فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    ما لا تعرفونه عن عبدالملك الحوثي    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمير سعودي يكشف تفاصيل مثيرة عن الأسرة الحاكمة في المملكة (5)
جانب من قصة تصدير الارهاب
نشر في يمنات يوم 17 - 08 - 2012

منذ أشهر طويلة؛ ينشر في "تويتر" شخص، تحت اسم مستعار هو "مجتهد"، تفاصيل هامة ومثيرة عن الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية. وبسبب أهمية المعلومات التي ينشرها؛ يعتقد كثيرون أنه أمير سعودي؛ ذلك أن ما ينشره من معلومات حساسة وتفاصيل لا يمكن لأحد معرفتها إلا إذا كان مقربا من الأسرة الحاكمة في المملكة. وبسبب ذلك؛ حظي "مجتهد" بمتابعة كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حتى وصل عدد متابعيه في "تويتر" إلى أكثر من نصف مليون شخص.
بدأ "مجتهد" نشاطه في "تويتر" منذ نوفمبر العام الماضي، مسلطاً الضوء على أبرز الأمراء في الأسرة المالكة السعودية، كاشفاً تفصيل ومعلومات عنهم، وعن السياسة السعودية، والاختلافات والاحتقانات بين الأمراء داخل الأسرة الحاكمة.
"الشارع" تنفرد بنشر بعض تغريدات "مجتهد" في "التويتر" على شكل حلقات، ملتزمة بنشرها كما نُشرت ولا تضاف عليها تعديلات، باستثناء التصحيحات الإملائية واللغوية، ولا تُحذف منها إلا الاتهامات ذات الطبيعة الشخصية، هذه سيجد القارئ في مكانها علامة الحذف هذه (..)، وأي إضافات سيجدها القارئ داخل العلامة [..].
هنا ننقل هذه النصوص عبر تتبعها وجميعها من تغاريد "مجتهد" في "تويتر"، وذلك تطلب العودة إلى أصولها التي نضُدت في شهر مارس الماضي. فقط أجرينا عليها تصحيحات إملائية، ورفدناها بمعلومات هامشية عن بعض الشخصيات والأحداث التاريخية.
تتحدث هذه الحلقة عن خفايا الحكم السعودي، استناداً، كما يقول "مجتهد"، من الوثائق السرية لوزارة الداخلية السعودية.
سُرد هذا الموضوع المهم بطريقة متتابعة لا تُضجر وبتنسيق دقيق للتفاصيل المختصرة. يبدو فيه أن "مجتهد" لديه قدرة على الكتابة، ويتمتع بثقافة مكنته من صياغة المعلومات التي يبدو أنها مستقاة من بيانات وزارة الداخلية السعودية السرية.
هذا الموضوع مفُيد جداً للباحثين في الشأن السياسي، كونه ينفي ويؤكد بعض المعلومات عن التيارات الإسلامية المتطرفة العابثة بالمنطقة، والتي نالت اليمن منها النصيب الأكبر من العناء، وكيف تعاملت معها الحكومة السعودية التي تؤكد التطورات والأحداث أنها صدرت هذه التيارات والجماعات المتشددة إلى العالم.
الشارع - مروان كامل
تحدثنا عن تعامل الداخلية مع التيارات الليبرالية من نشأة الدولة إلى الآن.. وأشرنا إلى تطور هذه العلاقة وانقلابها بالكامل، وتحدثنا عن تعامل وزارة الداخلية ومعلوماتها عن التيارات والجماعات الاسلامية منذ الستينات إلى العام 1990م.. و نستكمل اليوم قصة الداخلية مع هذه التيارات:
حين دخل العراق الكويت، اتخذت الدولة [السعودية] قرار بالموافقة على وجود أمريكي ضخم داخل المملكة، لكن سوقت القرار كما لو كان استدعاء من طرفها بإقرار العلماء. وكان هذا الاستدعاء المزعوم السبب الأول في استفزاز بعض التيارات الإسلامية، ثم تلاه قصة مظاهرة النساء التي ضاعفت هذا الاستفزاز.. فما الذي حصل؟
تفاجأت الداخلية بعدة نشاطات بأشكال مختلفة مبعثرة ليس لها نسق تستطيع تتبعه في تنظيم معين، ولم تحل لغزه إلا بعد مرور عدة سنوات.
