ليس لرأيي نصيب مما أكتبه الان فلست سوى قلم وأحرف تُعبر عما يجول في صدر شارع مزدحم بالهموم ومشحون بالتوتر والمخاوف مما ستجلبه اللحظة القادمة معها من المشكلات التي ستكلف المزيد من المعاناة في جولة صراع من اجل حياة الكفاية مع ما يحيكه سياسيو هذه البلاد لقتل كل امل بالنجاة من دوامة تصالحهم مذ توافقت مصالحهم أبان توقيع وثيقة الانتقال السياسي "المبادرة الخليجية" والتي انستهم ذات لحظة كل ما كانوا يُمنون قواعدهم به بما سيقدمونه لهم . واليوم أصبحوا جميعهم ملعونين لدى شعب لفظهم من قائمة اختياراته وسحب منهم بساط ثقته ولن يمنحها لأي منهم مجدداً وربما للابد ، فهو يرى في هذه المرحلة اختباراً صعباً كشف كلاً على حقيقته .
وللتأكيد فليس هذا قولي ولكن ما اسمعه في كل مكان هنا ، حتى ان من لازال يدافع بملل في النقاشات العابرة عن هذا الطرف او ذاك ، لا يلبث ان يختم حوارة بلعنه ناقمة من الجميع ليوافقه محاورة على الفور بالتأمين او " التأيير" ، وموقف كهذا ليس مقتصراً على المواطنين فحسب بل حتى مع القيادات السياسية من المستويات القريبة من الشارع الذي أجد خلاصة قوله : أن يا ايها الاحزاب المستوصية على تنغيص معيشتنا أعدلي ذيل حكومتك وإلا فأن طامة طفح الشارع ستبتلع الجميع عما قريب .
لازلت اتذكر ذاك الخمسيني الذي سمعته في أحد الباصات قبل ايام قليلة وهو يحدث شاب لجواره بعد ان نظر له بصدق وتهكم ليتبع بقوله : إن هم جزعوا الطريق ، ولا توقع ثورة في جحر ثورة وقدي خاربه خاربه .
واما عن حديث التصالح الاخير فلطالما كان الصلح خير ولكن تصالح احزاب وقادة العمل السياسي في اليمن لا يجلب معه دوماً سوى الويلات لهذا الشعب والتاريخ يشهد بذلك .. الاخوان في المشترك والمؤتمر الشعبي و السادة القاعدة والحوثيين ، لا اريد ان اعكر عليكم صفو الجرعة التي اتفقتم عليها كعربون للتصالح، ولكن هناك رسالة من الشارع لا بد من ان تصل :الشعب يتابعكم بصمت المغلوب على امرة وما زال يبحث عن قبر يسعكم جميعاً لدفنكم فيه احياء .