الجهل بالتاريخ سبب أساسي في حدوث النزاعات داخل المجتمعات وتعصب افرادها لهذا الطرف اوذاك ومن هنا لايتم النظر الى القضايا من منظور وطني بقدر ماتغلب على ذلك العاطفة والحمية الجاهلية .. على سبيل المثال التدخل السعودي في اليمن والذي حال دون بناء الدولة اليمنية الحديثة قد لايصدقه الكثيرون بسبب جهلهم للتاريخ وعدم وعيهم وادراكهم لما يحاك ضد بلدهم من مؤمرات داخلية وخارجية انتهت بعدوان بربري وظالم دخل عامه الثالث ودمر البنية التحتية لليمن وقتل شيوخها ونساءها وأطفالها وهو عدوان تم الاعداد له منذ زمن بعيد .. وعليه فقد اخترت هذا الاسبوع للنشر في هذه الزاوية ملخصا لكتاب : السعودية تبتلع اليمن ..لمؤلفه المهندس السعودي يوسف الهاجري كما لخصه موقع المجلس اليمني والذي جاء فيه : ( لم تتوقف محاولات ابتلاع السعودية لليمن يوماً منذ بداية القرن التاسع عشر حتى اليوم، وبقيت أطماعها متأججة لاستغلال الأراضي والمقدرات اليمنية وهزيمة الشعب اليمني .. و الكتاب « السعودية تبتلع اليمن» يوثق بالتاريخ هذه المحاولات التي نعرضها في شكل نقاط رئيسية لنعود مرة أخرى من جديد إلى تحليل موثق لهذا الكتاب الهام في عدد قادم . ونود أن نشير أن الكاتب قد أوضح في مقدمة كتابه .. «أن ما يحز في نفسي وما دفعني إلى الكتابة هو نقص المادة العلمية التي تناولت الموضوع، أو تناثرما في ثنايا الكتب ومتفرقات الصحف والمجلات لفترة زمنية طويلة أو لقدمها وعدم تناولها لمستجدات الأحداث.. لذلك - و لايزال الحديث للكاتب - كان هذا الجهد المتواضع من شخص يشعر بالدين الذي عليه تجاهه. في بداية القرن التاسع عشر الميلادي غزت قوات حزم العجماني اليمن إبان الدولة السعودية الأولى. في عام 1921 مقتل 3000 حاج يمني على يد آل سعود في وادي تنومة وقعت اتفاقية مكة بين ابن سعود والحسن الإدريسي عام 1926 لفصل الدولة الإدريسية عن اليمن. وقعت تحت الضغط اتفاقية تسليم (المجرمين) بين البلدين في 15 يناير 1932 . أعلنت الحرب السعودية اليمنية عام 1934 ووقعت معاهدة الطائف. اشتركت السعودية في قمع انتفاضة 1948 ، و قمع انتفاضة 1955. أججت الحرب الأهلية .. وتسببت في نزيف الدماء على أرض (اليمن السعيد) بعد ثورة سبتمبر 1962 لمدة ثماني سنوات .. وهي الحرب التي ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى واليتامى والأرامل . مارست الضغط عدة مرات لإقالة محسن العيني من رئاسة الوزراء أثناء الحكم الجمهوري. مارست ضغطاً مماثلاً من أجل تعيين نصير السعودية في اليمن / حسن العمري/ كرئيس للوزراء أربع مرات. أشعلت حرب الحدود بين اليمنين عدة مرات بواسطة عملائها . مارست الضغط على الرئيس الحمدي لطرد الخبراء السوفيات واستبدالهم بأمريكان.. وحاولت الانقلاب عليه بمساعدة الشيوخ المدعومين من قبلها في 13 يوليو 1975، ثم في 16 أغسطس 1975، ثم ثالثة في 20 فبراير 1976، ثم رابعة في بداية يوليو 1977 في صعدة حتى تم قتله في أكتوبر 1977. نصبت شخص موالٍ لها وهو الرئيس احمد الغشمي. جندت عبد الله الأصنج كعميل لهم في اليمن. بذلت جهود مستميتة لمنع حصول الوحدة بين البلدين. حاولت اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح.. وكما شاركت في محاولات الانقلاب الأخرى ضده والتي كان آخرها في مايو 1987. تسببت في المصادمات الحدودية التي تقع كل عامٍ تقريباً، حتى آخر صدام عام 1987 . تدخلت في انتخاب مرشحين لمجلس الشورى اليمني في منتصف 1988. شاركت في عشرات بل مئات التدخلات الصارخة في الشؤون الداخلية لليمن. دعمت حرب الانفصال والانفصاليين بالمال والسلاح عام 1994. تسببت في نزيف الدماء والمهانات والتطاول على أكبر الشخصيات في اليمن. كذلك استغلت المال بصورة مقززة في علاقاتها مع اليمن، مستفيدة من ضعف الموارد المادية في اليمن في هذه الفترة من الزمن..فزيادة الدعم أوإنقاصه أو قطعه مرتبط بارتهان النظام في اليمن بسياسة آل سعود. تدخلت في الشؤون الداخلية لليمن بدعمها العسكري المباشر لمعارضي اليمن الجنوبي سابقا وإشعال للحرب فزحفت الدبابات والمدرعات وحلق الطيران العسكري السعودي فوق أراضي اليمن ليقصف ويقتل ويدمر في اليمن . دعمت عدد من الانقلابات العسكرية باعتراف القائمين بها. تلك هي حقيقة العلاقة بين النظام السعودي والشعب اليمني منذ ما يزيد على نصف القرن ، وخلالها لم تستطع الحكومات المتوالية على حكم اليمن التخلص من هيمنة آل سعود.. وظل الشعب المسلم في اليمن يئن من ثقل هيمنة آل سعود.