أنطلق مجموعة من الرموز، وفي مقدمتهم سلمان العودة، وسفر الحوالي، في نشاط محرج جدا للدولة، وفي نفس الوقت يسحب البساط من تحت العلماء الرسميين، سلمان العودة كون لنفسه جمهور قبل الأزمة، وسع هذا الجمهور بمحاضرة شهيرة اسمها "سقوط الدول"، وكانه يقول فيها أن الدولة السعودية ساقطة لا محالة، وفي نفس الوقت ألقى سفر الحوالي محاضرتين، تحدث فيها عن خطة أمريكا في احتلال الخليج وضعت منذ السبعينات، وكأنه يقول أن الدولة تنفذ مراد أمريكا، وصادف نفس الوقت بروز شخصيات أخرى، مثل ناصر العمر وعوض القرني وغيرهما، في تدفق لمحاضرات ودروس تسجل وتنشر بكثافة. وأستمر هؤلاء المشائخ، وخاصة سلمان وسفر يتحدثون للجمهور خلال الأزمة، متفادين الصراع الصريح مع الدولة، لكن محتوى كلامهم يصب في عداء الدولة.
هذه النشاطات المشيخية لم تتمكن المباحث أن تضعها في إطار مفهوم أو خريطة قابلة للتصور والحقيقة اكتشفتها لاحقا أنها فعلا ليست عملا منسقا.
وفي نفس تلك الفترة كان من المتحمسين ضد الدولة شخص لا يخطر في بالكم، هو عبد المحسن العبيكان، الذي وصل به الحال للذهاب إلى أفغانستان، خلال الأزمة ، ووصل الحماس بالعبيكان ان يطالب الشيخ بن باز باستصدار فتوى بأن الملك فهد سفيه ويجب أن يحجر عليه.
وممن كانوا متحمسين في تلك الفترة ضد الدولة الدكتور أحمد التويجر، الذي كان ينظر لفكرة مظاهرة على غرار مظاهرات جبهة الانقاذ في الجزائر.
هذه النشاطات المبعثرة (تبين لاحقا انها مبعثرة فعلا) اربكت الدولة جدا، ولكن ظهر للدولة انقاذ لم تحلم فيه من تيار تطوع لخدمتها شرعيا بحماس عجيب.
بدأ بعض المحسوبين على طلبة العلم يتكلمون بشراسة ضد سلمان العودة وسفر الحوالي، ويتهمونهما بالحزبية والبدعية والخروج، ويدافعون عن الدولة بحماس. وأول من تصدى لذلك شخص يقال له محمد امان جامي، في الأيام الأولى بعد الأزمة، بعد ظهور أشرطة الشيخين سلمان وسفر، وتبعه ربيع المدخلي وأخرون.
محمد أمان جامي (...) (أثيوبي أو ارتيري) كان قد حصلت له مشلكة، وعلى وشك أن يطرد من البلد، فتوسط له بن باز في الثمانينات، لأن عنده طرف طرب علم، وبقي يحس بحرج وضعه النظامي، وينتظر فرصة يحمي فيها وضعه، ويبقى في البلد برضا السلطة، ولاحت له الفرصة بشن حرب على سلمان وسفر فلم يقصر.
بدأ يتكلم بشراسة في اتجاهين:
1-تبرير تصرفت الدولة في استقدام الأمريكان.
2- التشكيك في سلمان العودة وسفر الحوالي الحزبيين الخوارج... الخ
ألتف حوله مجموعة منهم الشيخ ربيع المدخلي وفالح الحربي، وشخص يقال له المالكي، نسيت اسمه الأول، وبكل أمانة، ومن خلال معلومات دقيقة من داخل وزارة الداخلية، فإن الداخلية لم تصنع هذا التيار، بل راقبته بسرور وقررت استثماره، ولم تستعجل في القرار.
وقبل أن تنتهي معركة الأمريكان في إخراج العراق من الكويت، قررت الداخلية تجنب القمع، لأن الوضع في الداخل هش، وتحملت كثير من النشاطات المحرجة لها، كان من أهمها المظاهرة المناهضة لمظاهرة المرأة، وبيانات ومنشورات كثيرة تداولها المشائخ وغيرهم، فيها احراج شديد للدولة، لكن الدولة أجلت القمع، وكانت نية وزارة الداخلية أن تشن حملة قمع بعد الحرب مباشرة، إذا كانت نتيجة الحرب قوية لصالح المراهنة على الاستعانة بالأمريكان، لكن الداخلية فوجئت بشيء الزمها بتجميد كل خطط القمع، وهو استلام الملك لخطاب موقع من حوالي 400 شخصية كبيرة بمطالب إصلاح سياسي كبيرة.
