من المؤكد أننا أحد طرفي هذه المعركة الذين ستحدد نهايتها الرابح منهما والخاسر إذا فشلا في التوصل إلى صيغة منصفة لتقاسم الربح والخسارة على الطاولة لكننا كذلك لم نكن أصحاب قرار الحرب وليس لنا هدف منها يكون تحقيقه والفشل في تحقيقه معيارا لنصر أو هزيمة, بل لم نكن نريد هذه الحرب ولا مستعدين لها وإنما فوجئنا بطائرات المملكة وتحالفها تمطرنا بقنابلها ونحن نائمون في منازلنا مثقلين بمتاعبنا اليومية ومشاكلنا الداخلية. اتخذت المملكة قرار هذه الحرب وحشدت لها واشترت وحددت لها مصفوفة أهداف- بغض النظر عن مصداقيتها- أعلنها ساستها ونشرتها وسائل إعلامها الرسمية, بل أن المتحدث باسم قوات التحالف صرح في الأيام الأولى أنه تم تدمير 90% من الأهداف العسكرية مؤذنا بذلك بأن إعلان الاستسلام من قبلنا واستكمال ما تبقى من أهداف عاصفة الحزم مسألة وقت والأيام المتبقية على إعادة هادي والتوقيع على فواتير كلفة العاصفة باتت معدودة بقرار الحرب فرضت المملكة على نفسها وعلينا هذه المعركة وبإعلان تلك الأهداف حددت معايير النصر والهزيمة بمدى تحقيقها لتلك الأهداف أو فشلها وبحسب هذه الصيغة التي فرضتها المملكة على نفسها وتحالفها وعلينا أصبح على المملكة وتحالفها أن يسعوا جاهدين للوصول إلى النصر ويكفينا أن نثبت فقط ليأتي إلينا النصر وفي ظل واقع كهذا يصبح الصبر سلاحنا الاستراتيجي الأكبر وشرط انتصارنا الأساسي في هذه المعركة وكل ما يصب في تعزيز الصمود بانتظار النصر هو نصر بذاته وعامل من عوامل النصر, وبالتالي فإن كل ما ينجزه أبطالنا في الجبهات انتصارات بغض النظر عن حجمها ومدى نكايتها بالعدو وإن كان ذلك أفضل بالتأكيد.. النكاية بقوات العدو بكل سبيل والسيطرة على مواقعه ما أمكن ضرورة من ضرورات أية معركة ومعيار مهم من معايير النصر وهي كذلك ضرورة من ضرورات معركتنا هذه مع العدوان أما انتصارنا فيها فمرهون بثباتنا لقد انتصرنا يوم أطلقنا أول طلقة في وجه هذا العدوان ولو لم يبق لدينا في نهاية هذه المعركة إلا مترس واحد صامد في وجه العدوان فذلك يعني أننا انتصرنا.