من غير اللائق أن يتعامى البعض عن النتائج الكاريثية لإستمرار دعم المشتقات النفطية ..ومن غير اللائق - أيضا - أن يذرف البعض دموع التماسيح لتحقيق مكاسب سياسية ،أو يتاجر بحاجة اليمنيين وأوضاعهم ومستقبلهم. وبالتالي على الجميع أن يتحلّى بروح الحكمة والإنصاف والمسؤلية الوطنية والتاريخية . أول الكلام .. نقول : إن ضبط الأسعاروتحديدا الضرورية والأساسية منها ، وعدم السماح للتّجارالفاسدين باطلاق العنان لأحلامهم الجشعة ، " الشبحية " في تحقيق أرقام فلكية في الكسب غير الأخلاقي ، ضرورة، ملحة كضرورة إتخاذ القرارنفسه وربما أكثر.
وفي هذا السياق، تؤكد بعض المعلومات إنه ، وقبل أن يتم إتخاذه ، كان قد وجّه الأخ الرئيس / عبدربه منصور هادي ،الجهات المعنية في الحكومة كي تتفق مع الغرف التجارية والمصنعين ووكلاءالشركات، على نقاط واضحة، تعهد هوءلاء التجاروالتزموا بعدم النكوص بها،حيث يترتب على ذلك محاسبة قضائية ، في حال قام البعض برفع الأسعار تحت أي مبرركان ..
صدقوني إنه لا مجال ، لأي طرف من الأطراف استغلال هذه المسألة وتحريض الشارع . نحن في وضع سياسي وأمني صعب واستثنائي إلى جانب ، وهو الأهم ، إن اقتصاد البلد على حافة الهاوية السحيقة .ومهما كان الإجراء صعبا فإنه بات أكثر من ضرورة وتأخيره كان سيجعل الجميع يندم ،لأن الأسوء منه هو عدم وجود دولة ،أو حتى شبه دولة ..
وتاسيساً على ذلك ، فالمنطق يقول اليوم إنه على الجميع الإنتصار له وللوطن ولمحاربة الفساد وتجار التهريب ،والتعاون الجاد من أجل تخفيف إنعكاساته والبحث عن بدائل وموارد من خلال توسعة الأوعية الضريبية والجمركية والرسوم القانونية والقضاء على الإزدواج الوظيفي في السلكين المدني والعسكري، إلى جانب تشجيع الإستثمارات المحلية والخارجية وإيجاد شيء من الأمن وتقنين بدلات السفر والعلاجات والنثريات للمسؤلين والمشائخ . والتخلي عن خطاب اللغة الخشبية ولغة المقامرات والمزايدات والتحديات ، التي تعمل على إنتاج وتفريخ الأحقاد والمشاكل والتعقيدات وإحداث البلبلة والتفرقة والمذهبية ..كمحدودي الدخل وكفقراء، ربما نعيش تحت خط الإنسانية والفقر، نحن ، في الواقع، متضرّرين من هذه الإجراءات وندفع، دائما، الفاتورة في الشدّة والرخاء، ونكتوي بنارقرارات كهذه ، لكنّا ، غير مستعدين لأن نغمض عيوننا في مساء يوم ما ،لنفتحها في صباح اليوم التالي على دولة من سراب واقتصاد من سراب وأمن من سراب وأمل من سراب وحياة من موت وسراب ، ودواعش وعترات وأئمة وقياصرة وإنفجارات ورعب وقتل ودماء في كل مكان .. ولسنا مستعدين لأن نكمل بقية حياتنا في خواء عام وفراغ عام وصراعات شاملة وغياب كامل للدولة، والنظرلأولادنا بنظرة الرحمة والحسرة الصادرة عن أب وأم عاجز ين عن الحركة، أو المحاولة في دفع الضرر عن فلذات أ كبادهما .. علينا أن نتعقّل ونستلهم العبر والدروس ، ولنعلم إن عدم إتخاذ القرارت الصعبة في الأوقات المناسبة، أو الصعبة فإن النتائج تكون كاريثية ومدمّرة ، وكل قرار صعب ، في الأساس تكون نتائجه على المديين المتوسط والبعيد إيجابية بكل تأكيد .