الخطاب سلمه الشيخ بن زعير للديوان الملكي بنسخة لولي العهد وأخرى للأمير سلطان ونائف وسلمان، وواحدة لهيئة كبار العلماء، وأخرى لمجلس القضاء الأعلى.
أحتوى الخطاب 12 نقطة كلها مطالب جوهرية، أولها إنشاء مجلس شورى، وثانيها محاسبة كبار المسئولين...الخ، وتزكية للخطاب من الشيخ بن باز وبن عثيمين.
غضب الملك من الداخلية التي لم تكن تعرف شيئا عن هذا الخطاب، وجرى بين الملك وسلمان ونائف نقاش ساخن حول قصة البيان (عبد الله كان ما يعرف شيئا). تقرر إجراء تحليل سريع لمعرفة من خلف الخطاب.
وصدر عن هذا التحليل عدة أسماء مرشحة تبين فيما بعد (ثلاث سنوات) أن واحد منها هو الصحيح فقط.
أستدعى سلطان هذه الأسماء، لكن الداخلية تفاجأت بصدمة ثانية وهي انتشار الخطاب في الداخل والخارج، فألغى سلطان المقابلة مع الأشخاص المرشحين.
جمعت الدولة هيئة كبار العلماء لإصدار بيان ضد هذا الخطاب، لكن لم يكن جهد الهيئة مرضي، فكانت الحاجة ماسة لاستخدام جماعة محمد أمان جامي، وردت تقارير المباحث عن النشاط المفيد جدا لتيار محمد أمان جامي، فتقرر استخدام هذا التيار لضرب تيار سلمان وسفر، وجماعة الخطاب الجديد أيا كانوا، ونجحت الداخلية من خلال اختراق هذا التيار، بجيش من المباحث بتشكيلة قابلة للتوجيه، وكلفت الداخلية إمارات المناطق بدعم كل المحسوبين عليه، وزودت هذه المجموعات بتسهيلات مادية ولوجستية لطباعة الكتب ونسخ الأشرطة والمنشورات (وقتها لم يكن هناك انترنت ولا فضائيات) وفرضت وجودها.
لم تكن الدولة وقتها تريد استخدام هيئة كبار العلماء للرد على سلمان وسفر، باعتبار كبار العلماء أوقر وأكبر من أن يردوا على شباب مثل سلمان وسفر، والشيخ الوحيد من هيئة كبار العلماء الذي كان مع التيار الجامي، هو الشيخ صالح الفوزان، الذي كان يرد على سلمان وسفر بنفس طريقة محمد أمان والمدخلي.
وأستمر السجال بين التيارين، وتعقدت القصة أكثر، ولكن الدولة تحاشت القمع والبطش، إلى أن وصلت إلى مرحلة لا تحتملها، وبعدها أنكشف كثير من التفاصيل.
التيار المناهض للدولة أخذ خطين، الأول نشاط سلمان وسفر ضمني (وليس حقيقي)، خاصة من طرف الشيخ سلمان، وكانت الداخلية قد رصدت لقاءات لبعض هؤلاء المشائخ سواء بينهم شخصيا، أو مع الشيخ بن باز، لكن لم تتمكن من معرفة إن كانت تنظيميا أو مجرد لقاءات.
وتبين من خلال التحقيق فيما بعد، انها لقاءات غير منظمة وركيكة إداريا، ولاتمت بصلة للتنظيمات الحركية، ولم يصدر عنها نتيجة نوعية،. لكن الترتيب الأخطر كان نشاط مجموعة نشطاء إسلاميين من جامعة الملك سعود، لم تعرف عنه الداخلية شيئا إلا بعد التحقيقات مع المعتقلين سنة 93 و 94.
هذا الترتيب هو الذي تمخض عنه مذكرة النصيحة، ولجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، وتبين أن مجموعته كان لها الدور الأكبر في الخطاب الذي أشرنا إليه.
