أوجه رسالتي هذه والتي ستقرأ عبر صحيفة الغد الغراء هذه الصحيفة منذ ان تأسست فتحت ذراعيها لمختلف الكتاب والآراء ووجهات النظر واحتضنت الكثير من الاقلام الناشئة الصاعدة ودفعت بهم لاحتلال مواقعهم وكذلك القديمة والمخضرمة بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية ومشاربهم ومدارسهم الفكرية المختلفة, وارجو ان تفهم وتستوعب هذه الرسالة جيدا من قبل الموجهة لهم بدون تجني او تحامل او اتهامات لأنه ليس بالإمكان بعد الان غير اسداء النصيحة عبر صفحات الصحيفة بمقالاتي الجريحة ليس عمدا او تخلي انه جهد المقال. كما انها ليست رسالة انهزام او استسلام او تراجع عن المبادئ والاهداف والقيم او انكسار للإرادة او تثبيط الهمم لان المسالة فيها الكثير من الصعاب فل نختار اهونها وابسطها فقد قيل ان الخطوة الواحدة بألف ميل دعونا نجرب ذلك ونحن سننتصر بعون الله تعالى. من منا لا يحب له ولشعبه الحرية والاستقلال والانعتاق ويعشق الحرية والاستقلال لكن دعاة الحرية والاستقلال اليوم يرددون شعارات كما لوانهم كانوا بالأمس عائشين مثل(حزب طليعي من طراز جديد) وحزبك باقي يافتاح والذي اودى بنا الى نفق مظلم واوصلنا الى ما وصلنا اليه ,وفي الاخير التنكر لهذا الحزب بعد ان تم تدميره من داخله والخروج عليه واتهامه بكل التهم وتركه للعواصف والاهواء تتقاذف به وبعد ان اكل لحم تركوه عظماء ما علينا من كل ذلك ولنتركه للتاريخ, حدث ذلك بعد ان دفعت جماهير الابرياء الثمن عظيما وغاليا وضاع وطن ودولة ونظام وقانون وهوية وتاريخ وحضارة لانهم لم يكونوا يفكروا بعقولهم وليست لديهم خطة او استراتيجية اولية لشعاراتهم هذه التي يمكن لي ان اسميها بالنزقة والطائشة والمتطرفة لانهم كبار في البطون صغارا في قضايانا المصيرية . عرفنا يا رفاق الامس من معنا رفاق الغد العملاق ، وميزنا بعمق بين صوت البوم والترياق. بالله عليكم يا هؤلاء كيف سياتي التحرير والاستقلال ونحن ممزقين مشتتين متفرقين منقسمين ودخلنا بما يسمى بمشروع الوحدة الفاشل على هذا الشكل وكانت النتيجة هي كما نحن اليوم عليه. حيث ان كل واحد كون له مكون وفرح بما لديه لهذا صرنا عاجزين ضعيفين يشمت بناء الصديق قبل العدو لا نتألم نستطع ان نتوحد مع بعضنا فكيف سنحقق الحرية والاستقلال في ظل هذه الوضعية في الوقت الذي فيه حلفاء حرب صيف 94م القذرة الظالمة يوحدون انفسهم ويجمعوا صفوفهم ويقموا بتنظيمها جيدا. ونحن نحن محلك سر. اننا اليوم في عصر وزمن غير عصر وزمن فترة الخمسينات والستينات والسبعينات ايام المد الثوري والشعارات الثورية واستنهاض همم الشعوب والامم, فكل ما كان محرما كان مباحا ومشروعا حينها فأي عمل اليوم كمثل عمل ذلك الزمن والعصر فانه في نظر الغير يعتبر محرما وارهابا حتى ولو كانت الشعوب على حق وما تقوم به حق من حقوقها شرعا وقانونا لذا فان أي عمل من اعمال تلك الفترة والزمن الجميل سيكون انتحارا. ان الذين يرفعون ذلك الشعار اليوم انما مثلهم مثل اولئك الذين يرفعون شعار الخلافة الاسلامية وهي بعيدة كل البعد عن العودة او التطبيق او التحقيق, فالحرية لها ثمن غالي ولن تأتي هكذا اعتباطا او سذاجة او عن طريق رفع شعارها او الخروج بمسيرات او اعتصامات لان المسالة مسالة مصالح حتى ولو ان الشعوب على حق فانت ان اردت ان تعمل شرا فان مصالح الدول ستفرض على الكل ان هذا العمل خيرا وبالعكس فلا قانون دولي ولا علاقات دولية تحكم العالم اليوم سوى المصالح او كما يقول المثل الشعبي المصري(شيلني وباشيلك) يا دعاة الحرية, الحرية كما وصفها امير الشعراء احمد شوقي في قصيدته الشهيرة(نكبة دمشق) قائلا: وللحرية الحمراء بابا بكل يد مضرجة يدق .