اعتقد ان خصوم الرئيس السابق علي عبدالله صالح اكثر تمسكا ببقائه داخل اليمن وضمن العملية السياسية برغم ادعاءاتهم المعلنة بعكس ذلك . علي عبدالله صالح يمثل بالنسبة لهم الشماعة الملائمة امام أنصارهم والمجتمع الدولي من خلال تحميل الرجل كل الإخفاقات التي تواجهها الحكومة وتصوره كمعيق أساسي ووحيد امام عملية الانتقال السياسي وحتى وان افترضنا ان علي صالح انتقل من اليمن إلى دولة أخرى ستظل الاتهامات تلاحقه بالإعاقة وإفشال مخططات الدولة اليمنية السحرية لحل أزماتها من خلال الفيس بوك والتويتر والفاكس والواتس اب والاقمار الصناعية ..الخ وبالتالي لن يكون أمامهم الا وسيلتين لا ثالث لهما اما إعدامه أو نقله من الأرض إلى كوكب اخر . وقد تم تنفيذ الوسيلة الأولى من خلال محاولة اغتياله مع أنصاره داخل جامع النهدين الا انه كتب للرجل ان ينفذ بأعجوبة إلهية من براثن الموت مع من بقى من قيادات الدولة , وبرغم ماكان يمتلكه من وسائل الردع والقوة العسكرية الا انه حرص في لحظات معاناته اقسى درجات الألم من اصاباته التي تفقد الإنسان الطبيعي صوابه على الا يدخل البلاد في أتون حرب أهلية وصراعات كان من الممكن ان تجعل من اليمن مرتعا لكل أنواع الفوضى والعنف والإرهاب والفقر والجوع , ولن ينسى له التاريخ في صفحاته موقفه هذا برغم الأخطاء الكثيرة التي شابت فترة حكمه . اتفقنا واختلفنا مع صالح في مواقف عديدة ولسنا هنا للدفاع عن الرجل بل ندعوا إلى عدم تحميله نتائج أخطاء القيادات الحالية في ادارتها للازمات التي عصفت بالبلاد وان تتصدر الحكمة اليمانية المشهد السياسي في اليمن والتي بدونها سيظل كل طرف يحمل الآخر مسؤولية الإخفاق والفشل وبالتالي لن تكون هناك أي بارقة امل تلوح في ألافق للخروج من ألازمة التي يدفع ثمنها يوميا المواطن البسيط في انحاء اليمن الحزين . خرج الآلاف من المواطنين في احتجاج شعبي غاضب تحرضهم الفاقة وقسوة المعيشة كنتاج طبيعي لحالة المعاناة وغياب الكهرباء والمشتقات النفطية والتي أعادت المواطن اليمني إلى الاستعانة بالفوانيس والشموع على الأقل ليشعروا انهم لازالوا ينعمون بالحياة على ارض سادها الظلام وتوقفت فيها سبل العيش . لم يكلف مسؤول حكومي نفسه بزيارات استطلاعية لكشف المتلاعبين والفاسدين برغم توفر المشتقات النفطية بل كل ما كانت تردده وسائل إعلامية وسياسية عديدة ان صالح السبب الرئيسي في كل ما يحدث وان المئات من طوابير السيارات على محطات البترول معظمها يقف بتوجيه منه وان قناة اليمن اليوم حرضت الناس للخروج وان جامع الصالح يحتوي انفاق تتراكم داخلها جميع أنواع السلاح والذخيرة بهدف الإعداد لانقلاب ضد الرئيس عبدربه منصور هادي برغم ان كثير من القنوات غطت بكثافة اكبر بكثير الاحتجاجات الشعبية في شوارع العاصمة صنعاء . عرفنا عن الرئيس هادي انه قائد حكيم وشخصية متروية واقل ما كان يتوقع منه ان يتوجه للقضاء أو تشكيل لجنة تحقيق عاجلة للتحقق من صحة المعلومات التي وصلته من مصادر مقربه منه لا ان يتعجل القيام بعمل عسكري ضد قناة إعلامية واقتحامها مخالفا بذلك العهود والمواثيق الدولية التي وقعتها اليمن لحماية واحترام حرية الرأي والتعبير وأدانها خصوم صالح قبل أنصاره . علي أي حال ولحل ألازمة ألتي تمر بها اليمن ولضمان امنه واستقرار وازدهاره ندعو الولاياتالمتحدة ان تطلب من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ان تقوم بإعداد صاروخ خاص على نفقة المساعدات الدولية التي تبرعت بها الدول المانحة ولم توفي بها حتى الان لنقل علي عبدالله صالح من الأرض إلى المريخ وقطع جميع وسائل الاتصال عنه إلى الأرض تجنبا لأي إعاقة أو تواصل مع أنصاره حتى اذا خرج المواطنين يطلبون حقوقهم العادلة والمشروعة مثلما يحدث في أي بلد في العالم لا نجد من يدعي ان علي صالح هو المحرض والمخرب والمعيق . لن تسير اليمن في طريق امن الا اذا اتخذت القيادة السياسية والأحزاب والمكونات الأخرى استراتيجية التصالح والتسامح وطي صفحة صالح والماضي وبدء صفحة جديدة والتوجه نحو البناء والتنمية والتغيير الحقيقي لمستقبل افضل لليمن الجديد .