إصدرات هذه المجموعة كانت سابقة لتصرفا الدولة واعلى من مستوى التيار الجامي، وكانت تربك الدولة بشكل كبير وتضعها في موقف رد الفعل، بينما كانت قدرات المشائخ حتى المتنورين الواعين منهم (سلمان وسفر) قابلة للاستشراف والتوقع والاستيعاب والامتصاص من قبل الدولة والتيار الجامي.
تبين فيما بعد من خلال الاعتقالات والتحقيقات، أن هذه الأعمال يقف خلها حوالي 22 شخص من جامعة الملك سعود، ومن غيرها، ولكن التشكيلة تغيرت مع الزمن.
بدأت التشكيلة بالفقيه والعواجي وأحمد التويجي والعبيكان والمحامي عبد العزيز القاسم والشيخ الطريري، ثم خرج منها الطريري والتويجري والعبيكان، ثم أنضم إليها عدد من أساتذة جامعة الملك سعود، من أبرزهم الدكتور المسعري، وأسماء أخرى منهم الدباسي والنافع والوكيل والمفتي والحمدان وغيرهم.
وحصل خلال الفترة ما بين أزمة الخليج واعتقالات سنة 1994م أحداث كثيرة هامة، لكن لا تهمنا بقدر ما تهمنا تشكيلات الاسلاميين، التي واجهت الدولة.
المهم هذه المجموعة من جامعة الملك سعود، كانت تلتقي بانتظام وتقابل الشيخ بن باز رحمه الله، وتنسق بشكل ضعيف مع مجموعة المشائخ التي ذكرتها آنفا.
تبين فيما بعد في التحقيقات أن عمل هذه المجموعة كان مرتبا بأهداف واضحة، واللقاءات تتم بطريقة منتجة، لا تقارن أبدا بلقاءات المشائخ الفوضوية.
أعجب ما ظهر في التحقيقات أن كلتا المجموعتين تعمل بمعزل تام عن التيارات الحركية (الإخوان والسروريين) رغم أن بينهما من ينتمي لهذه التيارات.
خدمات وشاية باسم الدين تنتهي بالطرد
نعود للتيار الجامي، الذي ترعرع تحت رعاية وزارة الداخلية، ووصل ذروة نشاطه في منتصف التسعينات، حيث كان وقتها معشوق نائف، بسبب ما يقدم من خدمات.
المضحك أن نائف في البداية كان يعتبر معلومات هذا التيار مسلمات، إلى أن أكتشف بعد التحقيقات، أنهم يؤلفون ويضخمون من اجل رفع رصيدهم عنده، وقد جمعوا ملفا ضخما من تاليفاتهم ورتبه نيابة عنهم شخص اسمى نفسه "أبو عبد الرحمن"، سلم لوزارة الداخلية سنة 1993م، فيه من العجائب ما يصلح للتندر.. طبقا للمؤلف، فإن هناك تنظيما دوليا يجمع الإخوان (مناع القطان) والسروريون (محمد سرور) والترابي والمسعري وسلمان وسفر... الخ بطريقة تشبه المأسونية.
في سنة 1994م، 1995م توفى محمد أمان جامي بسرطان الفم، قيل بسبب دعوة الناس عليه لأنه اكثر من قذف الدعاة بالباطل، وأستلم بعده ربيع المدخلي.
في سنة 1996 أو 1997، صدق ربيع المدخلي نفسه، وأعتقد ان نائف يحبه أكثر من اخوانه، فكتب تقريرا عن نشاط الإخوان المسلمين في المدينة، وتضمن في تقريره أسماء من داخل إمارة المدينة تحت سلطة الأمير عبد المجيد، ولمز في التقرير بالأمير عبد المجيد، أمير المدينة وقتها، لأنه سكت عنهم.
وقتها كانت الصورة بدأت تتضحن من خلال التحقيقات، وحين قرأ نائف تقرير ربيع المدخلي، وتحقق من عبد المجيد، أدرك أن الرجل بالغ قليلا، فطرد من المدينة.
في منتصف التسعينات أدركت الداخلية أن التيار الجامي لا ينفع للمعلومات ولا للتقويم، بل ينفع فقط في الرد على الاسلاميين الاصلاحيين بحجة أنهم خوارج.
وبينما بدأت الصورة تتضح في منتصف التسيعينات، من خلال التحقيق مع المجموعة المحسوبة على سلمان وسفر، حصل تطور أخر أربك الأوراق وهو عودة الجهاديين.
