17يوليو يوماً وطنياً فاصلاً لمسيرة تاريخ اليمن المعاصر ومسيرة الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر ذلك أن الأحداث التي سبقت هذا اليوم قد أكسبته هذا الدور الذي فيه تجلت قدرة هذا الشعب الحضاري العريق على تجاوز كل المخاطر مهما بلغت في اللحظات الحرجة وهذا ما حصل في 17يوليو 1978م بتحمل فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح مسئولية قيادة الوطن, فقد كان قائداً جاء من الشعب ليبدد مخاوفه التي وصلت الأحداث العاصفة المتسارعة إلى حافة كارثية بالنظر إلى ما أفرزته من تعقيدات في الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني مجسداً في عدم قبوله بهذه المسئولية في تلك المرحلة الحساسة والدقيقة إلا في السياق المؤسسي الديمقراطي رافضاً الوصول إلى السلطة على وقع جنازير الدبابات وهدير المدافع بل أشترط أن يكون قبوله لتحمل المسئولية هو نتيجة لإجماع وطني ليأخذ طابعاً دستورياً ديمقراطياً عبر عنه حينها مجلس الشعب التأسيسي ' وبهذه الحكمة والرؤية السياسية العميقة والنظرة الثاقبة قاد سفينة الوطن في وسط بحر يموج بأحداث عاصفة واستطاع بحنكه وشجاعه الربان الماهر أن يوصلها إلى شواطئ الأمان وبراري الأمن والاستقرار ويمضي باليمانيين صوب تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم الوطنية الاستراتيجية وفي مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي كان أبناء اليمن على موعد من تحول الحلم إلى واقع في الثاني والعشرين من مايو 1990م جاعلاً من الديمقراطية خياراً وطنياً ومنجزاً رديفاً للوحدة اليمنية متحملاً مسئولية قيادة الشعب لصون الوحدة ونهجها الديمقراطي في مواجهة أولئك الذين أرادو العودة بالوطن إلى أزمنة الفرقة والتمزق تحدوهم أوهام أن بإمكان مؤامراتهم ودسائسهم تغيير مسار التاريخ والارتكاس به إلى الخلف, وكانت محاولة الردة والانفصال لإشعال حرب صيف 94م لكن كان شعبنا وأبنائه أبطال القوات المسلحة والأمن في ظل قيادته لهم بالمرصاد وكان انتصار ترسيخ الوحدة المباركة لتبدأ بعدها مرحلة التحولات السياسية والاقتصادية والتنموية وليصبح الشعب هو مصدر السلطة عبر مبدأ التداول السلمي للسلطة والمجسدة في الانتخابات النزيهة والشفافة ليصبح الطريق إلى مؤسسات الدولة الرئاسية والبرلمانية , صناديق الاقتراع ولكن التحديات لم تنتهي واستمر أعداء الوطن من الخونة والمرتزقة يحاولون عبر إشعالهم للفتن وافتعالهم للأزمات بإعاقة مسيرة هذا الوطن صوب المستقبل الوضاء بقيادة الزعامة التاريخية لليمن فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح فهو صمام أمان حاضر اليمن وغد أجياله القادمة.