أفادت "اليمن اليوم" مصادر ميدانية قبلية وعسكرية في محافظة البيضاء بأن مسلحي أنصار الله (الحوثيين) أحرزوا أمس تقدماً ميدانياً هاماً في سياق المواجهات الدائرة بينهم وتنظيم القاعدة في مناطق قيفة. وقالت المصادر إن الحوثيين شنوا هجوماً عنيفاً صباح وعصر أمس لاستكمال السيطرة على جبال شبر –المدخل الجنوبي لمديرية ولد ربيع "المناسح" المعقل الرئيس للقاعدة في قيفة ورداع بقيادة آل الذهب وأهم معاقل التنظيم الإرهابي في محافظة البيضاء. وأضافت المصادر أن الهجوم تم بإسناد كبير من الجبهتين الجنوبية الشرقية (جبال الكسارة والفقه الواقعة بين مديرية العرش وقيفة)، والجنوبية الغربية وقاع فيد في الحدود بين رداع وعنس ذمار. ولا تزال الأنباء الواردة من الميدان حتى ساعة كتابة الخبر، متضاربة بخصوص استكمال الحوثيين سيطرتهم على جبال شبر. وكان الحوثيون سيطروا اليومين الماضيين على الجهة الجنوبية لجبال شبر مستفيدين من خلال سيطرتهم على جبال الكسارة والفقه ووادي المحيا المؤدي إلى وادي ثاه المحيطة بالمعارك في هذه الجبهة، وحاولوا أمس الأول استكمال السيطرة على كامل جبال شبر، غير أن مقاتلي القاعدة تصدوا لهم، فيما ساد الهدوء أمس. وفي الجبهة الغربية جهة جبال أسبيل التابعة لعنس ذمار والمطلة على (المناسح) مسقط آل الذهب والمعقل الرئيس للقاعدة في قيفة والتي كان الحوثيون قد تمركزوا فيها، ساد الهدوء طيلة ساعات النهار قبل أن تعود المواجهات في ساعة متأخرة من الليل أسفرت عن سيطرة أنصار الله (الحوثيين) على جبل المكيري الواقع في منطقة حدودية بين الحدا وعنس وقيفة، وفقاً للمصادر. وأمهلت قبائل عنس آل الذهب 48 ساعة لإطلاق سراح 3 من أبناء القبيلة اختطفتهم القاعدة أمس الأول من منطق جرف أسبيل. وتوجه عدد من عقال عنس إلى قيفة بتكليف من الشيخ حسين المقدشي وعلى ضوء ما سيعودون به سيتحدد موقف أبناء عنس من آل الذهب في قيفة. وقال ل"اليمن اليوم" الشيخ محمد حسين المقدشي إن قبيلته كانت قد أقرت عدم السماح لأي جماعة مسلحة بالتمركز في مناطق عنس وأنها ستحمي مناطقها بنفسها، إلا أن القاعدة خطفت أمس (أمس الأول) ثلاثة من أبناء القبيلة، "وما لم يتم الإفراج عنهم فوراً فإننا من سيقاتل القاعدة في قيفة وليس أنصار الله"، مشيراً إلى أنهم ينتظرون عودة الموفدين إلى قيفة. من جهته قال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي في قيفة مقرب من آل الذهب إن قوات الحوثيين المتمركزة في جبال أسبيل عنس قصفت بكثافة اليومين الماضيين على مواقع لأنصار الشريعة (القاعدة). وأحجم المصدر عن التفاصيل إلا أنه أشار إلى أن قصف الحوثيين من أسبيل ألحق أضراراً بالغة في موقعين رئيسيين، وأن خطف ثلاثة حوثيين من أبناء عنس كان رد فعل. إلى ذلك فشل حزب الإصلاح في عقد لقاء قبلي موسع في محافظة البيضاء لمواجهة الحوثيين، حيث انسحب مشايخ ووجهاء موالون للمؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي ومستقلون وممثلو أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني من اجتماع دعا إليه الإصلاح في ديوان عام المحافظة أمس. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر قبلية وسياسية حضرت اللقاء إنهم فوجئوا فور وصولهم ديوان عام المحافظة بوجود وجاهات قبلية موالية لتنظيم القاعدة وعناصر من التنظيم ومن حزب الإصلاح وحزب الرشاد السلفي تردد هتافات تدعو لإقامة الدولة الإسلامية وتطهير المحافظة من الروافض وأنصارهم في إشارة إلى أنصار الله (الحوثيين)، وتوزيع اتهامات ضمنية لمؤتمريين بأنهم من أسقط رداع. وبحسب المصادر فإن الاجتماع كان بهدف تشكيل (تحالف قبائل البيضاء) لحماية عاصمة المحافظة (مدينة البيضاء) ومنع تواجد أي جماعة مسلحة سواء من الحوثيين أو غيرهم، إلا أن انسحاب معظم المدعوين للمشاركة أفشل اللقاء الذي اقتصر بعد ذلك على حزب الإصلاح والقاعدة والرشاد السلفي. من جهته قال حزب الإصلاح في وسائله الإعلامية أمس إن حلف قبائل البيضاء أكد عدم قبوله أي تواجد مسلح لمليشيات الحوثي تحت أي ذريعة أو مسمى يتخذونها، وبعدم السماح بدخولها وتواجدها داخل المحافظة. وأضاف الإصلاح إن حلف قبائل البيضاء أكد في بيان صادر عنه إنه في حال عجزت قوات الجيش والأمن عن أداء مهامها والقيام بواجبها فإن القبائل مستعدة لتحمل مسئولياتها وتجهيز أبنائها من رجال القبائل للدفاع عن المحافظة وعلى الدولة اعتماد تجنيدهم. يذكر أن الإصلاح كان قد أنشأ جيشاً شعبياً من البيضاء ومأرب والجوف أسماه (جيش إقليم سبأ) للقتال دفاعاً عن معاقل التنظيم في الجوف دون جدوى، وطالب حينها من الدولة اعتماد تجنيد مليشياتهم. القاعدة تبث فيديو لعملية ذبح قاضٍ في رداع بتهمة انتمائه للحوثيين إلى ذلك بثت جماعة أنصار الشريعة الفرع المحلي للقاعدة في اليمن التابعة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية أمس فيديو مسجلاً يظهر فيه قطع رأس لشخص قالت بأنه من جماعة أنصار الله (الحوثيين). ويظهر التسجيل المرئي عددا من عناصر تنظيم القاعدة وهم يمسكون رأس شخص في الثلاثينيات من عمره بالقرب من منطقة جبلية يعتقد أنها قرية نائية بالمنطقة الفاصلة بين مدينة رداع ومدينة البيضاء. وتوعدت عناصر القاعدة في التسجيل جماعة الحوثي بمصير مماثل. وقالت مصادر إعلامية في جماعة الحوثي إن القتيل يدعى "أحمد مقبل الرداعي" قاضٍ بمحكمة مكيراس تم اختطافه قبل 25 يوماً مع صهره عقب اعتراضهما من قبل نقطة تابعة للقاعدة. إلى ذلك قالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن الوساطة القبلية التي تتفاوض مع أنصار الشريعة لإطلاق سراح القاضي (الرداعي وصهره) لم تؤكد خبر قتله، حيث لا تزال الوساطة في مفاوضة مع أنصار الشريعة حتى ساعة كتابة الخبر، حسب المصادر.
