط اليمن سابقاً بالعالم الخارجي، ومن الصعب على الإنسان اليمني أن ينسى قصص عديدة حصلت في إطار المشروع في جوانب الوعد والإنجاز، التضحية وحب العمل، التحدي والمخاطرة، وصولاً إلى النجاحات المنشودة التي امتزجت فيها آمال وطموحات الأجيال من الآباء اليمنيين الذين شاركوا في تنفيذ هذا المشروع مع أصدقائهم الصينيين، الذين عملوا معاً ليلاُ نهاراً وبذلوا التضحيات الجسيمة وخاطروا بحياتهم في المرتفعات وقمم الجبال التي تتراوح ارتفاعها 2000- 3000 مترا فوق سطح البحر، باستخدام أدوات بدائية وأبسط معدات المسح والشق والسفلتة،في سبيل انجاز هذا المشروع الحيوي الهام الذي خلد أسماء فنيي وعمال ومهندسي المشروع بأحرف من نور في سجل التاريخ وذاكرة الأجيال اليمنية المتعاقبة، ولن ينسى اليمنيون استشهاد المهندس العام للمشروع / تشانغ تسي شيوا" أثناء عمله في المشروع وهو في سن 39 عاما، وتم دفنه مع أكثر من 60 شهيدا صينياً في مقبرة الشهداء الخاصة بالصينيين بصنعاء الذين وافاهم الأجل وهم يؤدون العمل في مشروع طريق صنعاء الحديدة، حسب التقرير".
- مصنع الغزل والنسيج بصنعاء
يعتبر مصنع الغزل والنسيج بصنعاء أول مصنع للغزل والنسيج في اليمن بمساعدة من الحكومة الصينية، وأكبر مصنع في منطقة الشرق الأوسط بعد إنجازه، وقد ساهم المصنع بشكل كبير في حل المشاكل من ناحية بيعه القطن اليمني والقماش ليغطي احتياجات الشعب من الملابس الصوفية والقطنية انذاك، وفي عام 2003م قدمت الحكومة الصينية للمصنع قرض بدون فائدة لتنفيذ عملية إحلال آلات ومعدات جديدة، وإدخال تقنية صينية حديثة إلى المصنع، بحيث تغطي طاقته الإنتاجية من 30 إلى 40 بالمائة من احتياجات السوق المحلية من المغزولات المصنعة من القطن اليمني، وأرسلت الحكومة الصينية أكثر من 50 من خبراء التقنية الصينيين إلى المصنع لتقديم خدمة التوجيه المهني والإرشادات .
- مصنع الغزل والنسيج و الصباغة بعدن.
وأفاد التقرير أن مصنع الغزل والنسيج و الصباغة بعدن مكون من عدة منشآت قومية اقتصادية تم إنشاءه بمساعدة الحكومة الصينية في جنوب اليمن ، بحيث تغطي طاقته الإنتاجية 15000مغزلا ، وبدا إنشاء المصنع في نوفمبر عام 1972م ، فميا تم افتتاحه في 30 نوفمبر عام 1975م.
- مستشفى الثورة بتعز
وأوضح التقرير أن الحكومة الصينية أيضاً ساهمت في تمويل وتنفيذ مستشفى الثورة بتعز كمستشفى عام متكامل من حيث البنية التحتية والتجهيزات والذي بدأ إنشاءه في سبتمبر 1973، واستكمل في سبتمبر 1975م وتبلغ مساحته بنائه الإجمالية نحو 9 و 481 متر مربع ويتسع لقرابة 220 سريرا وعدد استقبال للعيادات الخارجية اكثر من 500 مريضا مرة يومية .1966م.. مشيراً إلى أن هذا المستشفى محطة رئيسية يعمل فيها طواقم البعثة الطبية الصينية وعلى مدار 40 عاما في تقديم كافة أوجه الرعاية والاهتمام والخدمة الطبية للمرضي اليمنيين .البعثات الطبية الصينية -
وأفاد التقرير ان الصين بدأت منذ عام 1966م في إرسال بعثة طبية إلى اليمن، وهي أول بعثة طبية أجنبية في اليمن، في ذلك الوقت وعلى مدى 58 عاماً بلغ عدد الأطباء الصينيين الذين زاروا اليمن في بعثات وطواقم طبية مختلفة أكثر من ثلاثة آلاف و500 طبيبا وطبية قدموا إلى المستشفيات اليمنية في مختلف المحافظات للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية المتميزة للمرضى اليمنيين، توفى منهم نحو ثمانية أطباء وهم يؤدون واجبهم الإنساني في اليمن وتم دفنهم في الأرض التي احبوها مقبرة الصينيين بصنعاء.
وأشار التقرير إلى أن هناك نحو سبع فرق طبية صينية بقوام قرابة 90 طبيباً وطبيبة يعملون في اليمن، قدموا خدمات الفحص والمعاينة لأكثر من 2 مليون مريض خلال العام الماضي ومعالجة من 247 ألف مريضاً فيما قامت الفرق الصينية الطبية بإجراء نحو 5749، وإنقاذ حياة أكثر من ألف مريض كانوا مصابين بأمراض خطيرة. وفي نهاية العام الماضي أرسلت وزارة الصحة الصينية وفد من 6 أفراد برئاسة خبير العيون الشهير تشانغ جين شونغ، إلى اليمن لتنفيذ مخيمات جراحية مجانية لطب وجراحة العيون والمساهمة في استعادة الرؤية لعدد من المرضى اليمنيين.