او على قول المناضل الثوري الشاعر المرحوم علي مهدي الشنواح: ماتم شيئا بالخطابات السخيفة والوعود العنف لولا الشمس ماذاب الجليد العنف لولا النار ما انصهر الحديد. هذا الامور كما اشرنا اليها سلفا لم تعد تجدي نفعا اليوم وفي عصرنا الحاضر. لذا علينا ان نجعل من رسولنا ونبينا صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة حيث وقع مع اعداءيه اول اتفاقية ومعاهدة وميثاق صلح مهين ومذل وهو(صلح الحديبية)رقم معارضة أصحابه ورفضهم توقيع مثل ذلك ومع ذلك وقع هذه الاتفاقية والصلح والمعاهدة والميثاق المهين والمذل وحولة الى انتصار عظيم توج بفتح مكلة كذلك( لينين )وقع مع الالمان صلح (بريست) المهين والمذل وحولة الى انتصارات لشعوب الاتحاد السوفياتي السابق. ان نبينا العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لم يكم مجرد نبي مرسل ومبشر وهادي وناصح ومنذر وانما كان قائدا عسكريا فذا وسياسيا محنكا وعبقريا عظيما, فعلينا ان نجعله قدوة وأسوة حسنة لأفكارنا وتوجهاتنا واعمالنا حاضرا ومستقبلا .فلماذا نرفض كل شيء ولا نقبل أي شيء تحت شعار (هذا لا يهمنا او ذلك لا يعنينا) ان السياسة ليست انغلاق وانعزال وتصلب وممانعة وغطرسة وتعصب احمق او نزق او شطط او تطرف، شوفوا وفكروا جيدا ونحن قد جربنا كل ذلك وكانت النتيجة هي هذه التي وصلنا اليها. فالسياسة هي فن الممكن وهذا هو الصح فمن يطلق عليهم او يسمون انفسهم بالقيادة التاريخية للجنوب اتضح بجلا انهم ليسوا بسياسيين محنكين والا ما رفضوا دخول ما يسمى بمؤتمر الحوار والذين الان هم نادمين على عدم دخولهم ومشاركتهم فيه هذا اولا وثانيا رفضهم المقترحات التي تقدم بها الاستاذ لطفي شطارة واخرين في النمسا لبناء عمل مؤسسي يخدم القضية الجنوبية في الداخل والخارج وثالثا رفضهم لدعواتنا لهم بضرورة قيام جبهة وطنية موحدة وحكومة وحدة وطنية توافقية مؤقتة في المنفى تمثل فيه معارضة وحراك الداخل ورابعا رفضهم لمؤتمر القاهرة برئاسة الرئيس المناضل علي ناصر محمد وخامسا رفضهم المؤتمر الجنوبي الجامع فماذا يريدوا اذا بعد ذلك فليس بعد ذلك الا الظلال بعد ان تبينت الامور واتضحت للجميع فهم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل ولا ندري ماذا يريدوا بالضبط فهم لم تتضح رؤاهم وافكارهم واليتهم واستراتيجيتهم ويرفضون كل شيء تحت شعارات واهية غير عقلية ولا منطقية ولا واقعية) مثل(هذا لا يهمنا وذاك لا يعنينا) مع انه يعنيهم ويهمهم كل شيء لانهم ليسوا عائشين في كوكب اخر او ارض وبلد غير بلدنا وارضنا. لذا فهم ليسوا بسياسيين والا لما رفضوا كل ذلك و او صلونا الى ما وصلونا اليه اليوم من انسداد في كل شيء .لذا فان الحل حتى ولوكان مؤقتا او تكتيكيا علينا اولا: 1) الاصطفاف جميعا والتوحد لرفض تقسيم الجنوب الى اقليمين والذي سيودي الى عودته الى ما قبل 30نوفمبر67م او العودة لما كان يطلق عليه ويسمى بمحميات عدن الشرقية والغربية الا اذا اسقط الاخ الرئيس المشير عبدربه منصور هادي ذلك التقسيم الذي لم يكن من مخرجات ما يسمى بالحوار ولمعرفته بخطورة ذلك على الجنوبيين وهو واحد منهم ويفهم ذلك كما ان هناك في الشمال بدأت اصوات تتفهم و تتراجع عن معارضتها وتعصبها وصارت تطالب الان وتدعوا