وضمن مسلسل الصراع اليمني - اليمني قديما على المال والنفوذ والسلطة واستعار الحروب الدامية بينهم بشكل جنوني وعبثي ' تخبرنا كتب التاريخ ومصادره العديدة : أن « المكرب كربئيل وتر الأول « قام إثر تغيير لقبه من.مكرب إلى ملك بشن سلسلة حملات عسكرية واسعة وعنيفة استهدفت خصومه ومعارضيه ' وخلد انتصاراته ومعاركه في كتابة تركها في مدينة صرواح حاضرة السبئيين القديمة وعاصمتهم الدينية ' ولم يكتف بذلك فقط بل قام هذا الملك بجمع الممالك الأربع وكل الإمارات الصغيرة تحت حكمه.في أعقاب حملات عسكرية خلفت تسعة وثلاثين ألف قتيل وثلاثة وسبعين أسير «. وبعد أن أستتب وخلص الأمر لهم شرع السبئيون في إقامة مستعمرات تجارية لهم في مواضع متعددة من شبه الجزيرة العربية أبرزها مملكة كندة التي أقاموها في نجد ومستعمرة أخرى لهم في أكسوم بشمال الحبشة ( اثيوبيا ) حاليا ونقلوا نظام كتاباتهم القديمة إلى تلك المناطق والمستعمرات. وفي مرحلة لاحقة من تاريخ السبئيين القديم وتحديدا في القرن الرابع ق . م ' انتقل الملك في سبأ لأبناء همدان بقيادة الملك « وهبئيل يحز « ' وكان الهمدانيون آنذاك هم سادة المرتفغات الشمالية الغربية من اليمن . وقد ظهر الهمدانيون هؤلاء في فترة مضطربة ومربكة في تاريخ مملكة سبأ واليمن القديم بشكل عام ' وحاولوا فرض تقديس إلههم « تألب ريام « على باقي القبائل اليمنية ولاقوا لذلك معارضة واسعة . وما إن حل القرن الثالث حتى وجدت مملكة سبأ نفسها وجها لوجه أمام تحد جديد وخطير يتمثل في ظهور مايشبه حركة العصيان والتمردات والمواجهة مع خصوم جدد أقوياء ' حيث شهد القرن المذكور تحالف ممالك حضرموت ومعين وقتبان « واعلنوا استقلالهم عن مملكة سبأ وتبادلت الممالك الأربع موازين القوى والسيطرة على البلاد لفترة ' فسيطرت معين على الطريق التجارية وأقاموا مستعمرة لهم في ديدان « فيما سيطرت مملكة قتبان على حضرموت عام 230 ق . م . وبحسب ماتضمنته مصادر التاريخ المختلفة : فعلى أواخر القرن الثاني ق .م ضعفت مملكة سبأ ودب في داخلها الخلاف والصراع على الحكم واقتصر حكم سلاطينهم على مأربوصنعاء وازدادت الفوضى والصراع بين مملكة سبأ ومملكة حضرموت.ومملكة قتبان ' وكان كل طرف آنذاك يقاتل لأجل الصدارة ' وتمكنت مملكة سبأ حينها من فرض هيمنتها على مملكة معين وأحرقت مدينة تمنع عاصمة مملكة قتبان وتقول كتب التاريخ :» إن ملك سبأ إيلي شرح يحصب قضى جل فترة حكمه في خمد التمردات وحركات المعارضة لنظامه ' وبحلول العام 25 ق . م كان السبئيون القوى المهيمنة على جنوب شبه العربية من جديد بعد أن قوي سلطانهم ونفوذهم ' وفي نفس العام أرسل الإمبراطور الروماني « أغسطس قيصر « حملة عسكرية لغزو اليمن بقيادة حاكم مصر للروماني « ايليوس غالوس « وجاءت هذه الحملة العسكرية بعد أن امتلك الرومان معلومات جغرافية وسياسية واقتصادية عن اليمن وإن كانت هذه المعلومات ضئيلة ومتناقضة كانت سببا إلى جانب تعمد التضليل في إبادة الجيش الروماني لغزو اليمن وقوامه عشرة آلاف منهم قتلوا أمام أسوار مأرب عاصمة سبأ فيما لقى بقية أفراد الجيش مصارعهم في الطريق بسبب الجوع والعطش ' وتمكن قائد الجيش الروماني غالوس وصديقه « سترابو» من الإنسحاب والفرار إلى الإسكندرية بمصر ' وهناك قام الرومان بإعدام دليلهم النبطي الذي ضللهم في الطريق إلى غزو اليمن بتهمة الخيانة « .. ويشير العديد من المؤرخين والإخباريين إلى أن اليمن شهدت في أعقاب فشل الحملة العسكرية الرومانية لغزو البلاد قديما ادعاء عدة قبائل وفصائل متنازعة ومتنافسة حقها في الملك والسيادة ومن ابرز تلك.القبائل المتصارعة همدان وحمير تحديدا ' فكان هناك.زمنئذ ثلاثة زعماء يلقبون أنفسهم بلقب ملك سبأ وذو ريدان ' وتمكن الحميريين من السيطرة على صنعاء عام 100 بعد الميلاد لمدة ثمانين سنة حتى طردهم أقيال من حاشد عام 180 بعد الميلاد واستمرت المعارك القبلية الصغيرة بين الفريقين حتى تمكن الحميريين بقيادة « شمر يهر عش « من القضاء على كل الإقطاعيات ودخلت اليمن بعدها مرحلة الحكم المطلق للحميريين الذين اتخذوا من ظفار عاصمة لملكهم وقاموا بإلغاء النظام الإتحادي الذي كان سائدا أيام دولة السبئيين «.. ..... يتبع ......