أكد الدكتور/ ناصر يحيى صالح العرجلي رئيس رابطة أبناء محافظة عمران أن هناك قوى حاولت جر محافظة عمران إلى دوامة الصرعات والحرب الطائفية ، كما أنها تحاول الالتفاف على ثورة أبناء عمران السلمية - والتي هي في الحقيقة مشروع تحرر لكل اليمنيين، وهي نفسها من تحاول افتعال أزمات وصراعات وحروب طائفية، والهدف من ذلك هو تمييع المطالب الحقوقية التي خرج وضحى من أجلها شباب عمران الأحرار.
وأشار الدكتور العرجلي في تصريحات إعلامية إلى أن مراحل تأسيس الرابطة حيث تم تشكيلها نهاية العام 2010م برؤى شبابية ذات دوافع وطنية بحتة بمشاركة المئات من أهالي وشباب المحافظة للمساهمة في الارتقاء بالواقع التنموي لأبناء المحافظة، وعلى مستوى اليمن بشكل عام، كون محافظة عمران ذات خصوصية باعتبارها عانت من الحرمان وتبعات الجهل والتخلف ودفع شبابها ثمناً فادحاً ولعقود من الزمن بسبب غياب المشروع الوطني لدى من أوكل إليه أمر المحافظة وتحول أبناؤها إلى وقود لصراعات لقوى رأت فيهم مشروعاً استثمارياً يحقق لها نزواتها وشهوتها في التسلط والسيطرة، أضف إلى ذلك تفشي الفساد في جميع المرافق بالمحافظة، وما بروز الرابطة في هذه الأحداث إلا نتاج طبيعي ومولود شرعي مكتمل النمو لمراحل طويلة من النضال والتضحية من قبل شباب هذه المحافظة المنكوبة وتراكم لحالة احتقان لسنوات طويلة تحت نيران التخلف والجهل والحرمان وسياسة الإقصاء والتهميش التي جعلت منها محافظة قبلية تفتقر لأبسط مقومات التمدن والتحضر وانخفاض مستوى التعليم بين أبنائها، وكما قلت سابقاً أنه نتيجة طبيعية لعقود من التخلف والحرمان والإقصاء والتهميش وإحساس أبناء المحافظة أنهم يدفعون ثمناً لصورة مشوهة تُعكس عنهم بأنهم من أبرز معيقي قيام الدولة المدنية، وأنهم يتصدرون قائمة القوى النافذة التي استأثرت بثروات البلد، كل هذا بسبب مجموعة شلة منتفعة لا تتعدى أصابع اليد فيما بقية أبناء المحافظة يعانون من واقع بائس بشتى مناحي الحياة و يفتقرون لأبسط مقومات العيش الكريم، وللجميع أن يرجع لمؤشرات عملية التنمية بالمحافظة ويقارنها بغيرها من المحافظات بل أكاد أن أؤكد جازماً أن هناك مديرات بالمحافظة لا تضاهيها أي من المديريات على مستوى الوطن تعاني من تخلف للتعليم والصحة والخدمات والمشاكل والصراعات والثارات كل ذلك بسياسة متعمدة لحرمان تلك المناطق وحجب مشاريع الدولة عنها وجعل أبنائها مجرد مرافقين ومقاتلين يستدعونهم عند الحاجة لتنفيذ مشاريعهم الخاصة.
وأوضح بأن مراحل تأسيس الرابطة باعتبارها (مبادرة شبابية بحتة) فكانت البداية في 2010م م عندما تولدت هذه الفكرة (فكرة تأسيس رابطة لأبناء المحافظة)، والتي كانت ناتجة عن قناعة لدى مجموعة من الشباب من مختلف مديريات المحافظة الذين استشعروا مرارة ذلك الواقع البائس وبدأت بنهاية العام 2010 بإعلان التأسيس بمشاركة المئات من الشباب من مختلف المديريات.
وقال أن الرابطة إقامة فعاليات وأنشطة توعوية بالمجالس والمؤسسات التعليمية وتوزيع البروشورات التوعوية والتي تحكي واقع المحافظة من فساد وانفلات امني وتدهور للوضع التعليمي والصحي، ودراسة الحلول والمعالجات لتلك المشاكل، وبالنسبة لحجم وتواجد الرابطة بمحافظة عمران فكما قلنا انها ولدت من رحم المعاناة لكل أبناء المحافظة، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يكون لها تواجد في كل قرى ومناطق المحافظة وهي في الحقيقة صوت معبر لأهات وأنات أبناء عمران وكل «الغلابى» في هذا الوطن الغالي وأي نشاط أو فعالية لهذه المنبر الشامخ هو تجسيد واقعي لما يعتمل في نفوس وقرارة كل شباب عمران. واضاف أن عدد المنتسبين إلى الرابطة قد وصل إلى الوقت الحالي إلى أكثر من سبعة عشر ألف منتسب من جميع المديريات وهم يمثلون كل شرائح المجتمع وبمختلف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية والسياسية وهدفهم خدمة المحافظة والوطن بشكل عام دون أي تبعات أو أجندات حزبية أو سياسية.
ما أهم الأشواط التي قطعتها الرابطة في سبيل التوعية الاجتماعية وتحقيق أهدافها؟
وقال أن الرابطة حققت نجاحات هامة في سبيل التوعية الاجتماعية من خلال تنفيذ اهدافها حيث أوجدت مفهوم وطريقة جديدة في المطالبة بالحقوق المشروعة بالوسيلة السلمية بدلاً من لغة السلاح والعنف وقطع الطرقات وهو شيء جديد على أبناء هذه المحافظة ذات الطابع القبلي، وهذا يثبت ما شهدته ساحات محافظة عمران خلال الفترة الماضية من اعتصامات سلمية وانتهاج أساليب حضارية في التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة كغيرهم من أبناء اليمن الغالي.
