من خلال الجلوس مع المواطن الجنوبي والاستماع إلى حديث الكثير سوا أكان في مجالس القات أو في الأفراح او لاتراح في مناسبة كانت أو حتى الأسواق والطرقات تجد الكل يتحدث بمرارة عن سبب إصرار من يطلق عليهم قيادات الثورة عن التمزق وعدم توحيد الصف الجنوبي الذي هو السلاح الأقوى لانتصار الثورة وبتسال الكثير ما هي الأسباب التي جعلت الحراك الحلقة الأضعف أمام كل هذا الصراع الدائر في اليمن والجنوب، ربما يكمن الضعف الذي نراه والذي يتولد بعض الأحيان في المشهد الجنوبي من استمرار التبعية وسوء التخطيط , وليس من قلة الحيلة وضعف الثقافات والأفكار, أو الافتقار إلى القوة العسكرية والاقتصادية والدعم السياسي كما قد يدعي البعض, وبمعنى آخر , فإن الضعف الحقيقي للحراك ضعف كامن في النفوس والعزائم . وفي نظري الشخصي أراه يتبلور في انعدام العمل المؤسسي التنظيمي لدى المكونات الجنوبية وتأثرهم بمجريات الأحداث والاحتقان السياسي في باليمن والجنوب متمثلة بالأحداث الأخيرة التي شهدتها عمران مما قد يجعل بعض النخب الجنوبية والقيادية تنجر في مربع خطير يحاك ضد أهداف وتطلعات ثورة الجنوب ومع إن الثورة تتوهج بقوة في كل مكان بالجنوب حتى الأطفال يهتفون في كل الحواري للثورة واستقلال الجنوب ، أنا هنا لست مع من يطلق التخوين ويشخص حال البعض بعدم الوطنية ولكن يبقى السؤال الذي لم نجد له إجابة لماذا كل هذا التمترس خلف مزاجات تصر على بقى الحال كما هو المهم أن أكون أنا القائد والمشكلة الأخطر هي تلك التبعية العمياء التي تصفق وتهلل ولم تقف يوما لتسال ما هو سبب تأخر انتصار الثورة .. فالعقول العظيمة تمتلك اهدافاُ واضحة ومن الممكن تحقيقها ، بينما البعض لا يمتلك إلا الأمنيات وأحلام اليقظة، وللأسف فأن البعض يأتي ليشخص ويتحدث إن هناك تحديات منها سلبيات الماضي هي عائق أصبح يؤرق الثورة بينما نجد إن اشد الناس حرصاً على وحدة الصف هم من تضرر بالماضي وآخر يضيف إن الحرص على مشروع الاستقلال هو المانع لان كل الأطراف غير صادقه إلا نحن حسب قولهم في كل متغير يحصل في الجنوب أو اليمن لا يمكن أن نستفيد منه مع إن الصراع في الشمال هي من الفرص التي يمكن أن تحقق تقدم للثورة في الجنوب بل أصبح العكس نرى من يهرول إلى باب اليمن وياليت للهرولة لتعبر عن حالها الشخصي وعدم قدرتها على مواصله السير مع من حملوهم على الأكتاف وجعلوا لهم قدر وقيمة واحترام دماء الشهداء والبعد عن الوصاية باسم شعب الجنوب والحديث نيابةً عنة الشعب الجنوبي شحب صوته وهو ينادي قيادة حبسها الضعف والنرجسية عن الاستجابة فتجد الغضب في توجيه اللؤم لهم كما يجد الكثير في بعض الكلمات التي يقراها على سبيل المثال للكاتب الكبير الأستاذ فاروق ناصر علي الذي يعبر فيها بصورة واضحة ودون أدنى مجامله . يقول البعض ان السر خلف هذا الإصرار لتمزق لا للحمة هو ان اغلب هذه القيادات تعتقد ان الصراع في الشمال سيفرض واقع جديد امام المجتمع الدولي للحوار بين الشمال والجنوب وتكون هذه القيادة هي من تمثل شعب الجنوب وهي قيادة المستقبل ونسوا إن العدو قبل الصديق يوجه لهم العتب كل ليوم أنهم فشلوا في ترتيب قيادة تتكلم باسم الجنوب والخوف الأكبر الذي يمنعهم هو أنهم سوف يصبحون جزء من القيادة بدلاً من الاحتفاظ بحقوق الطبع وصك الغفران شعب الجنوب مؤمن بعدالة قضيته يتابع سبع سنوات وانتم تتحدثون عن وحدة الصف اشغلتم الشعب بخلافاتكم بدل التفكير بالوسائل لتطوير أساليب النضال وتوجيه كل الطاقات للصراع مع العدو وليس تقسيم الثوار فرق ومناصرين تتبع فلان القيادي وفلان القيادي فلا تكونوا لعنه بحق هذا الشعب ترفعوا عن المناصب الوهمية وقبلوا بعض لتنالوا حب الشعب بدلا من سخطه ،فالتاريخ لن يرحم فلا تجعلوا التبعية قوة وانتم تشاهدون التحديات التي تعصف بالثورة الجنوبية . والغريب في كل ذلك, ان هذه التبعية العمياء التي وصلت لدى البعض إلى حدود السذاجة والجهل , وكان قد يضن انها حل لقضيتنا بل وانها قد تكون مرهونة ومعلقة بتوقيع من المجتمع الدولي والإقليمي وموافقته, بحيث لا يمكن لهذا الشعب ان ايتخذ أي قرار مصيري دون تبعية قيادية, دون أن تكون فيه النكهة الحزبية والمناطقية والأغرب من كل ذلك , هو اللجوء لمن نحن على علم مسبق بأنهم سيكونون أول المتاجرين بقضيتنا وعدالتها, ورغم ذلك نرى البعض يتسابقون لنيل رضاهم والحصول على مباركتهم , بل وأكثر من ذلك , فقد وصل الأمر إلى درجة المطالبة والإصرار على أن يكون لهم الرأي الأخير في حل قضايانا الداخلية منها والخارجية , فماذا يمكن أن نسمي ذلك التصرف ؟ وتحت أي بند من بنود العلاقات الدولية أو السياسة , يمكننا أن نضع تلك المتاجرة الرخيصة بثورة شعب الجنوب وحقوقنا السيادية منها والقومية ، ومن هنا يتبين لنا حقيقة أن الاعتماد الكلي على القيادات للوصول بالقرارات المصيرية أو حتى المساعدة على تفعيلها , ليست أكثر من مجرد استظلال بشجرة يابسة في فصل الصيف , فلا هي قادرة على أن تقي نفسها الحر , ولا المستظلون تحتها بأفضل حال منها.