الى اقليمين شمال وجنوب خوفا وهروبا من الحوثيين الذي سيؤدي عملهم هذا الى تقسيم الشمال تقسيم طائفي. (2) التنفيذ الفوري والسريع ودون تأخير او ابطاء للنقاط الواحد والثلاثين التي تم الاتفاق عليها فيما يسمى بمؤتمر الحوار لأنها ستكون خطوة على الطريق الصحيح وتبدي حسن النوايا والجدية في حل القضية الجنوبية والا ستتحول هذه المطالب الى ازمة وكارثة جديدة في طريق التحولات القادمة وستثبت الكذب من صدقة فان نفذت فهي في صالح الجنوبيين والقضية الجنوبية والشماليون كذلك وان لم تنفذ فهي عيب وخطاء استراتيجي وسياسي وتاريخي كبير يضاف الى جملة الاخطاءات المرتكبة من قبل ومن بعد في حق شبنا الصبور الصابر وسيحسب على نظام وسلطة ما بعد ازمة11 فبراير 2011م في صنعاء وستزيد من تصعيد المواقف وتهييج الشارع لان الكرة الان في ملعبهم وحدهم فقط وخاصة ان الدول العشر الراعية للمبادرة قد اكدت على حل القضية الجنوبية حلا عادلا وهي ستتحمل نتيجة وتداعيات أي تأخير لحل القضية الجنوبية وستقع ضمن مسؤولياتها الاخلاقية والسياسية عندها لن يلام الجنوبين في اختيار الطريق المناسبة لاسترداد حقوقهم المشروعة. (3)وحدة مكونات الحراك الجنوبي في مكون واحد ليسهل تحقيق الانتصارات وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والحاسمة ثم من يريد حل نفسة او الانضمام الى مكون اقرب له او الخروج من هذه الوحدة والاندماج او الاتحاد كما يحق لكل مكون اذا ماراد الاستقلالية والخروج فلة ذلك انطلاقا من مبدا التعدد والتنوع لان المسالة اختيارية وطوعية. (4)فتح قنوات تواصل واتصال في الداخل والخارج وبناء علاقات وتحالفات تخدم القضية الجنوبية وتقرب طريق انتصارها من اجل مخاطبة العقول والافكار داخليا وخارجيا واقناعها بصحة وعدالة وقانونية وشرعية القضية الجنوبية ومن ثم فتح مكاتب لتمثيل الحراك في هذه الدول وتشكيل الوفود لطرق كل الابواب من اجل مصلحة القضية الجنوبية والوصول بها الى مجلس الامن والامم المتحدة وجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الافريقي ومنظمة عدم الانحياز........الخ.. (5) علينا الا نجرب المجرب وعلينا الانسلاخ والخروج من عباءة الماضي والقيادات القديمة التي اثبتت فشلها عمليا ولم تقدم أي خدمة للقضية الجنوبية تخدمها في الخارج رقم تواجدها وامتلاكها لكل الامكانيات التي ستوصل القضية الجنوبية بها الى اعلى المستويات بل ان هذه القوى اضرت بالقضية الجنوبية والحقت بها الاذى كما اضرت بها سابقا حين كانت في السلطة او المعارضة والعمل بكل جدية وهمة على خلق قيادات جديدة شابة من الداخل غير متهورة ولا نزقة ولا مصابة بالشطط او حب العظمة والتفرد لتقود الحراك نحو انتصاره العظيم تتمتع بصفات القيادة المحنكة والدهاء والمرونة . فاذا ما تحقق ذلك سياتي كل شيء دون أي تكلفة لان تكلفة الحرية والاستقلال باهظة الثمن وغالية جداجدا فمن خلال ذلك سيتحقق لنا الانتصار العظيم بإذن الله تعالى وستتحقق الحرية وسينجز الاستقلال وهكذا يجب ان نفهم السياسة يا هؤلاء وعليكم ان تفهموا ان كل الطرق تؤدي الى الحرية والاستقلال ولكن بعقول نظيفة وذكية ومرنة تعرف ماذا تريد وماذا تطرح من قضايا للنقاش وتفرض بل تنتزع الحلول المناسبة لها لان العمل السياسي والثوري النضالي ليس بقبقة وقبقبة وطنطنة وتقفاز وشعارات حنانة طنانة كاذبة ولا عنترة او زندقة وبلطجة وفقنا الله تعالى واياكم الى طريق الفلاح والرشاد امين اللهم امين.