الإهداء إلى صديقي محمد القاضي ذلك الحزن الجاثم بين ثناياك وتلك العبرات التي تخنقك وذلك الوجع الذي يشق ذاتك حتى تلك الدمعات المتساقطة والنهدات المتتالية والأنات المتصاعدة وتلك الوحدة القاتلة والفراق المؤلم كلها تحكي مأساتك تقول بلغة الصمت انك تتمزق أنك تتفتت أنك تتلاشى تحكي عن رحيل تحكي عن فراق وتحكي عن حلم تبدد تهمس في أذني وتناديني وتخط على صفحاتي أوجاعك وتخبرني عن ابتسامتك المسروقة وضحكاتك المنهوبة ووحدتك المفروضة عن ليل طويل دون أمك ودهرا شاق دون حضنها وسقم قاتلا دون كفها وعن ضياع تبحث فيه عن ذاتك تبحث عن ذاتك في زحام المعاناة وبين تلك الأحزان التي تتقاذفك وهاجس الحنين إلى أحضان أمك لاتبك ياصديقي هي لم تمت حتما هي تسكن دواخلك هي تعيش في أعماقك هي تسامرك بأطيافها تبدد ظلماتك بضحكاتها تطبب جراحك بأكفها لاتبكها لانك لن تنساها لن تفارقك لحظات لن تغادرك هنيهات تذكرها ياصديقي ولكن لاتبكها فدمعاتك ربما تؤلمها ونهداتك ربما تؤذيها وآهاتك ربما تجرحها هي لم تبكيك قط هي لم تجرحك قط إذن تذكرها وأبتسم فهي تسكنك وستظل تسكنك