بعد تفجير الرياض سنة 1995م، شنت الدولة حملة اعتقالات بين كل من يمكن تتبعه من اصحاب لتجربة السابقة في الجهاد، ولم تكن الصورة واضحة في البداية، وسبب عدم الوضوح أن عدد كبير من الجهاديين كان متاثرا بسلمان وسفر منذ أيام الجهاد الأفغاني في الثمانينات، ولذك كان هناك خلط بين التيارات.
بعد التحقيق والفرز تبين الخط الفاصل بين هذه التيارات، وقررت الداخلية تخفيف الضغط على تيار سلمان وسفر، لأن الضغط هو الذي ينمي التيار الجهادي.. أما الخط الأخر (جامعة الملك سعود) فقد أثبت انه الأكثر قدرة على المبادرة من الدولة، ففاجأ الدولة بنقل النشاط للخارج بإعلان لجنة الدفاع من لندن.
وهنا استفزعت الدولة مرة أخرى بالتيار الجامي لوصف هذا التحرك بأوصاف أسوء من أوصاف تيار سلمان وسفر، وتصدى التيار الجامي بقوة لمعارضة الخارج.
في هذه الأثناء كانت الداخلية تحاور سلمان وسفر وناصر العمر والبقية داخل السجن، ووصلت إلى تفاهم بالخروج والتريث إلى أن يسمح لهم بالنشاط بشروط.
لم يكن تصرف الداخلية طيبة منها، لكن كان الخوف من التيار الجهادي والمعارضة الاسلامية في الخارج كان السبب في ليونة الدولة وكان المقصود هو التالي:
المقصود أن يتم كسب سلمان والعودة وسفر الحوالي وناصر العمر وامثالهم، بعد مغازلة تدريجية لهم، للوقوف مع الدولة ضد الجهاديين ومعارضة الخارج.
لن أتحدث الآن عن مدى نجاح الداخلية في التفاهم مع سلمان وسفر وناصر العمر، ساتركه لجلسة اخرى، لكن اختم بمعلومة هامة ومثيرة وغريبة جدا.. رغم اعتقال عدد كبير من تلاميذ سفر وسلمان، واعتقال الجهاديين، ورغم حملة الجاميين للوشاية بالجميع، لم تتأثر التيارات الحركية أبدا بالاعتقالات.
التيارات الحركية (الجماعات المحسوبة على الاخوان والسروريين) لم تستهدف من قبل وزارة الداخلية، وكانت الداخلية غير حريصة أبدا في استهدافها، بل لم يستدعى أحد من قيادات هذه التيارات، حتى يطلب منه تجميد نشاط جماعته رغم أنها استمرت في نشاطها الحركي والتنظيمي.
إطلاق سراح مشروط بالاعتذار والتعهد
وصلنا إلى عام 1999م، حين أطلق سراح سلمان وسفر، وتغير المشهد بالكامل، وتغيرت علاقة الدولة بالتيارات الدينية، وخاصة التيار السروري.
كانت أقوى 4 شخصيات بين المعتقلين، قبل 1999م، الشيوخ سلمان وسفر وناصر العمر وسعيد بن زعير، وأطلق سراح الثلاثة وبقي بن زعير، وقبلهم كان قد أطلق سراح الدكتور العواجي والحضيف وأخرين من المثقفين، لكن ثقلهم الشعبي لم يكن بنفس قدر المشائخ الذين ذكرت أسماؤهم.
وفي خطة خبيثة اتفقت الداخلية معهم على إخفاء خبر هذه التعهدات، وبث المباحث إشاعة أنهم خرجوا من السجن دون أي شروط، والدولة تنازلت لهم بعد صمودهم.. وحين أطلق سراحهم أستقبلهم محمد بن نائف في مكتبه، وقبل رؤوسهم وقال لهم: "أنتم مشائخنا، ونحن جاهزون عند طلب أي مساعدة مادية، أو معنوية، أو اعلامية".
وكان هناك مشائخ أقل شهرة من المعتقلين، أخذت عليهم تعهدات مشابهة، وأطلق سراحهم، لكن لم يحضوا بنفس الكرم والترحاب الذي لاقاه الثلاثة.
