وجهت وزيرة خارجية النمسا السيدة (ارزولا بلاسنيك) انتقادا غير مباشر للرئيس الأمريكي جورج بوش وذلك بسبب تحذيره من احتمال وقوع " حرب عالمية ثالثة " إذا ما حصلت إيران على سلاح نووي. وقالت الوزيرة بلاسنيك في تصريح للصحفيين في فيينا نهاية الأسبوع الماضي " يتعين على المرء إن يكون دقيقا جدا في استخدام مثل هذه العبارات". وعلى صعيد آخر أعربت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك عن قلقها بسبب خطط تركيا للتدخل ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق. ودعت الوزيرة بلاسنيك تركيا إلى احترام القانون الدولي مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتفهم حرص أنقرة على حماية مواطنيها من الهجمات التي يشنها المتمردون الأكراد ولكن هذا الأمر يجب أن يقع في إطار القانون الدولي. وأكدت الوزيرة النمساوية انه ينبغي تجنب وقوع هذه العملية العسكرية التركية خوفا من أن تؤدي إلى حدوث المزيد من التوتر وزعزعة الاستقرار في العراق الذي هو يعتبر أساساً " برميل بارود في الوقت الراهن". وعلى صعيد آخر يتصل بإصلاح معاهدة الاتحاد الأوروبي التي اتفق عليها في مؤتمر القمة الأوروبية الذي عقد يوم الجمعة الماضي 19/10/2007 في لشبونة، أبدت وزيرة الخارجية النمساوية اورزولا بلاسنيك معارضتها لفكرة أجراء استفتاء شعبي حول إصلاح هذه المعاهدة. وقالت الوزيرة بلاسنيك في برنامج (الساعة الإخبارية) الأسبوعي الذي بثه التلفزيون النمساوي أمس الأحد 21/10/2007 إن جميع المعاهدات السابقة في الاتحاد الأوروبي بما فيها(اتفاق نيس) المعمول به حاليا اعتمدت عن طريق مصادقة البرلمان عليها دون أن تخضع للاستفتاء الشعبي. وأعربت عن ارتياحها لهذه المعاهدة الجديدة التي تتيح للاتحاد الأوروبي أن يعمل بشكل أفضل مع 27 دولة عضو وتحل محل مشروع الدستور الأوروبي . وأعلنت عن إطلاق حملة إعلامية لوزارة الخارجية النمساوية لتوعية المواطنين النمساويين بمضمون هذه المعاهدة‘ ووفقا لتقدير الوزيرة بلاسنيك فان موقف الدول الأعضاء الصغيرة والمتوسطة الحجم في الاتحاد الأوروبي سيتعزز بموجب هذه المعاهدة التي لا تنطوي وحسبما تقول على أي تناقض مع مبدأ الحياد النمساوي. غير أن حزب الأحرار اليميني وحزب التحالف من أجل مستقبل النمسا (الصغير) شنا انتقادات عنيفة ضد وزيرة الخارجية بلاسنيك ووجها إليها تهمة تجاهل إرادة أكثر من 70% من النمساويين والخضوع لما وصف بسياسة الإملاء الأوروبية على الدول الأعضاء. أما الناطق بلسان حزب الخضر في الشؤون الأوروبية (يوهانيس فوغينهوبير) فاتهم الوزيرة بلاسنيك بعدم الدراية بميثاق الاتحاد الأوروبي الخاص بالحقوق الأساسية خاصة وأن هذه الحقوق ستصبح ملزمة للدول الأعضاء بموجب إصلاح المعاهدة الذي تم يوم الجمعة الماضي في لشبونة.