" انهضوا أيها العبيد فإنكم لا ترونهم كبارا إلا لأنكم ساجدون " قالها لينكولن مخاطبا شعبه الامريكي قبل مايقارب من 150عاما .وبعدها نهض الشعب الامريكي بكل تلاوينه ,ابيض واسود واحمر ,وانتزع حريته من مغتصبيها من الطغاة وناهبي الثروة في الدولة والمجتمع ونهضت امريكا خلال هذه السنين القليلة لتصبح اقوى دوله في العالم عسكريا واقتصاديا, وتسيره حسب اهوائها. واليوم تتكرر مقاصد هذه الكلمات من رئيس اخر وفي بلد اخر. حيث نرى هادي يخاطب شعبه بالقول: "انهضوا ايها اليمنيون والجنوبيون والحضارم فانتم بعد اليوم لستم عبيدا لحكامكم كما كنتم في السابق ,بل احرارا كما ولدتكم امهاتكم!!!"
هكذا يخاطب الرئيس هادي مواطني الاقاليم الست في الدولة الاتحادية القادمة في بلادنا منذ اقرارها في 9/فبراير /2014م .وهكذا هو يعمل من اجل ان يصبح هذا الشعار واقعا حيا يعيشه كل انسان في هذه البلدة الطيبة كما يصفها رب العالمين بقوله ((بلدة طيبة ورب غفور)).فهل ستشهد بلادنا بداية النهوض والاستقرار في عهد هادي؟؟؟ لأنه قطعا ان تكون حرا, ليس كما ان تكون عبدا, فعطاء الحر وابداعه ليس له حدود.
لم اكن ارغب في الكتابة عن اي رئيس عربي ,فما بالك عن رئيس في بلادنا ,اخرجها حكامها السابقين منذ اكثر من خمسين عاما, عن نواميس الحياه. وبالرغم من انه لازالت في القلب غصه ,تجاه حرمان حضرموت من حقوقها وعدم تحقيق مطالب حلفها حتى الان ,الا انني ارى ان من اللازم علي ,ان اكتب شيئا في حق هذا الرجل الانسان البسيط ,الذي قذفت به الاقدار ليكون رئيسا في بلادنا منذ21/فبراير/2012م ,دون ان يسعى الى ذلك. فلم ارى في هذا الرجل البسيط الا جنديا شجاعا يفتدي بلده بكل ما اوتي من قوه ومن دون اية بهرجه اعلاميه من حوله .لم يوحي هو لاحد ان يكتب عنه ,وكذلك لم يتجرا احد ليقوم بذلك .فامتداح هكذا رئيس انتقالي, لن يدوم طويلا ,محفوفه بالمخاطر ,ولن يترتب عليها اية امتيازات كبيره.
لقد تتبعت جهود هذا الحاكم البسيط في بلادنا ,خلال السنتين الماضية منذ توليه الحكم فوجدت انه قد انجز الكثير ,خلال هذه المدة القليلة في عمر الشعوب. فقد استطاع أن يتجاوز التحديات والعراقيل والصعوبات واستطاع بفضل الله ثم بتعقله أن يوصل بلادنا إلى بداية بر الأمان ,بعد أن كانت طبول الحرب تدق من كل اتجاه.
نعم كنا في خطر حقيقي ولم نكن نتصور أننا سننجو من اتون حرب اهليه .بعد أن تمزقت مراكز القوى الناهبة للثروة ,والمتسلطة على رقاب الناس والمكرسة لعبوديتهم ,وتمترست ضد بعضها البعض لتقود البلاد الى الحرب الأهلية و الاقتتال .ولقد حقق منجزات ليست بهينة ,منها إعادة توحيد الجيش وهيكلته وتشكيل المناطق العسكرية وتغيير القادة العسكريين المرتبطين بالعائلة الحاكمة والعصابات المتحالفة معها, بقادة اخرين اكثر مهنيه ووطنيه، بالإضافة إلى الوصول لمؤتمر الحوار الوطني ,وتشكيل أعضائه من الفرقاء المتصارعين ,وبعد ان عمل جاهدا لإشراك قوى سياسيه ومدنيه كانت مهمشه ومبعده ,حيث ادخل وجوه جديده وممثلين للحراك الجنوبي والشباب والمرأة والمهمشين وغيرهم .