لم تأتي سنة 2000م إلا وقد أطلق جميع المحسوبين على (انتفاضة بريدة التي كانت بسبب اعتقال سفر الحوالي وسلمان العودة) وهم 600 شخص، ولم يبق إلا الذين رفضوا الاعتذار، والتعهد أمثال بن زعير والسناني.. طبعا هذا لا يتضمن الجهاديين الذين بقي عدد كبير منهم في السجون، بعد الحملة التي تلت تفجير الرياض 1995م، وتفجير الخبر 1996م، والذي سنتكلم عنه لاحقا.
بعد خروج سلمان وسفر وناصر العمر من السجن، عادوا إلى النشاط الدعوي بشكل تدريجي، ملتزمين بالتعهد، وهو استئذان وزارة الداخلية بأي خطوة جديدة.. وكان الانترنت وقتها قد دخل البلد فاقتحموه بقوة، وانشاء كل منهم موقعه، الشيخ سلمان أسس موقع "الإسلام اليوم"، والشيخ ناصر أسس موقع "أنا المسلم"، أما المثقفون فقد كان اشهرهم د. محسن العواجي الذي أسس موقع "الوسطية"، وكانت الداخلية تتابع الجميع ليس بالتجسس، ولكن بالتنسيق لأنهم ملتزمون بالتعهدات.
نجحت خطة الداخلية في احتواء التيارات الاسلامية، من خلال احتواء هذه القيادات التي ابقت لها مصداقيتها من خلال اخفاء خبر الاعتذارات والتعهدات.. وكانت الفترة من بداية العام 1999م، إلى نهاية 2011م، مثالية سحبت فيها الداخلية البساط من القوى الأخرى مستعينة بهذه القيادات، إلى أن جاءت احداث سبتمبر.. وخلال نفس الفترة تفاهمت الدولة مع التيارات الشيعية بتنازلات حقيقية (خلافا للسيطرة على سلمان وسفر بدون تنازلات) وقدمت لهم ثلثي مطالبهم تقريبا.
احتواء الشيعة
علمت الداخلية، من خلال مصادرها في المباحث، وكذلك من خلال علاقاتها مع القيادات الشيعية الاجتماعية، معلومتين مهمتين عن الشيعة استفادت منها كثيرا:
الأولى: أن معظم قيادات الشيعة، ومعهم ايران، لا يريدون سقوط آل سعود، لأن تعاملهم مع نظام همه الوحيد البقاء في الحكم أسهل من نظام همه الدين، الثانية: أن الشيعة المتشددين يمكن عزلهم بتقوية نفوذ القيادات التي تدعو للتفاهم مع الدولة، ومن هناء تم تحجيم وحصار ما يسمى بحزب الله الحجاز.
وكانت الداخلية قد تيقنت أن الشيعة تخلو عن تفاؤل مبالغ فيه بتصدير الثورة، أو عزل الشرقية، وصاروا أكثر واقعية بانتزاع تنازلات لتحسين وضعهم الطائفي.. وبهذا تمكنت الداخلية من شراء قيادات الشيعة:
1- بتحسين أوضاع الطائفة.
2- بالإغداق عليهم حتى صار ما يصل لبعضهم من الدولة أكثر مما يصلهم من الخمس.. وبهذا نجحت الداخلية في محاصرة (حزب الله الحجاز) واعتقلت كثير من كوادره بعد أن الصقت بهم أعمال عنف إلا أن جاءت حرب العراق، فتغيرت التركيبة بالكامل.
المقصود باختصار أن احتلال أمريكا للعراق قوى الشيعة في المنطقة، ومكنهم من اعادة تنظيم أنفسهم بتفاصيل خطيرة رصدتها الداخلية، لكنها مشلولة امامهم.
المهم أن الشيعة جهزوا أنفسهم لكل الاحتمالات، من السكوت والتفاهم مع الدولة، إلى مظاهرات سلمية، إلى عمل عسكري كامل لفصل [المنطقة] الشرقية (التفاصيل لاحقا).
تعذيب وتلفيق تهم ل"أقليات مزعومة"
نعود إلى التيارات السنية، وتحديدا الجهاديين، وماذا حصل لهم في نهاية التسعينات، الاعتقالات التي تلت تفجيرات الرياض 1995م، والخبر 1996م، كانت موجهة لمن سبق أن ذهب لافغانستان، بدرجات متفاوتة، من استجواب عابر إلى سجن مفتوح.
