ما أتعس حظ الشعر والشعراء.. حين اعتبرهم بعض الخلفاء زخرفة يزينون بها مجالسهم ولوناً من ألوان المتعة والتسلية وقضاء الوقت.. وفرضوا هذا الذوق على الشعراء فرضاً، بل وقاموا بحبسهم إن لم يستجيبوا لنزواتهم ومطالبهم.. بقلم: عبدالله البردوني* واذا كنت في شك مما نقول فهاهو الشاعر أبو العتاهية الذي عزف عن نظم شعر الغزل, وأعرض عن مباهج الحياة وعكف على حياة الزهد بعد أن اخفق في حبه لعتبه، ولكن ذلك الموقف الخاص بالشاعر لم يعجب الخليفة هارون الرشيد فأمر بحبسه، وحلف ألا يخرج منه حتى يقول شعر الغزل. وذات يوم استدعى هارون الرشيد- أبا العتاهية من السجن مع مسجون آخر.. وأمر الخليفة بقتل زميله امامه ثم وجه حديثه الى أبي العتاهية قائلاً: أظنك قد ارتعت يا أبا العتاهية.. •فأجابه أبو العتاهية بالقول: دون ما رأيت تسيل النفوس يا أمير المؤمنين ويسأله هارون الرشيد أو ما رجعت عن إصرارك؟ • فقال: لا.. ويقول هارون الرشيد لحراسه ردوه الى سجنه، والله لا يخرج حتى يقول الغزل.. وأعيد أبو العتاهية الى السجن ومر يوم وليلة.. وهارون الرشيد يتسامر مع أصحابه والمغنية تشدو ببيت شعري واحد، فقال هارون ما احوج البيت هذا الى بيتين آخرين، فكتب الى أبى العتاهية وهو في سجنه ان يكمل البيت ببيتين آخرين فكتب أبو العتاهية معتذراً عن أداء هذه المهمة قائلاً: شغل المسكين من تلك المحن فارق الروح واخلى من بدن ولقد كلفت أمراً عجباً اسأل التفريج من بيت الحزن فأخذ الناس يتشفعون لأبي العتاهية عند هارون ويحاولون إقناع أبي العتاهية حتى كتب إلى هارون قائلاً: بأبى من كان في قلبي له مرة حب قليل فسرق يا بني العباس فيكم ملك شعب الاحسان منه تفترق انما هارون خير كله مات كل الشر من يوم خلق وأضطر أخيراً الى ان ينزل من كبريائه ويقول: يابن عم النبي سمعاً وطاعةً قد خلعنا الكساء والدراعة ورجعنا إلى الصناعة لما كان سخط الإمام ترك الصناعة •هل تعرف الفرق بين كلمة الميت بتشديد الياء والميت بسكون الياء؟ تقول لغتنا: الميت بتشديد الياء هو الذي سيموت.. يقول تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) أي ستموت وستموتون. أما الميت بسكون الياء فتطلق على من مات فعلا... يقول تعالى : (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً)..