مؤكداً أنهم في رابطة أبناء عمران وكل القوى الخيرة في المحافظة بأننا ملتزمون بخيارنا السلمي وعمران ستظل عنواناً للأمن والسلام ولن نسمح لأي كائن من كان بجرنا إلى مربع العنف فنحن أسمى وأكبر من ذلك، واقمنا العديد من المؤتمرات والندوات التي توعي أبناء المحافظة بالمخاطر التي تحيق بهم والمحاولات لجرهم إلى حروب طائفية ومناطقية عبثية وبحمد الله نجحنا في تجنيب المحافظة ويلات الصراعات والحروب والفتن لأن مطالبنا وثورتنا أقدس وأطهر من أن تتحول لمشكلة أو فتنة بين أبناء عمران، فنحن مشروع حياة وتقدم لا مشروع موت، نحن مشروع تنمية لا مشروع هدم، نحن مشروع وحدة لا مشروع تفرقة وصولاً لتحقيق مطالب أبناء عمران التي انتفضوا وخرجوا من أجلها بالتضحية بالغالي والنفيس.
وافاد بأن الرابطة وبإذن الله ومعها كل أبناء عمران الخيرين وكل أبناء اليمن وبالفعل تحقق ذلك وتوحد كل أبناء عمران تحت هدف واحد والسعي لخدمة ما يتطلعون إليه من أمن واستقرار وتنمية ويرون أنه يحقق كافة احتياجاتهم، والرابطة عباره عن منبر لتبني هموم أبناء عمران والدفاع عن حقوقهم وتوصيل صوتهم للجهات المعنية، وإذا وجدنا قيادة تحترم مسئولياتها وتحترم الأهداف التي أتت من أجلها نحن بذلك سنكون إلى جانبها سنداً وعوناً في تحقيق كافة مطالب أبناء المحافظة في الأمن والاستقرار والتنمية في مختلف المجالات.
موضحاً بأن من يتهمون الرابطة بأنها تحاول فرض أرادتها السياسية على مختلف التيارات في المحافظة قال الدكتور ناصر العرجلي: نحن لسنا في تيار أو حزب معين حتى نفرض إرادتنا على هذا أو ذاك ونحن نمثل كل التيارات لأننا صورة لكل الواقع الاجتماعي وحاملون على عاتقنا كشباب متعلم مشروعاً وطنياً نهضوياً يستهدف بناء دولة مدنية حديثة أساسها العدالة والمواطنة المتساوية وهذا مطلب لكل اليمنيين ولا يختلف عليه اثنان وهو حق مكفول لكل شعوب العالم، ونحن نعتقد أنه لا يوجد من يعارض ذلك إلا من يعتقدون أنهم سيفقدون مصالحهم، ونحن خرجنا من واقع مطالب مجتمع بكامله ولا يهمنا مشاريعهم الخاصة التي حولت البلاد إلى ساحة دمار وخراب وتصفية حسابات فهمنا الأول والأخير بناء محافظتنا ووطننا اليمني على أسس علمية حديثة وتوفير احتياجات أبنائها والحفاظ على أمن واستقرار المحافظة الذي يمثل جزءاً مهماً من أمن واستقرار الوطن اليمني.
واضاف قائلاً بأن مستقبل المحافظة سيكون زاهراً ومشرقاً بشبابها الطاهر وسعيهم لتجنيب المحافظة ويلات الصراعات السياسية وبدون تلك القوى الظلامية البائدة والتي ارتكبت بحق أبناء المحافظة واليمن أبشع الجرائم وافظع الانتهاكات، والحلول لتجنيب المحافظة الصرعات وهي إزالة كل منظومة الفساد من القيادات السلطة المحلية والأمنية والعسكرية سواء كانت من أي حزب أو تيار سياسي وتعيين قيادات وطنية كفؤة بعيداً عن المحاصصة والحزبية وعدم الرضوخ لمراكز النفوذ أياً كانت.
وقال بأنهم في رابطة أبناء عمران ومعنا كل أحرار عمران نؤكد دعمنا المطلق ومساندتنا القوية لأبناء القوات المسلحة والأمن في المعاركة البطولية التي تخوضها ضد تنظيم في محافظتي أبين وشبوة ونبارك لهم تلك الانتصارات العظيمة في مواجهة قوى الشر والإرهاب، وأنهم بذلك يسطرون أروع الملاحم البطولية ويلقنون العدو دروساً قاسية، ونؤكد لهم أننا إلى جانبهم ومعهم وجاهزون لمساندتهم بالميدان متى ما دعينا لذلك ونحذر ممن يقفون خلفهم من عصابات وزعامات الإجرام التي تستهدف أبناء هذه المؤسسة الوطنية ورموزها، وما مسلسل الاغتيالات اليومية إلا مشهد من ذلك المسلسل العدواني البغيض.
ودعا الدكتور ناصر العرجلي في ختام حديثه أبناء اليمن عامة وعمران خاصة إلى مساندة الأخ رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والتي هي السبيل الوحيد والأمل لإخراج البلد من هذا المنعطف الخطير، وإلى مساندة أبناء القوات المسلحة والأمن في التصدي لعصابات الشر والإرهاب بكل ربوع الوطن من تنظيم القاعدة الإرهابي الجبان، ونناشد فخامة رئيس الجمهورية سرعة تنفيذ الحكم المقر من قبل اللجنة الرئاسية والذي صدر من ثوار عمران كون ذلك المخرج الآمن لتجنيب المحافظة ويلات الصراع وتحقيق مطالب أبنائها وبما يترجم ويفضي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
