في البداية أود أن اعرّف القارئ الكريم بطبيعة علاقتي بالأستاذ الغريب فهي لم تكن شخصية عن قر ب بل يعتبر الأستاذ الغريب بالنسبة لي أستاذي روحيا ومعنويا وملهمي ومثلي الأعلى في النضال والصمود منذ عرفته ثائرا وكاتبا ومنافح شجاع ومدافعا عن الحق الجنوبي المغتصب منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي وسبق التعرف عليه أثناء الفعاليات بيافع وغيرها وكانت المحطة الأولى لاهتمامي بكتابات ونشاط الأستاذ الغريب (مقال :لنتحدث عن الوحدة من الناحية الاجتماعية) ،والمحكمة التي حوكم بها هو وطيب الذكر الأستاذ هشام باشراحيل رحمه الله ،بسبب المقال نفسه وكنت من حينها أتعلم واستلهم أفكار وحقائق منه من خلال متابعتي لكتاباته والخطابات ومحاضرات وأعزه واحترمه كأستاذ وأب روحي ولازال كذلك وأن لم يعرفني أو تناسى معرفتي ا لشخصية العابرة سيضل ذلك الثائر الملهم الذي نقتدي به . وبالعودة إلى موضوع مقالنا هذا يجب أن يعرف القارئ المناسبة وأهمية الرد على أستاذنا الغريب .اولاً:- لقد نشر اللواء يحيى محمد عبدالله صالح قائد الأمن المركزي اليمني سابقا على صفحته الشخصية بالفيس بوك ، صورة فوتوغرافية تجمعه مع نجل الرئيس علي سالم البيض ،وكتب يحيى في منشور الصورة : لقاء أخوي مع الدكتور عدنان علي سالم البيض ،يحيى صالح. فقام عدد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الجنوبيين بإعادة نشر الصورة على صفحاتهم ،ومعظم من نشروا الصورة على صفحاتهم هما من الغلابى ليسوا أعداء للقضية الجنوبية ومنهم أبناء شهداء وصحفيين ومن الناس اللذين لم يبنوا وينشأوا عمارات في عهد الثورة الجنوبية ومسيرتها الظافرة منذ 2007م ولم يشتروا سيارات فارهه ولم يفتحوا مشاريع تجارية ولم يتنقلون من دولة الى اخرى ولم يحصلوا على الوظيفة هم في الميادين فقراء غلابى لاحول لهم ولا قوة ولأن عندهم المروّة والضمير الحي والغيرة على وطنهم فقد دفعهم ذلك إلى نشر الصورة ووضع التساؤلات حولها لعلهم يجدوا تفسير مقنع لما يشاهدوه ومن خلال متابعتي المنشورات نستعرض منها التالي : - أحدهم كتب :
ماهو الشيء الذي جمع عدنان ويحيى :هل الفلوس ام صداقة ؟! ،وآخر كتب : لماذا نشر هذه الصورة في هذا التوقيت وهذا أبن شهيد باسم مستعار كتب على صفحتة : إذا كان ابن رئيس دولة الجنوب تصالح وتسامح مع قاتل أبي من المسؤول عن دم أبي فانا لن أتنازل عنه .وكثير من التعليقات والمنشورات تتخذ طابع التساؤلات ولم نقرأ أو نسمع أي رد من جانب الدكتور البيض ، فكان الرد من الأستاذ المحامي الغريب وقد جاء بعض من الرد في غير محله .
ولو ان الرد جاء من غير الأستاذ الغريب لما كلفنا انفسنا بالرد على بعض فقراته كمواطنين جنوبيين ومن الواجب علينا طرح عدد من التساؤلات ،مع التأكيد هنا أننا لا نطعن ولا نشكك في أخلاق ووطنية الدكتور عدنان البيض ونحن نعزه ونحترمه ونثق فيه ومن حقه يعمل ما يشاء ونشر مثل هذه الصورة أو اللقاءات مع من كان لا تدخّل لنا فيها طالما هي في مجراها الطبيعي لا تمس ولا تؤثر على قضيتنا سلبا فهناك شخصيات فلسطينية وقيادات أخذت الصور ولقطات الفيديو مع إسحاق رابين وشارون وبن علي عيزرونتنياهو ،ولم يقول احد من الفلسطينيين في حقهم أي شيء أما يحيى فهو يمني والصورة في دبي .
وثقتنا في الأخ عدنان كبيرة ،و ربما أن المشكلة ليست في الصورة ولكن المشكلة في المطبخ الذي هيئ الظروف للصورة والنوايا المبيتة للنشر من قبل الطرف الآخر ،وكذا رد الأستاذ الغريب على عامة الناس من أبناء الجنوب الذين تناولوا الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي : متسائلين عن سبب نشر الصورة وطبيعة العلاقة بين يحيى وعدنان ،لكن أستاذنا الغريب ذهب الى الدفاع عن عدنان وتجريم ردة فعل المتسائلين ، وشرح بحسب ما نشر على صفحته بالفيس بوك بتاريخ 2014/5/12م أنه يعرف العميد عدنان حق المعرفة من أيام الدراسة وانه نزيه ووطني وووووإلخ ...
ونحن نقول يا أستاذ علي انت محامي تعرف أن كل المنشورات على الفيس بوك لم تشكك في وطنية وأخلاق الأخ عدنان كل ما في الأمر هي تساؤلات فقط وأنا شخصيا من الناس اللذين يثقوا في وطنية وأخلاق عدنان لكن طريقة ردك تدفع بالناس إلى طرح أكثر من تساؤل نوجز بعض منها بالتالي :-
1- بما انك على معرفة تامة ومقرب من الأخ عدنان هل بإمكانك أن تعطينا نحن الموطنين نبذة موجزه عن ما وراء الصورة وماهي المناسبة التي جمعت بين النقيضين يعني الاحتلال وضدة ؟! .2-ماهي العلاقة التي تربط نجل رئيس دولة الجنوب برئيس جهاز الأمن المركزي اليمني السابق قاتل شعب الجنوب ؟!
