أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية السيدة (أرزولا بلاسنيك) في ختام مباحثاتها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين في عطلة نهاية الأسبوع تخصيص منحة مالية إضافية لدعم القطاع الصحي الفلسطيني في غزة،بقيمة نصف مليون يورو مع التأكيد في نفس الوقت على متانة الروابط والشراكة النمساوية مع إسرائيل. وقالت الوزيرة (أرزولا بلاسنيك) في بيان صحفي وزعته وزارة الخارجية في فيينا أمس الأحد 3/ديسمبر/2006 إن النمسا ترتبط اليوم مع إسرائيل بشراكة حيوية قائمة على الثقة المتبادلة رغم ما وصفته بمشاعر الألم التي تركها الماضي، وهي إشارة إلى ما تعرض له اليهود في النمسا من ملاحقات أثناء الحقبة النازية. وأضافت تقول لدى افتتاحها مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني في القدس يوم أمس الأحد مؤتمراً لتعزيز العلاقات بين النمسا وإسرائيل بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين إن الانفتاح والصداقة والمصالح المتبادلة والمشاعر العميقة التي توحدنا اليوم، تشكل وخاصة بالنسبة لي باعتباري من الجيل الذي ولد بعد وقوع " مأساة الهولوكوست" خبرة متميزة. وأكدت الوزيرة (أرزولا بلاسنيك) قائلة بأن النمسا تعترف بماضيها، وتعمل لتحقيق مزيد من الفهم ومن أجل تخفيف آلام الماضي ونقلها وتوضيحها، مؤكدة بأن هذه الخلفية من شأنها أن تزيد التقارب بين البلدين. وأعادت الوزيرة النمساوية إلى الأذهان ما قدمته حكومتها لإسرائيل واليهود، وأشارت في هذا الصدد إلى إنشاء صندوق وطني لتعويض ضحايا النازية، وسن تشريعات قانونية توفر الضمانات الاجتماعية المختلفة لليهود النمساويين. وأثنت الوزيرة (أرزولا بلاسنيك) على مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود أولمرت، وقالت في هذا الصدد " تتوفر الآن فرصة نادرة ودعوة حاسمة وصريحة من أجل السلام أطلقها أولمرت قبل أيام ، حيث مهد الطريق لمستقبل أفضل بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين " وذلك على حد تعبير الوزيرة النمساوية. ومضت تقول " هناك حاجة للتحلي بالشجاعة وتجاوز مشاعر الخوف لدى الجانبين لاستغلال هذه الفرصة وتحويلها إلى خطوات ملموسة ". وأكدت استعداد الإتحاد الأوروبي لدعم ما سمته بالتحركات الإيجابية الأخيرة وبشكل دائم، وقالت " أن توفر الثقة يعتبر جزءاً أساسياً في أية علاقة، وهناك حاجة لمزيد من الوقت والصبر والالتزام من أجل إعادة الثقة، مؤكدة بأن الشرق الأوسط يحتاج وبشكل ملح لمثل هذه الثقة ". من جانبها شكرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية نظيرتها النمساوية السيدة بلاسنيك على مواقفها أثناء الرئاسة النمساوية للإتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من 2006، وقالت في هذا الخصوص " نحن نثمن حكمة الوزيرة بلاسنيك والالتزام الذي أبدته حكومتها ولاسيما ما يتعلق بالشرق الأوسط ". هذا وقد أجرت وزيرة الخارجية النمساوية خلال وجودها في القدس سلسلة من اللقاءات مع كل من رئيس الحكومة أولمرت ونظيرتها الإسرائيلية ليفني، كما وضعت أكليلاً من الزهور عند النصب الخاص بالهولوكوست. وعلى صعيد آخر يتصل بزيارتها للأراضي الفلسطينية المحتلة أفاد بيان صحفي آخر صادر عن وزارة الخارجية النمساوية أمس الأحد بأن الوزيرة بلاسنيك التقت في غزة ورام الله مع كل من الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس والنواب المستقلين، السيد زياد أبو عمر والسيدة حنان عشراوي والسيد مصطفى البرغوثي، كما اجتمعت بسيدات فلسطينيات ناشطات في منظمات المجتمع المدني بهدف إبراز اهتمام النمسا بتحسين أوضاع النساء في المنطقة. وصرحت الوزيرة بلاسنيك وحسبما جاء في البيان بأن هناك عناصر كثيرة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط مطروحة على الطاولة حالياً، والهدف يظل إقامة الحوار بين الطرفين بهدف تعزيز الآمال في بداية جديدة للعملية السياسية. وأضافت تقول " لقد مد أولمرت يده للسلام خلال خطابه في 27 نوفمبر الماضي، ويتعين على كافة الأطراف في الوقت الراهن تعزيز اتفاق الهدنة، والعمل بنشاط لاستعادة بناء الثقة والتغلب على المسائل العالقة ". وأوضحت الوزيرة بلاسنيك في أعقاب لقائها بالرئيس الفلسطيني قائلة " بأن الشعب الفلسطيني له الحق في مطالبة قيادته السياسية بالتعاون مع بعضها البعض وليس التناحر فيما بينها، إذ يتعين مضاعفة الجهود لاقامة حكومة وحدة وطنية ". ومضت الوزيرة النمساوية في بيانها قائلة " إن الرئيس عباس الذي لا يوجد خلاف أو تشكيك بشرعيته الديمقراطية واستعداده للتفاوض مع إسرائيل يحظى بدعمنا الكامل وأن زيارتي له تعتبر تأكيداً على وقوفنا معه واعترافنا بجهوده ". وقالت " إن الوضع الإنساني المتدهور في الأراضي الفلسطينية يعد جزءً من المشكلة، لذا يجري العمل وبكافة الوسائل المتاحة لمواجهة هذا الوضع، وهناك أهمية بالغة لا تقتصر على التخلي عن العنف من قبل الجانبين فحسب بل أيضاً تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي المثير للفزع في الأراضي الفلسطينية، وذلك عند البحث عن سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط ". وشددت الوزيرة بلاسنيك على القول " إن الوضع الاقتصادي المزري وعدم وجود آفاق للمستقبل في الأراضي الفلسطينية يشكل أرضية خصبة لتنامي الغضب والإحباط، الأمر الذي يدعو إلى إزالة هذه العقبات التي تعترض مسيرة السلام ". هذا وأعلنت وزيرة خارجية النمسا في بيانها بأن حكومتها قررت تقديم منحة مالية إضافية بمقدار نصف مليون يورو لدعم القطاع الصحي الفلسطيني، مشيرة إلى إن هذا المبلغ سيخصص لشراء أجهزة طبية ومعدات لعشر مستوصفات طبية في قطاع غزة، بهدف الحفاظ على الخدمات المقدمة للمرضى الفلسطينيين هناك.