لمْ أنمْ ليلةَ البارحة. تملْملتُ في الفراش لساعاتٍ مُفكِّرا في غرفتي البعيدة، غرفتي الموصدة منذ خمسة عشر عاما. لمْ أفتحْ باب الغرفةِ لئِلاّ أزْعجَ العناكب المنهمكة في بناء جسر جديد أو الزهرة الذابلة. لمْ أنفض الغبار عن كتاب "الأم" لغوركي. لمْ أغيّر بقلم الرصاص تسريحة شعر رمْبو التي رسمتها حين كنت طفلا حالما بالشرق وتجارة الجُبن والأسلحة.
لمْ أدركْ ساعتها أنّ ذئباً أمريكيًّا يعْوي في دمي ويحْتمي بالثلج من شموسي الحارقة وأنّ امرأةً تتأملُ عُرْيَها على سواحل كاليفورنيا في لغتي وتصلّي في كنيسة قديمة ليفكّ الإله سراحي
لمْ أنمْ ليلةَ البارحة. تحسّستُ المفتاحَ بيد وجِلة ووَقْفتُ هُنينهةً أمام الباب، أسْترقُ السمعَ لأنين خَفيّ يَخْرُجُ من الخزانة. لمْ تقْوَ أصابعي على الحركة وَسقطَ المفتاحُ من يدي.