وكانت الأحداث مفاجئة للداخلية، ولم تكن لديها خيوط محددة، والجهاز الأمني ضعيف تقنيا، وخبرة، فلجاء لهذا الأسلوب الأقرب للمسح الشامل من البحث المحدد.. وقتها لم تكن خدمة الانترنت قد انتشرت، ولا وسيلة أخرى لكشف انتهاكات حقوق الانسان، فمارست المباحث أسوء أشكال التعذيب، التي وصلت لحد الاعتداء الجنسي.
المضحك المبكي ان الذين اعترفوا، تحت التعذيب، بتفجير الرياض، كانوا أكثر من ثلاث مجموعات، كل مجموعة تعترف تحت التعذيب ، وسجلت لهم الداخلية بالفيديو، وأخيرا وقعت الداخلية على المنفذين الحقيقيين، عن طريق الصدفة، وبادرت الداخلية ببث شريط الاعترافات لأربعة من المنفذين، رغم ان 4 أخرين فروا لليمن.
اما المجموعات التي اعترفت تحت التعذيب كذبا فقد بقوا في السجن حتى 2000م، حتى يتسنى الناس الخبر، وأخذت عليهم تعهدات بعدم الحديث عن الموضوع.
وفيما كان نائف مسرورا بإعدام مجموعة تفجير الرياض، حصل تفجير الخبر، الذي فاجأ الداخلية وخلط الأوراق، فشنت الداخلية حملة جديدة على الجهاديين، وفي نفس الوقت كانت هناك معلومات لدى الداخلية عن نشاط عسكري ل"حزب الله الحجاز" الشيعي، فاعتقلت عدد منهم في القطيف والدمام والأحساء، ثم وفي نفس الوقت طلبت الداخلية من النظام السوري سنة 1997م، تسليمها شخص كان في ايران، يقال له "الشائب" فقتله السوريون، وسلموه للسعودية جثة، وزعموا أنه انتحر. وسبب قيام السوريين بقتله هو أنهم لم يريدوا أي حرج مع ايران في تسليم مطلوب لديه معلومات عن ايران، وفي نفس الوقت لا يريدون رفض طلب السعودية، فأمر حافظ الأسد الذي يعد من أخبث حكام العرب وقتها، بقتله والادعاء انه انتحر، وتخلص من الحرج مع الطرفين، ثم كان هناك شخص أخر في كندا، يقال له الصائغ، لم يتمكن السعوديون من طلبه، فنسقوا مع الأمريكان أن يطلب من كندا لأمريكا، ثم يسلم للسعودية، وتم الأمر بالقبض على الصايغ.
وحينما تمكنت الداخلية من بناء سيناريو مزعوم يحمل مسئولية تفجير الخبر للشيعة، بينما كانت لدى الداخلية أدلة كافية عن مسئولية [تنظيم] القاعدة !
وكانت مجموعة من القاعدة قد اعتقلت بخيوط لها علاقة بتفجير الخبر، فأمر نائف بإبقائهم في مباحث الجبيل، وشكل لهم فريق تحقيق يتصل به شخصيا فقط.. وتبين أن قصة هذه المجموعة أكثر تماسكا من قصة الشيعة، خاصة وأن بن لادن نفسه تلى قصيدة، في احدى بياناته تبنى فيها المسئولية عن تفجير الخبر، نائف لم يرغب وقتها، ان يعتبر الغرب يواجه تحديا من قلب المجتمع السني، وكان يريد أن يقول أن الخطر من اقليات مدعومة من ايران، فروج لقصة الشيعة.
وبسبب تهلهل القصة، وكثرة الثغرات فيها، اكتفت الداخلية بإيحاءات غير مباشرة عن مسئولية الشيعة، ولم تعلن اعترافات، ولم تنفذ عقوبات ولا اعدامات.. وفيما كانت الاعتقالات في صفوف الشيعة نوعية دقيقة، فقد كنت في صفوف التيار الجهادي السني شاملة، وتعرض كل المعتقلين لأسوء أنواع التعذيب.
والتقرير الذي نشره د. محسن العواجي عن التعذيب في السجون يمثل هذه المرحلة التي فيها من القصص ما يندي له الجبين، وسوف أضع لكم رابطه في وقت لاحق.
