كم هذه الدنيا خداعة تضيق بنا وتتسع نتوه فيها تنسينا او بالأصح تشغلنا عن الأحباب والأهل والأصحاب كم شعرت بالخجل وانأ أتصفح صحيفة الأمناء هذا اليوم الأحد وقراءة مقال للزميل العزيز نعمان الحكيم عن ابو الشهيدة ندى وما حصل له من مصائب هذه الدنيا الخداعة وانأ كنت اقرب الناس لهذا الرجل تربينا معا وكبرنا معا و وجهنا صعاب هذه الدنيا معا هو بالنسبة لي كأحد أخواني بل كنت اقرب إليه من أخواني فرقتنا مشاغل الحياة والأسرة . وانتقالي للسكن في المنصورة أتذكر حينها عندما ضاقت بنا الدنيا وعزمنا معا للهروب الى شمال الوطن من مكيراس وقابلنا أصعب الظروف كان هذا الرجل مستعد لان يتحمل الجوع والظمأ لتشبع وترتوي كان خدوما بل مضحيا لأجل الصداقة والعشرة أصيل بكل ما تحمله الكلمة من معنا صادف ان تزوج أخي كريمته ولازالت بعصمته وزاد ذلك تربطنا معا هل عرفتم لماذا شعرت بالخجل لأنني لم اعلم بما حدث له سوى من الصحيفة ومقال العزيز نعمان الحكيم لعنت الدنيا حينها كان أخر لقاء به عندما عزيته بالشهيدة و وجدته صبور شامخ متماسك لا تهزه مصائب هذه الدنيا كيف وهو من العمالة الفائضة التي حرمت من حقها في العيش الكريم بسبب لصوص وناهبي الجنوب ومؤسساته .
وكذلك أتذكر انه سجن قبل الثورة الشبابية من قبل نظام شركاء حرب 1994م الظالم المستبد المتكبر باتهامه بتفجير قنبلة في حجيف اتهم جزافا وكان مناضل جسور ضد هذا النظام الظالم أتذكر حينها عندما قابلته بعد خروجه من السجن ومعنوياته عالية قال رغم أنهم عذبوني واتهموني ظلما لكن لن نستكين ولا نتهاون في حقنا وحقوقنا وسيأتي اليوم الذي سنذلهم كما ذلونا صدقت يا صديقي هاهم مذلولين مهانين . واضطر ان يعمل بياع السمك في الشارع لأجل لقمة العيش وهو الأديب والمثقف والموهوب في المسرح وتقليد الشخصيات وله عدة قصائد شعرية ونحن طلاب كنت دائما أقول له أنت ظلمت نفسك وظلموك كثير مواهبك هذه لو كانت في بلد أخر لكنت في وضع أخر المهم لاستطيع أن أقول ولا أرسم لك أسباب بل اعذرني لقد أهملناك وانشغلنا عنك في دوامة هذا الوضع السيئ الذي خطط له ونفذ بإتقان حتى أوصلونا إلى ما نحن فيه توهان وانشغال بعد لقمة العيش وصعوبة الحياة لكنك مسكونا في القلب والوجدان واعذرني .
أخي شوقي كان الله في عونك في هذه الدنيا الخداعة أنت الذي ضحيت وعانيت وأكثرنا ظلما ومعاناة وقدمت ابنتك شهيدة لأجل قضيتنا وسيسجل اسمك وعائلتك في انصع صفحات التاريخ التي سيفتخر بها الأجيال يوما . والقدر لم يرحمك بإحراق منزلك الذي زادك معاناة فوق معاناتك لكنك رافع الرأس شامخ صابر جسور كما عرفناك دائما وثق أن هذه التضحيات والمعاناة سيكون لها تأثيرها الايجابي على قضيتنا في الجنوب وسيأتي اليوم الذي سنشعر جميعا انك كنت جزا من الحل لا من المشكلة وجزا من النصر لا من الفشل وأمثالك قليلين كان الله في عونك ودمت ذخرا للوطن .