الإدانة بطبيعة الحال هي فعل احتجاجي بالأساس ضد فعل إجرامي ، وهذا ما يمكن أن يقدم للجهة التي وقع عليها العنف ضد المعتدي والإدانة هي الفعل الأول الذي يمكن القيام به عند ارتكاب عنف ضد فئة معينة تمهيداً لاتخاذ إجراءات عقابية. من الملاحظ والمعروف أن الاعتداء الاسرئيلي ضد الشعب الفلسطيني ليس وليد اليوم ، أو الأمس بل يمارس هذا الاعتداء منذ اليوم الأول الذي وضع فيه أول جندي إسرائيلي قدمه على أرض فلسطين كان خلال الاعتداء يقوم الشعب العربي بطوله وعرضه عن طريق حكومات القومية العربية بالرد على العدوان الصهيوني مباشرة . لكن مع مرور الزمن والعقود تراجع هذا الشكل من الإدانة إلى الاكتفاء بالتنديد والشجب إلى أن اختفى هذا الشكل نهائياً من الأوساط السلطوية العربية في الاعتداء الاخير على قطاع غزة لكن الغريب في الأمر أن يظل هذا الاعتداء على أهلنا في القطاع لمدة 30 يوماً ولم تسمع أي أحد يدين ويشجب هذا الاعتداء الظالم من جانب الأخوة العرب المسلمين أو ما يسمى علماء الامة وعندما لاح نجم الانتصار للمقاومة في القطاع سرعان ما تهافتت الإدانات الغير مجدية في نظري والغير نافعة سوى إسقاط الواجب أو تبرير موقف الصمت المقيت والقاتل للشعب الفلسطيني أو دفع شبهة هي في الأساس حقيقة ثابتة .
وهذا يجعلنا نفسّر هذا الموقف على أن علماء الأمة وخصوصاً في ما يطلق عليها جغرافياً بالعربية السعودية هذه الفئة من العلماء هم دمى تحركهم سلطات الحاكم ولا غرابة في هذا الموضوع لأننا نعرف أن العالِم العربي وتحديداً السعودي هو عبد مامؤر للحاكم الأمر الأخر والأشد خطورة هو تأخير هذه الإدانة من قبل السلطات الدينة ممثلة بمؤسسة الإفتاء السعودي الى ما بعد انتهاء العدوان الذي يفسر لنا بشكل او بآخر سر صمت هذه المؤسسات سوى الرسمية او الدينة للنظر الى ما ستنتجه الحرب الدائرة في غزة والذي يدّعم فرضية بل حتمية الصوت القائل بالتحالف الجديد في المنطقة العربية ممثلاً بالتحالف ( السعومصراسرائيلي ) ضد جماعة الإخوان المسلمين في القطاع ممثلة بحماس بالاضافة الى تعالي الصوت المعادي ( للمكر الإيراني ) حد تعبيره وانتقاده للموقف الإيراني والتشكيك في نواياه من منطلق طائفي عنصري محض والقول بإن هذا إستغلال للقضية الفلسطينية ودماء شهداء غزة .
والرد على هذا الصوت سواء كان صوتاً دينياً او صوتاً سياسياً هو لماذا لم تستغل الشيء نفسه وأنت تنفق المليارات على شراء صفقات الاسلحة في حين أن من تنتقده هو من زود المقاومة الفلسطينية بالخبرات لصناعة الصواريخ ؟ لا غرابة في ذلك ، فهذا دين العرب ، فالعاجزين عن إيصال الأموال لدفع رواتب الجوعى والمحاصرين في قطاع غزة خوفاً من اسرائيل وأمريكا ، ليس من حقهم إلّا الصمت والخجل ، أما إيران، فليست مثل العرب ، هي إن قالت فعلت ، وإن حالفت، انتصرت لحلفائها، ووقفت الى جانبهم، ولم تخذلهم مطلقاً ولنا في سوريا مثال.
وبملئ الفم أقول المقاومة العربية الإسلامية الفلسطينية المخذولة من أشقائها انتصرت وكسبت الحرب النفسية والحرب العسكرية النصر لم يعد صبر ساعة، لأنه تحقق بدماء الشهداء والجرحى ، وعزيمة المشردين ، وبطولات المقاومة ورجالها... وغداً ستندحر دولة اسرائيل نشاز الجغرافيا والتاريخ من أرض كنعان فلسطين الأبية.