قوبل قرار اتحاد كرة القدم الذي اتخذه منتصف هذا الاسبوع بتأجيل منافسات الجولة الثالثة من المرحلة الثانية للدوري الممتاز الى مابعد انتهاء الانتخابات البرلمانية بردود افعال غاضبة من مختلف الاوساط الكروية ادارات ومدربين ولاعبين واعلاميين وجمهور، ولعل هنالك اسبابا رئيسة وراء هذا الغضب الجماعي ، من بينها ان موعد الانتخابات حدد منذ اكثر من عام وان روزنامة التوقفات التي اعلنها الاتحاد في مؤتمره الفني قبل انطلاق الدوري لم يدرج فيه هذا الموعد مع المواعيد الاخرى كالمناسبات الدينية والسياسية ، والسبب الاخر ان هذا التاجيل وماسبقه من تاجيلات متكررة ستسهم بلاشك في تجاوز الموعد المفترض لنهاية المسابقة الذي كان الاتحاد حدده في نهاية حزيران من هذا العام ، مايعني تحديدا بعد شهرين تقريبا من بدء عجلة دوران الدوري مجددا في الثالث من الشهر المقبل وهي مدة لاتكفي لانهائه ، لاسيما اذا ماوضعنا في الحسبان ان هنالك تاجيلا اضطراريا اخر يتمثل باجراء المباريات المؤجلة لناديي الشرطة واربيل قبل اكمال الجولات الاخيرة تحسبا لاية اتفاقات محتملة بين الاندية بحسب الاتحاد..!!! لذلك فان التوقعات تشير الى ان موعد انتهاء الدوري المحلي سيكون نهاية الشهر السابع او مع بداية الشهر الثامن وبجملة بسيطة ربما يجهل البعض من صناع القرار الكروي ، معناها فان هذا الموعد سيفرض علينا متابعة دورينا في شهر رمضان وانطلاق نهائيات كاس العالم في البرازيل كما حدث في موسم 2009-2010. مجددا تبرز مشكلة انهاء الدوري بهذا الوقت المتاخر وكانها باتت معضلة لايتمكن احد من فك رموزها فالنهاية المتاخرة للمسابقة تزحف بشكل طبيعي على موعد انطلاقها وهو امر عانيناه خلال السنوات العشر الماضية ولم نتمكن حتى الان من التخلص من تبعاته برغم ان الحل موجود واطاره العام لايحتاج سوى تغليب المصلحة العامة على مصالح الاشخاص او الاندية بصورة ادق بهدف الوصول الى حل ناجع يجنبنا محنة انطلاق الدوري في موعد متاخر.. والحل يقضي بالغاء دوري هذا الموسم ومعه الغاء هبوط اي ناد الى درجة ادنى ، واحتساب نتائج الاندية حتى الدور الخامس او السادس مثلا من المرحلة الثانية بهدف تحديد مراكز الاندية من الاول حتى الثامن تمهيدا لاقامة بطولة بطريقة التجمع لتسمية الناديين اللذين سيمثلان العراق في بطولة كاس الاتحاد الاسيوي للموسم المقبل حيث يتم تقسيم الاندية الثمانية الى مجموعتين تضم المجموعة الاولى اول وثالث وخامس وسابع الدوري فيما تضم المجموعة الثانية ثاني ورابع وسادس وثامن الدوري تلعب في بغداد دوريا من مرحلة واحدة ليتاهل ناديان عن كل مجموعة الى المربع الذهبي وتلعب الاندية الاربعة بطريقة التقاطع وصولا الى المباراة النهائية مع ملاحظة ان يضم الدوري المقبل الناديين المتاهلين الى الدوري الممتاز ليصبح عدد الاندية 18 ناديا على ان يهبط منها اربعة اندية مقابل ان يتاهل ناديان الى دوري الموسم بعد المقبل لنصل الى العدد المثالي للدوري وهو 16 ناديا.
ان اقامة الدوري الممتاز في عز فصل الصيف اللاهب ومايتزامن معه من مناسبتين مهمتين ينبغي التفرغ لهما ولو بشكل مختلف هما شهر رمضان المبارك ونهائيات كأس العالم اضافة الى الجانبين الانساني والصحي الذي يحتم علينا عدم اقحام اللاعبين للعب في اجواء قاسية للغاية قد تصل فيها درجة الحرارة الى 50 او 60 درجة مئوية على خلفية عدم امكان اقامة المباريات ليلا في غالبية ملاعبنا المحلية كونه يعد انتهاكا لحقوق الانسان كما انه في ذات الوقت سيكلف الاندية مبالغ اخرى تدفع كرواتب وعقود اضافية للاعبيها المحليين والمحترفين عند تجاوز التاريخ المحدد لعقودهم.
ازاء ماذكرناه يجب على الاتحاد الذي يفترض انه المسؤول الاول عن الجانب التنظيمي للمسابقة والارتقاء بالمستوى الفني للعبة اتخاذ القرار الصائب الذي سيسهم بلاشك في منح الاندية اسوة بدوريات العالم الاخرى ، مدة للراحة قبل البدء بالاعداد الامثل لبطولة الدوري وربما بطولة الكأس ايضا حيث من الممكن ان تبدأ منافسات الكاس في الخامس عشر من ايلول على ان تستكمل مراحلها اللاحقة بين اسابيع الدوري فيما تنطلق بطولة الدوري في الاول من شهر تشرين الاول الذي من المؤكد بانطلاقته الجديدة سيكون بمثابة (فرمته) لكل ماحصل في المواسم الماضية وفرصة مناسبة للتخلص من اعباء مرحلة لايود احد الخوض بها او العودة اليها اطلاقا.