تدريب الموارد البشرية:
ولفت التقرير إلى أن حكومة الصين ساهمت في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية يمنية شاملة من خلال المساعدة في تدريب الموارد البشرية، حيث وفرت الحكومة الصينية عدد من المنح والدورات التدريبية في عدد من المعاهد والجامعات الصينية وذلك بغرض تطوير قدرات الكوادر اليمنية وتوسيع إطار التدريب إلى أكثر من 20 مجالاً من ضمنها: الاقتصاد، والتجارة، والدبلوماسية، والإدارة العامة، والصحة، والثروة الحيوانية والسمكية، والتعليم، والإذاعة والتلفزيون،والتكنولوجيا،والثقافة،وحماية البيئة،والاتصالات،والنقل،والمالية والخ".
الاتفاقيات والبروتوكولات بين البلدين
وبين التقرير أنه خلال مسيرة العلاقات اليمنية- الصينية تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات والمحاضر والبرامج التنفيذية حيث بلغ إجمالي ما تم توقيعه بين اليمن بشطرية وجمهورية الصين الشعبية منذ عام 1962م وحتى 1990 م نحو 38 اتفاقية وبرتوكول شملت مجالات التعاون المختلفة، وتضاعف هذا الرقم منذ قيام الجمهورية اليمنية 1990م وحتى عام 2004م ليصل إلى 47 اتفاقية شملت التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما ارتفعت هذه الاتفاقيات إلى أكثر من 55 اتفاقية ومذكرة تفاهم في جميع المجالات حتى نهاية العام الماضي 2013م.
- المكتبة الوطنية الكبرى
ويعتبر مشروع المكتبة الوطنية الكبرى بالعاصمة صنعاء من أهم وأكبر المشاريع الثقافية والترفيهية على مستوى اليمن المدعومة من قبل الحكومة الصينية لليمن بتكلفة 52 مليون دولار أمريكي كهبة مجانية وأحد المشاريع الهامة التي حددها نائب الرئيس الصيني شي جينبينغ سابقاً (رئيس الصين حاليا) أثناء زيارته لليمن عام 2008م وشهد مراسم توقيع الاتفاق مع نظيره نائب الرئيس اليمني سابقاً و رئيس الجمهورية حاليا، وتقع على مساحة 80 ألف متر مربع يبلغ مساحة الجزء المخصص للمكتبة بنحو 29360 متر مربع، لتسع مليون كتاب ودور للعروض المسرحية والسينمائية وقاعة مؤتمرات كبرى وصالة كبرى للمعارض ومركز تعليمي ومعرض في الهواء الطلق على مساحة تقدر بعشرة آلاف متر مربع ومدرج تقدر مساحته ب 700 متر مربع ، تصميم المكتبة الوطنية الكبرى الحديث وتجهيزاتها المتكاملة ووظائفها المتقدمة في اليمن ، هو من أكبر المشاريع الحضارية والثقافية في اليمن وفي الشرق الأوسط ستصبح أكبر وأحدث مركز لخدمات العلوم والتعليم والتسلية في اليمن ،وأيضا ستغني الحياة الثقافية للشعب اليمني .
مقبرة الشهداء الصينيين بصنعاء
كانت هذه جملة من المشاريع الخدمية والتنموية والصحية والخدمات الإنسانية النبيلة التي قدمها الآلاف من الأصدقاء الصينيين الذين قدموا إلى أرض اليمن عبر البحر والجو، منهم المهندسين والفنيين والمعلمين والعاملين والأطباء، هؤلاء جميعهم عملوا جنباً إلى جنب مع الشعب اليمني بكل ود وتفان وإخلاص من أجل بناء مستقبل يمن جميلاً مزدهراً ، استطاعوا أن يؤلفون ويلحنون بالدم والعرق المشترك سيمفونية رائعة عن الصداقة اليمنية - الصينية، تبرز فيها قصص وملحمة واقعية تجسد حجم وطبيعة التعاون الوثيق الذي يحلق عالياً كل يوم، ويبشر بغد مشرق، ويحكي لنا وللشعب اليمني أن هناك أكثر من 100 من المواطنين الصينيين ضحوا بحياتهم أثناء أعمالهم في سبيل تقديم الدعم والعون والمساعدة للشعب اليمني وهم مدفونيين تحت أراضي اليمن ، في مقبرة الشهداء الصينيين الواقعة في الضاحية الغربية لمدينة صنعاء، على نقطة الانطلاق لطريق صنعاءالحديدة ، مخلدة فيها أرواح أولئك الصينيين الذين بذلوا حياتهم من أجل تطوير وتعزيز الصداقة اليمنية- الصينية ولتبقى للأبد!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.