استمر طيران العدوان السعودي ومرتزقته، أمس الاثنين، في خروقاتهم للهدنة الأممية واتفاقية وقف إطلاق النار في محافظة تعز والشريط الحدودي مع محافظة لحج، ومن جهة أخرى يتواصل مسلسل الصراع بين عملاء العدوان مصحوباً بتزايد عمليات النهب والسرقة في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية وعسكرية متطابقة بأن خروقات مرتزقة وعملاء العدوان تواصلت في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، مشيرة إلى استهداف مواقع الجيش واللجان في السلال وكلابة والأربعين والجحملية برشاش عيار 12.7، بالتزامن مع وصول 3 أطقم عسكرية محملة بالرشاشات تعزيزاً للمرتزقة بالقرب من الدمغة، أسفل جبل صبر. وطبقاً للمصادر فقد تم أيضاً استهداف مواقع الجيش واللجان في جبل هان المُطل على الضباب والسجن المركزي وحدائق الصالح وحذران، بقذائف الهاون ورشاش عيار 23، ما دفع الجيش واللجان إلى الرد على مصدر إطلاق النيران في مواقع الطرف الآخر. وطالت خروقات المرتزقة، أمس، مواقع الجيش واللجان في منطقة الخلل الواقعة أطراف مديرية المسراخ والمحاذية لمديرية دمنة خدير بالأسلحة الرشاشة والمدفعية، فيما شهدت مديرية حيفان مناوشات ليلية خفيفة جراء استهداف المرتزقة مواقع الجيش واللجان في الهتاري والسويداء. وفي مديرية الوازعية أوضحت مصادر "اليمن اليوم" أن المرتزقة جددوا أمس قصفهم بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون جبل الشبكة وجبل الغاوي وجبل الجرف ووادي الشقيراء، وتم الرد بالمثل من قبل الجيش واللجان، فيما واصل المرتزقة قصف قرية الحريقية ومدينة ذوباب وشرق مدارس العمري في مديرية ذوباب الساحلية بالمدفعية وصورايخ الكاتيوشا. وحلق طيران العدوان السعودي في سماء مديرية الوازعية خلال ساعات الصباح الأولى ليعاود التحليق مجدداً وقت الظهر، مع تحليق مستمر للطيران الاستطلاعي في سماء ذوباب والعمري والجديد بمديرية ذوباب. جبهة كرش بمديرية القبيطة محافظة لحج، هي الأخرى شهدت مواجهات متقطعة ليل أمس الأول وصباح أمس جراء محاولة مرتزقة العدوان التقدم باتجاه منطقة الجريبة غرب مدينة كرش ومنطقة الحويمي شمال المدينة. صراع العملاء من جهة أخرى وضمن مسلسل الصراع بين فصائل العملاء بمدينة تعز، وخصوصاً فصيلي السلفيين والإصلاحيين، أفاد "اليمن اليوم" مصدر خاص، بأن القيادي السلفي عادل عبده فارع قائد ما تسمى (قيادة الجبهة الشرقية) لمدينة تعز، يضغط على ما يسمى ب"المجلس العسكري" الذي يرأسه صادق سرحان، للانسحاب من موقع قلعة القاهرة الاستراتيجي وتسليم الموقع لكتائب ما تسمى "تنظيم حماية العقيدة" التابعة لها، ولتكون مقراً لقيادة الجبهة الشرقية، كونها تطل على عدد من الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجماعة السلفية، مشيرة إلى أن مسلحين من أتباع أبو العباس بدأوا بالانتشار في بعض الطرق المؤدية إلى القلعة، في رسالة ميدانية إلى قيادة حزب الإصلاح، مفادها إصرار كتائب أبو العباس في السيطرة على قلعة القاهرة. ويقع مقر أبو العباس أو ما يسمى بقيادة الجبهة الشرقية حالياً في مبنى الإدارة العامة لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم بعد اقتحامه والسيطرة عليه من قبل عادل فارع ومسلحيه أواخر العام الماضي 2015م. وسبق أن حاول أبو العباس السيطرة بالقوة على موقع قلعة القاهرة في سبتمبر 2015م، حيث كانت القلعة تحت سيطرة قائد العملاء في جبهة الجمهوري مزهر الأديمي، وهو قيادي إصلاحي مقرب من حمود المخلافي، ونشبت حينها اشتباكات خفيفة بين عناصر أبو العباس والأديمي، وانتهت الإشكالية بتسليم القلعة لما يسمى (المجلس العسكري) وهو ما حدث بتاريخ 20 أكتوبر 2015م. وتأتي المحاولة الجديدة من قبل أبو العباس للسيطرة على قلعة القاهرة، بالتزامن مع ازدياد حدة التوتر بين فصيلي السلفيين والإصلاحيين بمدينة تعز، والذي تطور قبل أيام إلى اشتباكات مسلحة، نتج عنها قتلى وجرحى من الطرفين بينهم شقيق حمود المخلافي والحارث رزيق ابن عم قائد كتائب حسم السلفية القادمة من محافظة عدن، فيما أصيب أبو العباس خلال اشتباكات مع منشقين عنه في حي الجمهوري، واغتيل عاقل حارة الشماسي المقرب من أبو العباس برصاص مسلحين مجهولين كما حدث اشتباك مسلح بين قيادي إصلاحي يدعى "عبدالعزيز مدهش، وآخرين من أتباع أبو العباس في مديرية المظفر. وتسيطر كتائب أبو العباس على أحياء "باب موسى، الأشرفية، وادي المدام، والجمهوري، والباب الكبير، ومناطق المدينة القديمة وسط تعز، وأجزاء من منطقة صينة غرب المدينة، ومنطقة النسيرية المحاذية لها، ووادي المعسل جنوب شرق المدينة، فضلاً عن المناطق المجاورة لقلعة القاهرة، وسوق الصميل القريب من إدارة أمن المحافظة. نهب دار العجزة في غضون ذلك، نشبت خلافات حادة تطورت إلى اشتباكات بالأيدي والهراوات وأعقاب البنادق، بين مسلحين من عملاء العدوان في نقطة شارع الثلاثين القريب من منشآت سد الجبلين والسجن المركزي، غرب مدينة تعز، جراء خلاف على اقتسام منهوبات من دار العجزة والمسنين، وكاد الأمر أن يتطور إلى اشتباك بالأسلحة، قبل تدخل عناصر أخرى من العملاء لفض الاشتباك. وكان عملاء العدوان قاموا أواخر الأسبوع المنصرم باقتحام مخازن دار العجزة والمسنين الواقعة بالقرب من السجن المركزي، على طريق الضباب، ونهبوا جميع محتوياتها. ومؤخرا قام مسلحون من حزب الإصلاح الموالي للعدوان باقتحام مستشفى الأمراض النفسية والعصيبة في مدينة النور، ونهب الأجهزة والمعدات، والاعتداء على نزلاء المصحة. وتشهد الأحياء الواقعة تحت سيطرة العملاء عمليات نهب وسرقة واسعة للمنشآت العامة والخاصة ومنازل المواطنين والمحال التجارية.