3- ماهي الصدفة والمناسبة التي نتج عنها المشهد الفوتوغرافي بين الرجلين موضوع حديثنا وهل يصب ذلك في مصلحة القضية الجنوبية ام أن الموضوع مرتبط بمصالح شخصية لا غير ؟!
4- هل طرح التساؤلات على شخصية اعتبارية وهامة مثل الدكتور عدنان يعد جريمة بنظرك كقانوني وكاتب وقيادي جنوبي .
5- ماذا لو أن هذه التساؤلات جاءت ودولة الجنوب قد حصلت على الاستقلال والسيادة، ماذا سيكون مصير هؤلاء الغلابي اللذين طرحوا التساؤلات هل سيكون مصيرهم السجن ام الإعدام ؟!
6-هل تعتقد كإنسان عندما يشاهد أبناء الشهداء هذه الصورة لابن رئيس دولتهم مع قاتل ذويهم أنها لن تهز مشاعرهم وغيرتهم لطرح التساؤلات ؟!!.
ثانيا :- أتساءل معك يا أستاذ لماذا لم تطلق العنان لقلمك كما كان في السابق للرد على الأكاذيب والبيانات والتقارير الملفقة ضد شعب الجنوب من قبل آلة إعلامية هائلة للاحتلال تعمل على دفن الوقائع والأحداث في الجنوب على مدار الساعة ،أتمنى عليك يا أستاذ ان تكون منصف في هذا الموضوع وان تشرح للقارئ لماذا نشرة هذه الصورة في هذا التوقيت ونوايا نشرها ،الذي تهدف الى تعميق اختلال الثقة بين الشعب وقيادته في الجنوب نعم الهدف من نشر الصورة في هذا التوقيت من قبل اللواء يحيى صالح ليس حباً في عدنان أو للتعجب بعظمة وروعة اللقاء بل لهدف مبطن وراء الصورة ألف صورة لزعزعة الثقة واختلالها بين الشعب وخاصة النشطاء والمثقفين والقيادة التاريخية التي يعتبرها الجنوب رمزه القيادي ولسان حالة في التمثيل على أمل الإبحار بسفينته الى بر الأمان .
اذاً لماذا يا أستاذ تطلق العنان لقلمك للدفاع عن عدنان وتجاهلت الدفاع عن شعب كامل فنشر الصورة لم يستهدف عدنان وحدة بل استهدف شعب والرسالة موجهه إليه ، ترى ماذا سيكون ردك إذا كشفت الأيام والليالي بأن العلاقة التي بين عدنان ويحيى في الصورة هي امتداد لعلاقات ومصالح مشتركة تجارية صداقة او غير ذلك ربما يقبل بذلك الناس بمن فيهم الذين طرحوا التساؤلات لكن ماذا سيكون نظر الناس إلى القيادة في الداخل. ومدى الثقة بينهما وانت واحد من القيادات وتمثل تيار له أنصاره ومكانته ويعلقون عليه الآمال .
ان مثل هذه الصورة لن تؤثر على ثقتنا بالرئيس البيض ونجله مالم يصدر عنهم موقف رسمي يتعارض مع طموحات وأهداف قضيتنا .والاستاذ الغريب نتمنى له الخير فهو قدوتنا ونتمنى ان يكون منصف في ظل الكفاح والثورة لكي نطمأن على مستقبل الدولة الجنوبية المأمولة بأذن الله وإلا كيف سيكون شكل الدولة إذا كان زعلت الآن وعبرت عن استيائك للردود الأفعال التي وردت من رفاق دربك وذهبت الى الإيحاء بطريقة غير مباشرة بأنهم مندسين ومشككين ولم تزعل من الصورة وما وراء الصورة وذهبت تدافع عن الصورة ونسيت الدفاع عن الضحية ،ماذا لو كنت وزير الداخلية في دولة الجنوب وصادف أن أُخذّتْ لك صورة في مكان يشبه المكان الذي أُخذّت فيه الصورة لعدنان ويحيى وتم نشرها ماذا سيكون مصير من قام بنشر الصورة ومن تساءل عنها بالطبع لن يكون. زعل مثل هذه الأيام بل ستنصبون له المشانق بتهمه تشويه الدولة ورجالها أو بتهمة التخابر مع إسرائيل في أحسن الأحوال.
اتقوا الله يا عم علي هرمنا ونزفة دمائنا وانت الآن تقوم تدافع عن صورة لم يكترث لها حتى أصحابها وتكشف مالم تكشفه الصورة نعم كشفت شكل الدولة الجنوبية المأمول أقامتها من زاوية خطرة توحي للشعب الجنوبي بأن القادم سيكون أسوأ منذ قبل . ،إلا في حالة واحدة إذا كان اللواء يحيى قيادي في الحراك الجنوبي ونحن نجهل ذلك ،هنا انا سوف اسحب كلامي وملزم بالاعتذار انا ومن طرحوا التساؤلات عن الصورة .
ولأننا أعزك وأحترمك أرجو ان لا تخيب آملي فيك وآمال الملايين من شعب الجنوب وان تكون كما عهدناك ثائرا ملهما ومثلنّا الأعلى وأستاذنا وقائدنا .
مع صادق الود والاحترام أخوكم صالح لجوري مواطن جنوبي لا ينتمي إلى أي تيار أو مكون سياسي وانتمائه وحزبه هو الجنوب وشعبة لا غير.