تصدير الارهاب
في نهاية التسعينات وجهت القاعدة نشاطها بعيدا عن المملكة في عدن والصومال ومع طالبان ثم كينيا وتنزانيا، فخففت الداخلية عليهم وأطلقت سراح الكثير.
كانت هذه الفترة من أكثر الفترات فشلا في تاريخ المباحث، حيث اكتشفت بعد احداث سبتمبر، معلومات هامة عن نشاط الجهاديين، لكن فاتت الفائدة منها وهي:
أن الجهاديين تمكنوا من تجديد دماؤهم، والاستغناء عن الصف القديم، وتجنيد اعداد هائلة، والنجاح في ايصالها لافغانستان عن طريق ايران وباكستان، وبعد مراجعة كشوف السفر، بعد أحداث سبتمبر، اكتشفت الداخلية أن أكثر من عشرة ألف شخص، توجهوا لباكستان وإيران في الفترة ما بين 1997م و 2001م ولم يعرف مصيرهم.
واستنتجت أن معظم هؤلاء دخلوا افغانستان والتحقوا ب"القاعدة" وأصبحوا من كوادرها الجديدة.
وبعدها وقعت اللائمة الشديدة بين الداخلية والاستخبارات، والحقيقة أن الاستخبارات هي التي تلام، لأن تركي الفيصل أعطاه عبد الله (وقتها ولي العهد) 5 مليارات ريال لملاحقة بن لادن ومراقبته ومن يلتحق به.. وقام عبد الله بهذا التصرف خدمة لأمريكا من أجل أن يقدم لها بن لادن على طبق من ذهب ويقطع عنه المدد البشري، فماذا اكتشف قبل سبتمبر ببضعة شهور..؟
اكتشف عبد الله أن تركي الفيصل وضع ال"5" مليارات في استثمارات خاصة به، واكتفى بشراء بعض المخبرين من باكستان، بميزانية تافهة لا تتعدى بضعة ملايين، ثم جاءت الأحداث لتجبر الداخلية على مراجعة الكشوفات، وتكتشف كيف غفلت الداخلية والاستخبارات عن دخول أكثر من عشرة ألف سعودي لافغانستان قبل سبتمبر.
بقي الحديث عن الفرقة الجامية في نفس الفترة، بداية 1999م، اطلاق سراح الشيخين، سلمان وسفر، إلى نهاية 2001م، أحداث سبتمبر، بعد تصالح الداخلية مع سلمان وسفر وناصر العمر، قلت حاجة الداخلية للفرقة الجامية، لأن مشائخ الصحوة تبلغ مصداقيتهم مئات أضعاف مشائخ الجامية، وكان تفاهم الدولة مع سلمان وسفر وناصر العمر، بمثابة تفاهم مع معظم التيار الديني في البلد لأن مشائخ الصحوة هم الأكثر نفوذا في المجتمع.
وازدادت الحاجة لمشائخ الصحوة بعد وفاة بن باز، 1999، والشيخ بن عثيمين، 2001، مع أن بن عثيمين اختفى عن المشهد قبل اكثر من عام بسبب مرضه.. وكافأت الداخلية شيوخ الصحوة، بتحجيم الجامية بشكل كبير، فأصبحت الجامية تعامل الداخلية والصحويين مثل اخوان يوسف، يحسدونهم على الحظوة عند نائف، وبسبب هذا الحسد وقعت الجامية في تلك الفترة بأخطاء كارثية تسببت في تشتتهم وانقلاب بعضهم داخل البلد، لكن جاءهم دعم لم يحلموا به.. كيف..؟
احتاجتهم الدولة لمساعدة حكام مصر والجزائر والأردن ودول أخر، فطلبت منهم تصدير الفكر الجامي لتطويع المتدينين للحكام في تلك الدول ودعمتهم بقوة.. وفعلا انتشر الفكر الجامي انتشار مفاجئا في تلك الدول إضافة لليمن والخليج واوروبا!!
وتمكن من الالتفاف على بعض السلفيين التقليدين خاصة في مصر. وهذا الجيش من مشائخ السلفية الذين دافعوا عن مبارك، ويدافعون عن الحكم العسكري في الجزائر واليمن وغيرها، هم من نتاج الفكر الجامي القبيح.. نكون بهذا قد غطينا احداث وزارة الداخلية مع التيارات الاسلامية في الفترة بين 1999 واحداث سبتمبر نهاية 2001م.
المصدر" صحيفة الشارع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.