بعد أن اتكئ طبيب القلب المفتوح ، على بندقية مجلس الأمن ، خرج مطمئناً من غرفة عمليات الضغينة ، وعلى وجهه تعابير من أفرط في الذكاء ، ليزف البشرى: انتهى الدرس يا غبي! من الرائع أن تكون طبيباً مثقفاً ومهاجراً ، تمتلك حساباً بنكياً ، وفيزا كارد ، وتضع محفظة جلدية آمنة في جيب جينزك الخلفي ، لكن ليس رائعاً أبداً أن تقرر بعدها حقيقة ما وراء الطبيعة السوداء، وبأسلوب الكوميتراجيديا: من لا يمتلك حساباً بنكياً باسمه ، إنما هو رجل كهف ، قدم من خارج زمن البنوك فطرده هذا الزمن! أتعرف أيها الذكي ، كم يمنياً لا يمتلك حساباً بنكياً ، وكم يمنياً لا يمتلك مسكناً في مجرة الحضارة المعاصرة الخاصة بك ، وكم يمنياً يغبط معيشة دببة الشمال قبل نفوقها ؟ لابد أنك ذكي بما يكفي لتعرف كم ولماذا! يقرر ظافر جدائل صعدة ، أن الجماعة التي لا تأبه للمجتمع الدولي هي جماعة مارقة ، لكنه وللأسف الأخلاقي والأدبي ، لا يقول لنا ماعسانا نسمي الفرد والجماعة والحكومة التي لا تأبه إلا لذاتها وانتفاعها الرخيص ، متسولة بإسفاف (جمال) و(عمر) (المجتمع الدولي) بينما لا تكترث البتة لمجتمعها وشعبها..؟
كم يبدو هذا الأديب مسرفاً في اصطفافه الدولي جداً ، ليشبه إلى حد بعيد ، صبياً مدللاً ، استقدم بلطجي الحارة المجاورة لهدم منزله وضرب بعض إخوته ، وبينما يضع رائحة عطرية أدبية متغطرسة ، يقول مختبئاً خلف العملاق العنيف ، وبخذلان وطني لم يعرفه (منغولي) أو (بوتين) يوماً : (ليس لدى الدول الكبرى وقتاً كافياً للعبث مع فتى أحمق في واحدة من أفشل عشر دول في العالم) !
حسناً أيها الذكي.. بينما يطالب هؤلاء الذين لا يمتلكون حساباً بنكياً بحقهم في تذوق الحياة ، تداهمك أنت رغبة في الضحك ، و(مازوخيا) غسيل رجل ديك السلطة.. وزع حلواك في برلين ، كما يحلو لك ، واستحضر شراسة أقنعة (الدولة) ، واجتر إلى صنعاء -بعد أن تتجاهل وجهها وملامح غزة وبغداد ودمشق- مؤخرة مجلس الأمن النووية الثقيلة ، فقط تذكر..كما أن الصين ليست صالح ، وروسيا ليست اليماني.. لست أنت ألمانيا ، وليس مجلس الأمن هو الوطن أو الله ، وقطعاً لم ينته الدرس يا يمن!
السيد المحترم جداً.. مجلس الأمن الدولي :
أدن وهدد وادع من تشاء ومارس القلق على العالم كما تشاء ، فقط أيها الخارق المفرط في الذكاء.. هلا فارقت أولاً بعض ملامحنا الهزلية الرسمية ، لقضاء أيام وجودية في أزقة صنعاء اللاموفنبيكية، لتتذوق بلا أمل أو ماء أو كهرباء ، ملامح الفقر في وجه خذلان الحكومة ، لتمضغ بلا أمن أحلاماً سلطوية ليست آمنة ، وأكاذيب بلا قمح من مخابز المنظمات الدولية ، المتخمة كما أنت بالسقوط في واشنطن وتل أبيب..!
أنت أيها العنيف ولا شك تكره العنف ، تمقت الفوضى والخيام والضوضاء ، ونشاز إيقاع الفقراء على رصيف العولمة ، فالعالم أضحى قرية صغيرة أنت مركزها ، وأنت العمدة وأنت المختار، وأنت تفسير كل قبح هي اليوم عليه..!