أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية ( ارزولا بلاسنيك ) بأنه لن يطرأ تغيير في سياسة الحكومة النمساوية الجديدة على الصعيد الخارجي، مؤكدة على وجود حاجة للشروع في مبادرة جديدة و شاملة في منطقة الشرق الأوسط. وقالت الوزيرة بلاسنيك التي احتفظت بمنصبها كوزيرة للخارجية في التشكيلة الحكومية الجديدة التي يرأسها المستشار الاشتراكي (الفريد غوزنباور) في مقابلة مع صحيفة (كورير ) المحلية نشرتها في عددها الصادر يوم السبت 13/يناير/2007 بأن النمسا ستولي اهتماما كبيرا في سياستها الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر القادمة، دون أن تكشف تفاصيل حول هذا الموضوع. وعلى صعيد آخر أعلنت الوزيرة بلاسنيك بان اسم وزارة الشؤون الخارجية النمساوية سيتغير في المستقبل بحيث تصبح وزارة الشؤون الأوروبية و الدولية، انطلاقاً من اهتمام النمسا بشكل أساسي بمحيطها الأوروبي. و أوضحت في مقابلة مع صحيفة ( فينر تسايتونغ ) المحلية في عددها الصادر يوم السبت الماضي أنه من خلال هذا الاسم الجديد سيتم التأكيد على فلسفة السياسة الخارجية المركزية فيما يتعلق بأوروبا بهدف إحياء الشعور بالانتماء إلى أوروبا لدى النمساويين لمواجهة المتشككين في أوروبا الموحدة بسبب الإخفاق الذي حصل في مسألة المصادقة على الدستور الأوروبي الموحد و الجدل المثار لغاية الآن حول ضم أعضاء جدد إلى عضوية الإتحاد الأوروبي و لاسيما تركيا. وفي هذا الصدد أكدت بلاسنيك أنه لن يحدث تغيير في السياسة النمساوية إزاء ضم تركيا إلى عضوية الإتحاد الأوروبي حيث سيستمر النهج الذي يقوم على ما وصفته بالواقعية في المفاوضات والاهتمام بقدرة الإتحاد الأوروبي على استيعاب دول جديدة في المستقبل. وقالت بأن النمسا تفضل إقامة شراكة مع تركيا في الظروف الراهنة و لكن الأمر سيعود في النهاية إلى الشعب النمساوي الذي سيقول كلمته في استفتاء سيجرى حول هذا الموضوع. وحول التشكيلة الحكومية الجديدة التي يرأسها المستشار النمساوي الاشتراكي الجديد ( الفريد غوزنباور ) قالت الوزيرة المحافظة بلاسنيك أن التعاون بينها و بين المستشار الجديد سيستمر كما كان الحال في السابق مع المستشار المحافظ شوسيل مشيرة في هذا الصدد إلى أن وزارة الخارجية تعتبر "منسقا ووسيطا " يعتد به في القضايا الخارجية. وقالت أن السياسية الخارجية التي سنعتمدها لن تكون حمراء ( اشتراكية) أو سوداء (محافظة) بل ستكون "حمراء بيضاء حمراء" وهي إشارة إلى ألوان العلم النمساوي. ومضت تقول بأن الحكومة الجديدة ووزارة الخارجية بالذات ستكمل النهج الذي خطته حكومة المستشار السابق ( فولفغانغ شوسيل ) المحافظة ، لكنها توقعت أن تحدث بعض التغيرات فيما يتعلق بمسألة التعاون في مجال التعاون في تحقيق التنمية و تعزيز دور المرأة، فضلاً عن توسيع عمل وزارة الخارجية بحيث تكون مؤسسة حكومية تقدم المزيد من الخدمات لكي تتماشى مع التطور السريع الجاري في العالم. هذا وتناولت الوزيرة النمساوية علاقات الاتحاد الأوروبي مع الدول الأخرى ولاسيما المجاورة، حيث شددت على أهمية تحسين علاقات الاتحاد مع كافة دول البلقان. وحول ترشيح النمسا لعضوية مجلس الأمن سنة 2009 2010 كعضو غير دائم قالت وزيرة الخارجية النمساوية " نحن ننشط في مجالات مكافحة الفقر و نزع السلاح ونولي اهتماما كبيرا لعمل الأممالمتحدة ونتحمل المسئولية فيها إذ لدينا 1300 جندي نمساوي منتشرين في أنحاء العالم يعملون في إطار قوات حفظ السلام الدولية. و أضافت الوزيرة تقول " إن هذه الالتزامات تجعلنا نهتم بان نكون أعضاء فاعلين في المنظمة الدولية، وفي إطار الدور البارز الذي يضطلع به الإتحاد الأوروبي داخل الأممالمتحدة، إلا أنها شددت على ضرورة أن يكون للدول الصغيرة و المتوسطة الحجم في أوروبا مساهمة ملحوظة في المنظمة الدولية ". وفيما يتعلق بجولاتها الخارجية أبلغت الوزيرة بلاسنيك وكالة الصحافة النمساوية أمس الأحد بأنها ستقوم بزيارة إلى سلوفينيا خلال هذا الأسبوع حيث سيتم ومن بين أمور أخرى بحث مسألة الأقلية السلوفينية في ولاية كيرنتين الجنوبية. وأشارت الوزيرة النمساوية في ختام تصريحاتها بشكل خاص إلى قضية التعريف بالمدن والقرى الواقعة في ولاية كير نتن النمساوية التي يقطنها مواطنون من أصل سلوفيني، من خلال تعليق لوحات باللغتين الألمانية والسلوفينية و حسبما أقرته المحكمة الدستورية العليا في البلاد.