بالرغم ان حضرموت قد ظلمت كثيرا في تمثيلها, وتعيين قيادات المؤتمر والتوافق على وثيقة القضية الجنوبية وانجاز مخرجاته ,وشكل المؤتمر حدثاً تاريخياً هاماً خلال هذه الفترة بالرغم من كل سلبياته ونواقصه ,و بكل تأكيد فان مخرجاته ستؤسس لمرحله جديده في بلادنا ,بالرغم من كل سلبياتها تجاه القضية الجنوبية والحضرمية . وكذلك اقرار الدولة الاتحادية القادمة بستة اقاليم .
لقد اثبتت الايام انه كان رئيسا قائدا ,تهمه بالدرجة الاولى مصالح شعبه ,ويعرف كيف يقود الوطن بحكمة وعقلانية وهدوء وشجاعة فائقة عند الحاجه. وأثبت أنه قائد ناجح محب لوطنه وشعبه وأن ما يحدث من مشاكل هنا أو هناك سوف يتم التغلب عليها مهما كان حجمها فقد أنجز لوطنه مالم يكن متوقعاً.. واستطاع أن يصنع من المستحيل ممكناً.
ولقد كانت تطلعاته وجهوده تصب ,من اجل طي صفحة نصف قرن مضت, من التمزق والحروب واعادة تشكيل نمط العبودية القديم باخر ذو شعارات ثوريه كاذبه ,وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض تستند الى منظومة حكم جديدة ,أساسها الانصاف والحرية والعدالة والمساواة وانهاء عبودية الانسان للإنسان في بلادنا. وحقق لبلادنا ماهو مستطاع وممكن وهي بالتأكيد ليست نهاية المطاف ولكنها بدايته.
و نستشف من كل ما انجزه ان فلسفة حكمه ,تتمحور في ازالة عبودية مواطني بلاده ,وتحريرهم من هيمنه وتسلط حكامهم بمختلف مراتبهم ,وايضا من هيمنه القوى المتنفذة وقوى الفيد والمافيات المختلفة المتحالفة مع السلطة وكذا بقيه قوى التسلط والفيد والنهب بمختلف مشاربها القبلية والدينية والسياسية والإرهابية وغيرها .
وكما ان لينكولن قد خاض ايضا معارك عسكريه شرسة ,ضد مناوئيه من الطغاة ومختلف القوى الإقطاعية والرأسمالية والدينية والعسكرية والحاكمة, المهيمنة على مقدرات الشعب الامريكي, ونجح في ادارتها وانتصر فيها, لينهي والى الابد عبودية الانسان الامريكي البسيط ويحرره من تسلط هذه القوى الباغية ,فان هادي يقوم ايضا بخوض المعارك العسكرية ,المفروضة عليه من قبل مناوئيه ,من قوى الفيد والهيمنة والمافيات المختلفة القبلية والعسكرية والدينية والسياسية والإرهابية ,وحقق عليها انتصارات ليست بهينة ,ولا زال يحارب من اجل تحرير مواطني بلاده من العبودية ,التي مارستها ضده كل منظومات الحكم السابقة المدعومة من القوى القبلية والدينية والسياسية وناهبي الثروة وعصابات المخدرات والارهاب.
وكما انتصر لينكولن والشعب الامريكي وتحرر من عبوديته وبلغ هذا الشأن من القوه والتطور والازدهار والحرية, فان هادي وشعوب اليمن والجنوب وحضرموت ستتحرر ايضا من عبوديتها وسيكون لها شان اخر في قادم الايام. وحتما سينتصر المنصور في مسعاه ,لانه مع الحق والله ناصر الحق ولو بعد حين.